قال الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل إن تقييم النتائج التي آلت إليها الأمور بعد توقيع اتفاق وقف إطلاق النار بين الاحتلال والمقاومة برعاية وسطاء يظهر بوضوح حال المشهد العام لدى الطرفين.
وأضاف عوكل لـ"فلسطين": "في (إسرائيل)، هناك ميتم. لم نسمع أي تقييم أو رأي يُظهر أن (إسرائيل) حققت الحد الأدنى من أهدافها أو أنها خرجت منتصرة من هذه الحرب. وعلى الطرف الآخر، هناك احتفالات وفرح، ليس فقط بالنسبة للفلسطينيين، وإنما أيضًا على المستوى العربي".
وتابع: "لا تقلل من مظاهر الفرح آراء بعض الكتاب والمغردين وحتى السياسيين، الذين تحكمهم مواقف مسبقة، أو جهل، أو انتماء للحسابات الفئوية والسياسية التي تعصف بالحالة الفلسطينية على خلفية الانقسام والمخاوف المتبادلة".
ورأى عوكل أن الصفقة جيدة لأسباب عديدة، ليس أقلها أن (إسرائيل) وافقت عليها تحت الضغط، بما يتعارض مع رغبة رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، الذي سعى طوال الوقت لاستمرار الحرب.
ويعتقد عوكل أن الحرب لم تنتهِ، ولا يمكن أن ينتهي الصراع قبل أن يحقق الشعب الفلسطيني أهدافه الوطنية. وأكد أن (إسرائيل) لم تنتصر، والمقاومة لم تُهزم، بل صمدت وصمد الشعب الفلسطيني. وأضاف: "القضية الفلسطينية هي التي انتصرت".
وأكد أن الصفقة عززت الأمل لدى الأسرى بإمكانية نيل حريتهم، كما أجبرت (إسرائيل) على القبول بالإفراج عن من تُصنفهم بأن "أيديهم ملطخة بالدماء" وأصحاب الأحكام العالية.
وحول تصريحات محمود الهباش، مستشار رئيس السلطة، التي وصف فيها الاتفاق بـ"السخيف"، قال عوكل: "سنسمع الكثير من الترهات، مع الأسف، والآراء المغرضة وغير الموضوعية التي تخرج عن سياق الحوار العقلاني والحرص الوطني. التاريخ وحده سيحكم ويُظهر من كان على خطأ ومن كان على صواب".