فقدت عائلة الستيني سعد النزلي، المقيمة شمال مخيم النصيرات، منزلها المكون من أربعة طوابق، والذي تم تسويته بالأرض خلال الحرب الأخيرة.
رب الأسرة، الذي استغرق خمس سنوات في تسديد ديون بناء العمارة، بات اليوم يعيش مع أبنائه في خيم تفتقر لأبسط مقومات الحياة، وسط معاناة يومية لتوفير الاحتياجات الأساسية من ماء وطعام ورعاية صحية.
وطالب هو وأبناؤه، بعد دخول التهدئة حيز التنفيذ، الجهات المسؤولة والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بالتدخل العاجل لتوفير سكن بديل أو المساعدة في إعادة بناء منزلهم. وأوضح أن الوضع الحالي يؤثر بشكل كبير على حالتهم النفسية والاجتماعية، خاصة الأطفال الذين حُرموا من الاستقرار والبيئة الآمنة.
كما ناشدت العائلة المجتمع الدولي والداعمين بتنظيم حملات إغاثة لمساعدتها على تجاوز هذه المحنة وتوفير حياة كريمة تليق بها، في ظل استمرار الأزمة الإنسانية التي يعاني منها القطاع.
لا مقومات للعيش
من جهته، فقد السيد محمود عابد، أحد سكان مخيم المغازي، منزله المكون من ثلاثة طوابق جراء العدوان الإسرائيلي الأخير. بعد تدمير منزله بالكامل، اضطر عابد للنزوح مع عائلته المكونة من أكثر من 15 فردًا إلى مركز إيواء في دير البلح.
ورغم محاولات العودة إلى مكانهم الأصلي، إلا أن منزلهم دُمر بالكامل، ولا توجد فيه أي مقومات للعيش. في ظل الأجواء الباردة، يطالب بتوفير كرفان أو وحدة سكنية مؤقتة تضمن إيواء أسرته وتوفير الحماية لهم من الظروف الجوية القاسية.
وتعيش السيدة عبير عبد الله، زوجة شهيد، وأبناؤها الخمسة في ظروف قاسية بعد فقدان معيلها، حيث تعيش متنقلة بين مدارس الوكالة وأماكن الإيواء المؤقتة عند الأقارب، في ظل عدم وجود مسكن ثابت. عبير، التي فقدت زوجها في العدوان الأخير على مخيم البريج وسط القطاع، تجد نفسها مضطرة للتنقل المستمر بسبب عدم وجود منزل ثابت يؤويها هي وأطفالها.
ورغم محاولات العائلة العيش، فإن الظروف الصعبة تفرض عليهم المزيد من المعاناة. تطالب السيدة عبد الله بتوفير منزل دائم يعينها على رعاية بناتها وتوفير بيئة مستقرة لهم بعيدًا عن التنقل المستمر، متمنية أن تجد الدعم من الجهات المعنية والمنظمات الإنسانية لتوفير مسكن يضمن لهم الأمان والراحة في هذه الظروف الصعبة.
دمار واسع
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" إن 92% من المنازل في قطاع غزة، أي نحو 436 ألف منزل، دُمرت أو تضررت جراء العدوان الإسرائيلي، فيما نزح 90% من المواطنين عن بيوتهم.
وعبر المتضررون عن خشيتهم من تكرار تأخير عملية إعادة الإعمار، كما حدث في السنوات السابقة، ما يزيد من معاناتهم. وأكد العديد منهم أنهم يخشون من استمرار العوائق التي قد تطيل فترة إعادة البناء، مما يؤثر بشكل سلبي على حياتهم ويزيد من معاناتهم اليومية.
وأشاروا إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يواصل فرض قيود على إدخال مستلزمات إعادة الإعمار، مما يعطل تنفيذ المشاريع الحيوية ويطيل فترة انتظارهم للعودة إلى منازلهم.
ودعا المتضررون المجتمع الدولي، خاصة الدول العربية، إلى تحمل مسؤولياتهم الإنسانية والضغط من أجل الإسراع في تقديم الدعم المالي والمادي اللازم لإعادة الإعمار، مؤكدين أن الوقت أصبح حاسمًا لضمان حياة كريمة لهم.