بعد أكثر 50 يومًا على حصار أجهزة أمن السلطة لمخيم جنين جنوب الضفة الغربية المحتلة، واستنزاف المقاومة فيه، وقتل العديد من أفرادها منهم وإصابة آخرين، جاء جيش الاحتلال الإسرائيلي لينفذ هجوم واسع على المخيم، بعد أن مهدت له السلطة الطريق وحققت عدد من أهدافه العسكرية.
لم تكتفِ السلطة باستهداف المقاومين واستنزافهم، بل عملت على اعتقال عدد منهم خلال محاولتهم الدخول إلى المخيم لإسناد من فيه، في تكامل للأدوار مع جيش الاحتلال، وتنفيذ سياسته ضد المقاومة في الضفة الغربية المحتلة.
ونفذ جيش الاحتلال، الثلاثاء الماضي، هجومًا على مخيم جنين، بعد عملية عسكرية لأجهزة أمن السلطة استمرت 50 يومًا، تسبب في استشهاد أكثر من 10 مقاومين ومدنيين.
وتوسعت حملة جيش الاحتلال وشملت أحياء عدة في جنين، فيما وصلت حصيلة الشهداء إلى 10 إضافة إلى 40 جريحا.
الكاتب والمحلل السياسي، أحمد فراسيني، يؤكد أن أجهزة أمن السلطة مهدت الطريق أمام جيش الاحتلال للدخول لمخيم جنين من أجل إنجاز ما فشلت به السلطة قبل حملتها على المخيم.
يقول فراسيني في حديثه لـ"فلسطين أون لاين": "بنك الأهداف في مخيم جنين هو واحد للسلطة وجيش الاحتلال، حيث المقاومين، والعبوات الناسفة، والضحية واحدة".
يوضح أن جيش الاحتلال دخل مخيم جنين بعد 50 يومًا من حصاره من قبل أجهزة أمن السلطة، وقطع الكهرباء والماء عن الأهالي، وتضييق الدائرة على المقاومين، وهو ما سهل مهاجمتهم من قبل طائرات الاحتلال وآليات العسكرية.
يرى أن مهاجمة جيش الاحتلال لمخيم جنين، جاء لعدم رضاه على أداء السلطة وأجهزتها الأمنية، وفشلها في مهمتها إضعاف المقاومة والمقاومين فيه.
يردف بالقول: "هناك تكامل للأدوار بين السلطة وجيش الاحتلال بشكل واضح، بمعنى تكمل السلطة دور الاحتلال من خلال اعتقال المقاومين في مخيم جنين ومخيمات الضفة الغربية، وضرب المقاومة فيه".
يقول "قيام السلطة بهذا الدور، يعني أنها تقوم بالخطوات الأولى، لضرب المقاومة الفلسطينية لمصلحة الاحتلال الذي يأتي لإكمال هذا الدور، من أجل إيقاع السلطة بفخ الخيانة المعلنة".
يضيف: "هناك تقاطع في المصالح والعمليات من خلال دور السلطة الذي ترفض المقاومة المسلحة ضد الاحتلال وتذهب إلى المفاوضات والمناشدات وترى أنه يجدي نفعًا، ولا يمكن مواجهة الاحتلال".
يوضح أن ما يجري على الأرض يثبت أن هناك تكامل وتقاطع بين السلطة والاحتلال، بهدف اضعاف المقاومة وانهاء حالتها في الضفة الغربية المحتلة لصالحها.
بدوره، يؤكد الكاتب والمحلل السياسي، ياسين عز الدين، أن أجهزة أمن السلطة في جنين، اختطفت بالتزامن مع هجوم جيش الاحتلال على المخيم أحد المقاومين.
يقول عز الدين في حديثه لـ"فلسطين أون لاين": "ما يحصل في مخيم جنين مصيبة وكارثة وطنية ويجب وضع حد حاسم لها".
ويوضح أن عملية جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد مخيم جنين هي مشتركة مع أمن السلطة، وبتنسيق كامل بينهم.
يضيف عز الدين: "في مخيم جنين وحوله هناك قناصين من جيش الاحتلال لا يمكن أن يدخلها فلسطيني مسلح وهناك أماكن يتحرك بها عناصر أجهزة أمنية مسلحة يمكن بأي لحظة، ويتم التنسيق من خلال غرفة عمليات مشتركة.
ويبين أن أجهزة أمن السلطة خلال الساعات الأخيرة منازل مطاردين ودخلت الى غرف في المستشفيات لتبحث عن مصابين، وذلك يتم بتنسيق بين الجانبين.
ويلفت إلى أن اقتحام الاحتلال لمخيم جنين بعد أكثر من ٤٥ يوم حصار السلطة للمخيم وبدون كهرباء وماء في المخيم وحصار المقاومين بدائرة كانت تضيق عليهم يوما بعد يوم.