كشفت منصة "دي كلاسيفايد" البريطانية عن زيارة سرية لوفد عسكري إسرائيلي رفيع المستوى إلى لندن، برئاسة اللواء أوديد باسيوك، رئيس مديرية العمليات في جيش الاحتلال الإسرائيلي، والذي يُعتبر أحد المسؤولين عن التخطيط للعمليات العسكرية الإسرائيلية، بما في ذلك الحرب الأخيرة على غزة وجنوب لبنان. وتم رصد الوفد خارج مقر وزارة الدفاع البريطانية، حيث واجه أسئلة صريحة حول جرائم الحرب التي ارتكبتها قوات الاحتلال في القطاع.
ووفقًا لـ"دي كلاسيفايد"، حاول الوفد الإسرائيلي زيارة لندن بشكل سري، إلا أن مراسلي الموقع الإخباري استطاعوا التعرف على باسيوك ومواجهته بأسئلة مباشرة حول التحقيقات التي تجريها المحكمة الجنائية الدولية في جرائم الحرب المنسوبة لقيادات الاحتلال الإسرائيلية. وعند سؤاله عما إذا كان يخشى من ملاحقة المحكمة الجنائية الدولية له بتهمة ارتكاب جرائم حرب، أو إذا كان يعتبر نفسه مجرم حرب، لم يُجب باسيوك وتم إبعاده بسرعة من قبل مرافقيه إلى داخل المبنى.
وضم الوفد الإسرائيلي أيضًا العميد إيلاد غورين، المسؤول عن تنسيق ما يعرف بـ"الجهد الإنساني" في غزة، وضابط الاستخبارات المقدم يوافال ليتفين، بالإضافة إلى خمسة مسؤولين عسكريين آخرين. ووفقًا للمعلومات المتوفرة، قدم الوفد إحاطة أمنية للجيش البريطاني حول وقف إطلاق النار الحالي في غزة، والسيناريوهات المحتملة في حال انهياره.
من جهتها، زعمت وزارة الدفاع البريطانية أن الزيارة تأتي في إطار الجهود الدولية لخفض التصعيد في الشرق الأوسط ودعم وقف إطلاق النار في غزة ولبنان. وأشار متحدث باسم الوزارة إلى أن المناقشات شملت الدعوات البريطانية لتنفيذ جميع مراحل اتفاق وقف إطلاق النار وإنشاء مسار نحو تسوية دائمة في المنطقة.
دعم بريطاني مثير للجدل
وقالت منصة "ديسكلايفد" إن هذه الزيارة تأتي في وقت يواجه فيه رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو تحقيقات من قبل المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. ومع ذلك، تستمر العلاقات العسكرية بين بريطانيا و(إسرائيل) على قدم وساق، حيث أكد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر خلال اتصال هاتفي مع نتنياهو على استمرار التعاون الوثيق بين لندن و"تل أبيب" في قضايا الدفاع والأمن.
وأثارت الزيارة انتقادات من قبل خبراء ونشطاء حقوقيين، حيث وصف أندرو فاينشتاين، الخبير في تجارة الأسلحة، الدعم البريطاني المستمر لـ(إسرائيل) بأنه "غير قابل للدفاع ومروع"، خاصة في ظل اتهامات بارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية بحق الشعب الفلسطيني.
ودعا فاينشتاين الحكومة البريطانية إلى الكشف عما إذا كان أي من أعضاء الوفد الإسرائيلي مطلوبًا دوليًا بتهم انتهاك القانون الدولي.
وتعتقد "ديسكلايفد" أن الوفد الإسرائيلي حصل على حصانة دبلوماسية مؤقتة خلال زيارته إلى لندن، مما يمنحه حماية من أي إجراءات قانونية محتملة. وكان رئيس أركان جيش الاحتلال الذي أعلن استقالته مؤخرًا، هيرزي هاليفي، قد حصل على حصانة مماثلة خلال زيارة سابقة إلى بريطانيا في نوفمبر الماضي.