فلسطين أون لاين

آخر الأخبار

نتيجة الحرب على غزَّة بلسان الاحتلال

ضجّت وسائل الإعلام العبرية بكثير من التصريحات الرسمية؛ والتحليلات العسكرية والسياسية التي انتقدت صفقة التبادل مع حركة حماس باعتبارها هزيمة مدوّية لحكومة نتنياهو، وفشل واضح في تحقيق الانتصار على المقاومة الفلسطينية والقضاء عليها. 

في هذا المقال نستكمل ما نشرناه في مقال سابق من تصريحات وتحليلات "إسرائيلية" نشرتها مختلف وسائل الإعلام العبرية حول اتفاقية وقف إطلاق النار في غزة. 

في دلالة على حالة الإحباط التي انتشرت في الكيان نتيجة صمود المقاومة الفلسطينية في غزة؛ ذكرت هيئة البث الاسرائيلية بأن عددًا من وزراء حكومة نتنياهو بكوا أثناء الجلسة التي عقدتها حكومة الكيان لإقرار صفقة التبادل مع حماس، أما وزير خارجية الاحتلال فقد أكد أنه "رغم الضربات القوية التي تلقتها حماس" إلا أن حكومته فشلت في تحقيق أهداف الحرب، وعارض الصفقة وزير مالية الاحتلال "بتسليئل سموتريتش"، ووصفها بأنها "صفقة سيئة وكارثية تهدد الأمن القومي للكيان وستؤدي إلى إهدار إنجازات الحرب". 

كما أقدم وزير الأمن القومي "إيتمار بن غفير" على الاستقالة من حكومة نتنياهو احتجاجًا على توقيع الصفقة باعتبارها "صفقة عار وتفريط"، كما اعتبرت عضو الكنيست عن الليكود "عميت هاليفي" الانسحاب من معبر رفح يعني التخلي عن أمن الكيان، أما الوزيرة السابقة "أييليت شاكيد"، فقد دعت قادة المنظومة الأمنية الإسرائيلية إلى الاستقالة، وطالبت بإجراء انتخابات إحتاجًا على إتمام صفقة التبادل. 

واعتبر عدد من قادة المنظومة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية توقيع الصفقة يمثل فشلًا إسرائيليًّا؛ حيث اعتبره رئيس الموساد الإسرائيلي "كارثي على إسرائيل"، بينما أوضح مسؤول شعبة العمليات الأسبق في الموساد "عوديد عيليم " أن حكومة نتنياهو فشلت في "تحقيق الهدف المركزي من الحرب وهو  القضاء على القدرات العسكرية لحماس" مؤكدًا أن "غالبية الغزيين مؤيدين لحماس"، أما رئيس جهاز الأمن الإسرائيلي - الشاباك "رونين بار" فقد عبّر عن إحباطه من إقرار الصفقة بقوله: "بعض الأسرى الذين سوف يُفرَج عنهم قمت باعتقالهم بنفسي؛ إنه أمر صعب، لكنه أصبح واقعًا"، كما عبّر المسؤول الكبير في الشاباك "ميخا كوبي" عن رفضه للصفقة واصفًا إيّاها بأنها "عملية ابتزاز القرن". 

ومن ناحيته، أكّد صاحب "خطة الجنرالات" الجنرال في جيش الاحتلال "غيورا أيلاند" بأن: "حماس انتصرت وحققت أهدافها، و"إسرائيل" هُزمت وفشلت فشلًا مُدَوّيًا لعدم تمكّنها من تحقيق أهدافها"، أما المحلل العسكري في "يديعوت أحرونوت" العبرية "يوسي يهوشوع" فقد كتب: "بعد 15 شهرًا من الحرب، فشل نتنياهو فشلاً سياسيًا، وفشل الجيش ورئيس أركانه فشلاً عسكريًا، ولم يتم تحقيق النصر على حماس". 

الفشل الإسرائيلي في هزيمة المقاومة أكده أيضًا الباحث الإسرائيلي "عوفر شيلح ضمن مقال نشره عبر معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي " وجاء فيه: "إسرائيل لم تقضِ على حماس، لأنها لم تكن قادرة على فعل ذلك أبدًا"، أما البروفيسور "عوزي رابي" الباحث في مركز ديّان لدراسات الشرق الأوسط فقد ذكر أن "إسرائيل دخلت في منزلق خطر بتوقيع اتفاقية وقف إطلاق النار في غزة" مُضيفًا أن "إسرائيل لن تتمكن من تحقيق أهداف عسكرية حاسمة كما في لبنان وسوريا وإيران"، فيما أكد الخبير الإسرائيلي "إيال عوفير" على هذا الفشل بقوله: "إسرائيل فشلت في استبدال حكم حماس".

ومن جهة أخرى، انتقدت مختلف الصحف والقنوات العبرية إتفاق وقف إطلاق النار في غزة، حيث اعتبره "بن كاسبيت" المحلل السياسي في صحيفة معاريف"  العبرية بأنه "فشل مطلق، ذريع، وتاريخي"، أما الكاتب الإسرائيلي "ألون مزراحي" فقد كتب "حماس أسطورة لأجيال قادمة ولقد انتصرت علينا؛ بل على كل الغرب وصمدت في المواجهة"، أما الصحفي "متان تسوري" فقد أشار إلى عدم قدرة نتنياهو على الاستمرار بالحرب بقوله: "عاجزون عن رفض الاتفاق أو الاستغناء عنه رغم أنه سيء"، ووصفت القناة الـ14 العبرية الصفقة باعتبارها "خطيرة للغاية، وهي إنعاش لحمـ.ـاس، وستجلب لها صورة النصر أمام الفلسطينيين في الضفة وغزة، وستساعدها على التعافي سياسيًا وعسكريًا". 

الكاتب الإسرائيلي "آفي يسخروف" في صحيفة "يديعوت" العبرية انتقد الاتفاقية بقوله: "هذه اتفاقية سيئة"، أما "رون بن يشاي" فقد كتب في "يديعوت" أيضًا بأن: "إسرائيل" لم تحقّق هدفها الحربي، وهو إسقاط حكم حماس في القطاع"، أما الصحفي "زيو روبنشتاين" فقد عبّر عن الفشل الإسرائيلي بقوله: "لو كان يحيى السِّنوار حيًّا اليوم لأصبح اليوم أبًا للأمَّة العربية". 

خلاصة الانتقادات الإسرائيلية الهائلة لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة تشير إلى فشل ذريع للاحتلال في هزيمة المقاومة، أو القضاء على حكم حماس في غزة، أو تحرير الأسرى الإسرائيليين دون الرضوخ لشروط المقاومة الفلسطينية.

المصدر / فلسطين أون لاين