فلسطين أون لاين

تعرِّي تجَّار الموت... وثائق تكشف تورُّط شركات أسلحة بريطانيَّة في دعم الإبادة الجماعيَّة بغزَّة

...
تعرِّي تجَّار الموت... وثائق تكشف تورُّط شركات أسلحة بريطانيَّة في دعم الإبادة الجماعيَّة بغزَّة
ترجمة خاصة/ فلسطين أون لاين

كشفت وثائق شحن حصلت عليها منصتا "دي كلاسيفايد" و"ذا ديتش" الإخباريتان البريطانيتان، أن مصانع أسلحة بريطانية تعرضت لاحتجاجات من قبل نشطاء مؤيدين لفلسطين على مدار الـ15 شهرًا الماضية، كانت تقوم بتصدير معدات عسكرية إلى (إسرائيل). 

وهذا الكشف، بحسب المنصتين، يُعتبر تأكيدًا لجهود مجموعة "بالستاين أكشن" الناشطة في مجال المقاومة المباشرة، والتي قادت حملات لإيقاف آلة الحرب الإسرائيلية في المملكة المتحدة

وتُظهر الوثائق أن عدة شركات مرتبطة بشركة "إلبيت سيستمز"، أكبر مصنّعي الأسلحة الإسرائيلية التي تنتج العديد من الطائرات المسيرة والصواريخ المستخدمة في قتل الفلسطينيين، كانت تقوم بتصدير معدات إلى (إسرائيل). وعلى الرغم من عدم وضوح طبيعة هذه الصادرات بالضبط، إلا أن مواقع معالجة الشحنات وبيانات تصدير الأسلحة البريطانية تشير بقوة إلى أنها تضمنت أجزاء أسلحة

وقالت هدى عموري، المؤسسة المشاركة لـ"بالستاين أكشن"، لـ"دي كلاسيفايد": "هذا الكشف يؤكد أن اتخاذ إجراءات مباشرة ضد صناعة الأسلحة الإسرائيلية في بريطانيا هو عنصر حاسم في مقاومة الاستعمار والإبادة الجماعية".

وأضافت أن المعلومات الجديدة "لا تعري فقط تجار الموت، بل تُبرر أيضًا أولئك الذين خاطروا بحريتهم لإيقاف هذه الشركات". 

وخلال الـ15 شهرًا الماضية، تم اعتقال العشرات من نشطاء "بالستاين أكشن"، ولا يزال العديد منهم قيد الاحتجاز أو يقضون أحكامًا بالسجن. وفي السياق ذاته، أشارت دراسة نشرتها مجلة "لانسيت" إلى أن أكثر من 64 ألف فلسطيني استشهدوا في غزة منذ أكتوبر 2023، فيما اتهمت منظمتا "العفو الدولية" و"هيومن رايتس ووتش" (إسرائيل) بارتكاب إبادة جماعية

شركة "إلبيت سيستمز" في قلب العاصفة

وتُظهر وثائق الشحن أن أربع شركات على الأقل مرتبطة بشركة "إلبيت سيستمز" قامت بتصدير معدات إلى (إسرائيل) منذ بدء القصف على غزة. ومن بين هذه الشركات "إنسترو بريسيجن"، التي تنتج أجهزة استشعار كهروبصرية عسكرية تُستخدم في اكتشاف الأهداف والمراقبة والاستطلاع. وقد حصلت الشركة على عشرات التراخيص لتصدير أسلحة إلى (إسرائيل)، بما في ذلك مكونات "لمعدات التصويب" و"شاشات عرض الطائرات العسكرية". 

في عام 2023، تعرض مصنع "إنسترو بريسيجن" في كنت لهجمات من قبل "بالستاين أكشن"، حيث دمر النشطاء ممتلكات بقيمة تتجاوز مليون جنيه إسترليني، مدعين أن الشركة "تصنع معدات لتحديد الأهداف (أي الأشخاص) من أجل تدميرهم أو قتلهم". وتُظهر وثائق الشحن أن أربع شحنات تم إرسالها من موقع الشركة في كنت إلى مصانع "إلبيت سيستمز" في (إسرائيل) بين نوفمبر 2023 ويناير 2024

كما تعرضت منشأة "إلبيت سيستمز" في فيلتون، بريستول، لهجمات من قبل النشطاء منذ افتتاحها في 2023. ويُعتقد أن 18 شخصًا يقبعون حاليًا في السجن بتهم تتعلق بإجراءات ضد هذا "المركز البحثي والتطوير والتصنيع"، حيث استخدمت الشرطة البريطانية صلاحيات مكافحة الإرهاب لاستجوابهم

شركات أخرى متورطة

ليست "إلبيت سيستمز" وحدها المستفيدة من صادرات الأسلحة البريطانية إلى (إسرائيل). فقد قامت شركة "ساينسكو" (المعروفة سابقًا باسم "سولفاي")، ومقرها ريكسهام، بتصدير مواد مركبة تُستخدم في تصنيع طائرة "هيرميس 450" المسيرة التابعة لـ"إلبيت". وقد ارتبط هذا النوع من الطائرات المسيرة بمقتل عشرات المدنيين في غزة، بما في ذلك غارة إسرائيلية العام الماضي أسفرت عن مقتل سبعة عمال إغاثة دوليين، بينهم ثلاثة بريطانيين

كما قامت شركة "مارتن بيكر" الهندسية البريطانية بتصدير مقاعد إطلاق تُستخدم في الطائرات العسكرية إلى منشأة تابعة لـ"إلبيت سيستمز" في كرمييل بـ(إسرائيل) في أكتوبر 2024. وتُستخدم هذه المقاعد في طائرات التدريب التابعة للقوات الجوية الإسرائيلية، والتي يتم صيانتها من قبل "إلبيت" بموجب عقد قيمته 38 مليون دولار

كشفت الوثائق أيضًا أن شركة "تيلداين ديفينس آند سبيس"، ومقرها شيبلي في يوركشاير، قامت بتصدير معدات إلكترونية إلى (إسرائيل) منذ أكتوبر 2023. وقد حصلت الشركة على 28 ترخيصًا لتصدير أسلحة إلى (إسرائيل) منذ عام 2021، وتعرضت منشأتها في شيبلي لاحتلال وتفكيك من قبل "بالستاين أكشن" في أبريل 2024

وتم إرسال شحنات من "تيلداين" إلى موقع قرب قاعدة "هاتZERIM" الجوية الإسرائيلية في صحراء النقب، والتي تضم طائرات مقاتلة وأكاديمية الطيران التابعة للقوات الجوية الإسرائيلية

نداءات لوقف التورط

قالت إيميلي أبل، المتحدثة باسم حملة "كامبين ضد تجارة الأسلحة"، لـ"دي كلاسيفايد": "هذه الشحنات تُظهر أن هذه الشركات تعتقد أنها يمكن أن تتصرف بإفلات من العقاب وتستمر في تواطئها في الإبادة الجماعية التي ترتكبها (إسرائيل)".

وأضافت: "إذا رفضت حكومتنا وقف هذه الشحنات وفرض حظر كامل على الأسلحة، فإن الأمر يعود إلى الناس العاديين لمواصلة الضغط وإظهار أننا لن نسمح لتجار الموت بالاستمرار في جني الأرباح على حساب أرواح الفلسطينيين".