فلسطين أون لاين

آخر الأخبار

تقرير داسوا "نيتساريم" بأقدامهم... نازحون يحتضنون أرضهم ويفشلون مؤامرة التَّهجير

...
داسوا "نيتساريم" بأقدامهم... نازحون يحتضنون أرضهم ويفشلون مؤامرة التَّهجير
خان يونس/ محمد أبو شحمة:

بهرولة وسعادة عارمة، انطلق سالم العطار على طول طريق الرشيد الساحلي باتجاه منزله في بيت لاهيا شمال قطاع غزة، بعد عام وثلاثة أشهر من النزوح القسري إلى جنوب القطاع، برفقة عائلته وجيرانه.

عاد العطار مع آلاف النازحين إلى شمال القطاع سيرًا على الأقدام، في مشهد يؤكد أن محاولات تهجيرهم وطمس هويتهم لم تنجح.

في الساعات الأولى من صباح الاثنين، الموافق 27 يناير، عبر النازحون حاجز "نيتساريم" السابق على طريق الرشيد الساحلي وشارع صلاح الدين، رمز الاحتلال الذي فصل شمال قطاع غزة عن جنوبه لسنوات.

ملامح العودة

وجوه العائدين تحمل رسائل تتحدث بصمت، تعبّر عن انتصار الإرادة الفلسطينية أمام مؤامرات الاحتلال، التي تهدف إلى اقتلاع الفلسطينيين من جذورهم وإبقائهم في حياة الخيام والمعاناة.

وقال سالم العطار: "بعد أن أمضينا ثلاثة أيام على تلة النويري غرب مخيم النصيرات، وسط ليالٍ قارسة البرودة، جاء الفرج حين أُعلن عن موعد عودتنا إلى شمال قطاع غزة. في تلك اللحظة، هتفت مع الآلاف بالتكبيرات".

وأضاف لـصحيفة "فلسطين": "لم أصدق أننا سنعود إلى منازلنا أخيرًا. اليوم لا يوجد جندي إسرائيلي يعترض طريقنا أو يمنعنا من المرور. هذه العودة شهادة حية على صمودنا وإصرارنا".

وأشار العطار إلى أن حاجز "نيتساريم" لم يكن مجرد نقطة تفتيش، بل رمزًا لمحاولات الاحتلال فرض سيطرته على القطاع وتقسيمه. اليوم، يدوس الفلسطينيون عليه بأقدامهم، في مشهد يعكس قوة المقاومة التي أفشلت مخططات الاحتلال.

في طريق العودة، استقلت سعاد حمودة سيارة من النصيرات إلى وادي غزة. بمجرد أن وصلت إلى حاجز "نيتساريم"، شعرت كما لو أنها تعيش حلمًا.

وقالت حمودة: "كنت أردد في داخلي: هل هذا حقيقي؟ هل عدنا حقًا؟" وأضافت: "كان أجمل مشهد في حياتي. نسيت كل لحظات الحرب والمآسي، والعودة إلى منزلي في حي الزيتون جنوب مدينة غزة كانت حلمًا تحقق، حمل معه أملًا جديدًا".

وأوضحت أن العودة ليست مجرد جغرافيا، بل تعبير عن تشبث الفلسطيني بأرضه ورفضه محاولات اقتلاعه.

صيحات النصر

على طول طريق العودة، علت أصوات التكبير والتهليل. وسط الجموع، كان الشاب محمود حجازي يهتف بفخر للمقاومة الفلسطينية وكتائب القسام.

وقال حجازي: "المشي فوق حاجز نيتساريم رسالة واضحة للعالم أننا لن نتنازل عن حقوقنا ولن نقبل الظلم مهما طال الزمن".

وأضاف: "هذه العودة الجماعية التي شهدها العالم اليوم تعبّر عن الإصرار على الحياة رغم الألم والمعاناة. هي تأكيد أن الحق ينتصر دائمًا، وأن الشعب الفلسطيني قادر على الصمود في وجه محاولات الاحتلال لطمس هويته وتهجيره".

يرى حجازي أن عودة النازحين إلى شمال القطاع تمثل صفحة جديدة في النضال الفلسطيني، ليست مجرد عودة إلى المنازل، بل تأكيد على الانتماء العميق للأرض.

وأشار حجازي إلى أن ما حدث في قطاع غزة يوم عودة النازحين يمثل رسالة واضحة للعالم: الفلسطينيون لن يتخلوا عن أرضهم، وسيظلون متمسكين بحقوقهم المشروعة مهما بلغت التضحيات.

وأكد أن هذا المشهد التاريخي يظهر قوة الشعب الفلسطيني في مواجهة جيش الاحتلال الذي حاول فرض واقع جديد لكنه فشل. العودة إلى شمال قطاع غزة هي انتصار يعكس صمودًا أسطوريًا وتحديًا لإرادة الاحتلال.