فلسطين أون لاين

التَّدمير الكبير في رفح يعكِّر فرحة المواطن عبيد الله بالعودة للمدينة

...
التَّدمير الكبير في رفح يعكِّر فرحة المواطن عبيد الله بالعودة للمدينة 
خانيونس/ عبد الرحمن يونس

في خضم فرحة التهدئة التي أنهت حرباً استمرت 471 يوماً، عاد جزء من النازحين إلى ديارهم حاملين معهم آمالاً متجددة وأحلاماً مستقبلية. إلا أن فرحة العودة سرعان ما تتلاشى أمام حجم الدمار الذي خلفته الحرب، فبين من وجد بيته سليماً وبين من وجده ركاما، تتباين المشاعر، قصة نضال عبيد الله الذي نزح من رفح قبل ثمانية أشهر إلى خانيونس خير مثال على تلك المعاناة. 

عبيد الله (46 عامًا) أبٌ لأربعة أبناء ومعيلا لوالدين كبيرين في السجن، بعد إعلان اتفاق وقف إطلاق النار بين الاحتلال الإسرائيلي والمقاومة الفلسطينية، تنفس الصعداء في مكان نزوحه بجامعة الأقصى بخان يونس، حيث كان ينتظر بفارغ الصبر لحظة العودة إلى منزله في منطقة الشابورة برفح. 

وفور سماعه نبأ التهدئة، قرر نضال إرسال ولديه أحمد ونعيم، لاستطلاع حال المنزل الذي يضم شقته وشقة أخيه وشقة أبويه. وسرعان ما عادا بالخبر السار عبر الهاتف: "البيت ما زال قائمًا، والأضرار طفيفة". إلا أن فرحته لم تدم طويلاً، فبينما وجد منزله سليما إلا من بعد الضرر اكتشف أن حيّه بأكمله قد دمر، الشوارع مجرفة، والمنازل مدمرة، والبنية التحتية منهارة. 

يقول نضال بحسرة: "أرغب أن أعود إلى بيتي وأتنفس هواءه، لكنني في الوقت نفسه أشعر بالأسى على جيراني الذين فقدوا كل شيء، فالحي الذي كان يعج بالحياة، أصبح شبه مدمر. البنية التحتية متهالكة، لا كهرباء، ولا ماء، ولا خدمات أساسية… صحيح أن بيتي ما زال واقفًا، لكن الحي كله مدمر، لا حياة هنا بعد". 

وعن سر وقوف البيت على حاله يوضح نضال أن الجيران أخبروه بأن قوات الاحتلال استخدمته لتمركز الجنود القناصة نظرا لارتفاع البيت عن البيوت التي حوله. 

وأمام هذا الواقع المرير، قرر نضال التريث في فك خيمة النزوح وعدم التسرع بالعودة إلى بيته حتى تتحسن الظروف المعيشية في الحي، متمنيا أن تبدأ عملية إعادة الإعمار سريعًا لتعود الحياة إلى طبيعتها. 

حال نضال أفضل حالا من الكثيرين من النازحين لأن معظمهم قد فقدوا بيوتهم، وآخرين لم يحن بعد وقت عودتهم وفق اتفاق وقف إطلاق النار. 

ودخل اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس حيز التنفيذ في التاسع عشر من يناير الجاري منهياً حربا دامت 15 شهراً.

تضمن الاتفاق بنوداً لتبادل الأسرى كما نص على إدخال 600 شاحنة مساعدات يومياً إلى قطاع غزة للمساهمة في تخفيف الأزمة الإنسانية. 

وأفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في تقرير حديث بأن 92% من الوحدات السكنية في قطاع غزة قد دُمرت أو تضررت جراء الحرب. من بين 436,000 وحدة سكنية متأثرة، تم تدمير 160,000 وحدة بالكامل، وتعرضت 276,000 وحدة لأضرار جزئية أو خطيرة. بالإضافة إلى ذلك، هناك أكثر من 1.8 مليون شخص بحاجة ماسة إلى مأوى طارئ ومستلزمات منزلية أساسية.

المصدر / فلسطين أون لاين