قائمة الموقع

عودة النَّازحين إلى شمال غزَّة.. فرح رغم الألم

2025-01-27T21:37:00+02:00
عودة النَّازحين إلى شمال غزَّة.. فرح رغم الألم

كأن طوفانًا بشريًا يسير واحدًا تلو الآخر، امتدّ المشهد على طول شارع الرشيد الساحلي غرب قطاع غزة، حيث تجمعّت العائلات الفلسطينية العائدة من جنوب القطاع إلى شماله بعد نزوح قسري دام أكثر من 13 شهرًا، بفعل حرب الإبادة التي شنّها الاحتلال الإسرائيلي على محافظات القطاع كافة.

مع بزوغ شمس صباح الاثنين ووصول عقارب الساعة إلى السابعة، بدأت جموع العائلات الفلسطينية تتحرك من "تبة النويري" غربي النصيرات في المحافظة الوسطى، متجهة إلى شمال القطاع في مشهد يملؤه الأمل والشوق. في الوقت نفسه، توافدت المركبات عبر شارع صلاح الدين متجهة نحو حاجز "نيتساريم" العسكري السابق وسط القطاع.

لحظات الانتظار

في منتصف شارع الرشيد، وقف المواطن أبو جهاد الغندور يرمي بنظراته في كل الاتجاهات، وكأن الدقائق تسير ببطء شديد لشدة شوقه لعائلته التي غابت عنه قسرًا لأكثر من 14 شهرًا.

وقال الغندور لمراسل صحيفة فلسطين: "أنا مبسوط كثير إني راح أشوف بنتي بعد غياب طويل"، مضيفًا: "رغم النزوح وحرب الإبادة التي شنّها الاحتلال ضدنا، سنبقى صامدين ولن نترك أرضنا ولن نحقق للاحتلال مخططاته بتهجيرنا خارج القطاع".

وأشار الغندور إلى أن قطاع غزة بحاجة ماسة لدعم المجتمع الدولي والشرفاء فيه، لتقديم المساعدة اللازمة وتسريع عملية الإعمار، خاصة مع عودة آلاف العائلات التي دُمرت بيوتها.

فرح اللقاء

على بعد أمتار قليلة، كان المواطن محمد حلاوة يقف إلى جانب زوجته بعد أن غادر منزلهما في الخامسة والنصف صباحًا متوجهًا إلى شارع الرشيد. بدا عليهما الفرح ممزوجًا بالشوق، وقال حلاوة: "شعوري لا يوصف وأنا أنتظر أهلي وأحبّائي".

وأضاف بصوت تغمره مشاعر العزة: "هذا يوم عيد نحتفل فيه بلقاء الأحبة. نحن شعب مرابط وصامد مهما حدث. رحم الله الشهداء وشفى الجرحى وفكّ قيد الأسرى".

في مكان آخر، كان ناصر الجملة يسير بخطوات متسارعة كأنه يسابق الزمن للوصول إلى شمال القطاع. قال بحماسة لمراسل الصحيفة: "أشعر وكأنني وُلدت من جديد. بعد رحلات نزوح طويلة، أعود إلى مدينتي غزة، أرض الرباط والنصر".

والدموع تملأ عينيه، أضاف: "كنت نازحًا في خان يونس جنوب القطاع، واليوم أعود إلى بيتي، رغم كل الألم والمعاناة، وسنواصل صمودنا حتى نحقق النصر".

أما رنا عابد، التي لم تستطع كبح دموعها فور لقاء ابنها، عبّرت عن شعورها قائلة: "الحمد لله، الحرب خلصت وشفت أولادي سالمين غانمين. الآن ستعود حياتنا ولمّة العائلة الجميلة".

رسالة صمود

حين وطأت أقدام الشاب شادي أبو سلعة مدينة غزة، خرّ ساجدًا وأخذ يُقبّل ترابها. وقال بصوت يملؤه الحنين: "نزحت من جباليا إلى رفح، وهناك بدأت معاناتي بعدما تركت منزلي الذي عشت فيه أجمل أيام حياتي".

 وتابع: "اليوم أشعر وكأنني انولدت من جديد. أحضرت خيمة معي من الجنوب، وسأنصبها على أنقاض منزلي المدمر في جباليا. بإذن الله، ستعود الأيام الجميلة إلى غزة، فهي أجمل بلدان العالم".

اخبار ذات صلة