فلسطين أون لاين

"رغم الإبادة الجماعيَّة في غزة"

خريشة: "طوفان الأقصى" يمثل الانتصار الفلسطيني الأول "المُتكامل" سياسيًا وعسكريًا

...
خريشة: "طوفان الأقصى" يمثل الانتصار الفلسطيني الأول "المُتكامل" سياسيًا وعسكريًا 
طولكرم- غزة/ محمد عمر

"المفاوض المقاوم" يتمتع بتجارب سابقة وحنكة وأمانة وطنية 

الالتفاف حول المقاومة والعمل بروح انتصار 7 أكتوبر يمثل "ملامح" المرحلة القادمة 

وصف النائب الثاني لرئيس المجلس التشريعي د. حسن خريشة، معركة "طوفان الأقصى" بأنها تمثل الانتصار الفلسطيني الأول "المتكامل" سياسيًا وعسكريًا، مؤكدًا أن تداعيات المعركة لن تقتصر على إنجاز "اتفاق وقف إطلاق النار" ومكتسباته، بل ستمتد لفترات زمنية طويلة على المستوى الإقليمي. 

وأشار خريشة في حوار مع "فلسطين أون لاين"، أمس، إلى أن اتفاق وقف إطلاق النار الذي وقع في الدوحة، وسيبدأ سريانه ظهر الأحد برعاية مصرية وقطرية وأمريكية، يُعد انتصارًا آخر لـ"العبور العظيم" الذي حققه المقاومون فجر 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 داخل البلدات والمستوطنات والمواقع العسكرية الإسرائيلية. 

وقال: "لأول مرة في تاريخ الشعب والقضية الفلسطينية، يحصل هذا الإنجاز السياسي والعسكري"، رغم حرب الإبادة الإسرائيلية الجماعية على غزة. 

وسياسيًا، أشاد خريشة بتداعيات "طوفان الأقصى" عبر تفاعل الجماهير العربية والإسلامية، وانخراط المقاومة في لبنان واليمن والعراق وإيران في المعركة التي تُعد فلسطين والقدس بوصلتها. 

وتطرق إلى التفاعل الجماهيري والطلابي والنقابي في الساحات الأوروبية والأمريكية تضامنًا مع القضية الفلسطينية، ورفضًا للمجازر الإسرائيلية بحق المدنيين الفلسطينيين. 

وأشار إلى أن "حرب الإبادة الإسرائيلية" فضحت منظومة المجتمع الدولي التي "غابت" و"غيبت" عن دورها، مؤكدًا على ضرورة استعادة هذه المنظومة لدورها، بما في ذلك الأمم المتحدة ومؤسساتها. 

ولفت إلى أن انتصار المقاومة في معركة الصمود والقتال دفاعًا عن الحقوق الأساسية لشعبنا "أعاد الهيبة القانونية والأممية لحقوق الشعب المقهور الواقع تحت الاحتلال". 

"المفاوض المقاوم" 

وعسكريًا، أثنى خريشة على دور فصائل المقاومة التي أبدعت في ميدان القتال والصمود والمواجهة مع جيش الاحتلال المدعوم أمريكيًا وبريطانيًا وأوروبيًا. 

كما أثنى على "المفاوض المقاوم" الذي اكتسب خبراته المتكررة في تحقيق مكاسب لشعبنا وعمليات المقاومة العسكرية ضد جيش الاحتلال ومدرعاته طوال 15 شهرًا. 

وقال: "هذا المفاوض المقاوم هو أحد أبناء هذا الشعب الذي فقد أبنائه وعائلته وجيرانه شهداء في هذه المعركة.. هذا المفاوض الذي لم يتنازل عن مبادئه ولا عن حقوق شعبه". 

وأشاد بحنكة "المفاوض المقاوم" الذي جمع الإحاطة بمختلف التفاصيل، ودقق في جميع بنود الاتفاق والمصطلحات اللغوية، وطلب "خرائط توضيحية" للتطبيق العملي لبنود الاتفاق، بالإضافة إلى الوفاء بوعده لأسرى المحكوميات العالية وأسرى "وفاء الأحرار". 

وسبق أن اشترطت المقاومة عدم قبولها التفاوض حول جنود الاحتلال الأسرى في غزة إلا عقب الإفراج عن الأسرى المحررين في صفقة الجندي الإسرائيلي "جلعاد شاليط" عام 2011، والذين أعاد الاحتلال اعتقالهم صيف 2014. 

وبحسب بنود المرحلة الأولى من الاتفاق الذي سيستغرق 42 يومًا، ستشهد الفترة وقفًا لإطلاق النار وانسحاب جيش الاحتلال شرقًا وبعيدًا عن المناطق المكتظة بالسكان للتمركز على الحدود في جميع مناطق القطاع، وتبادل الأسرى والرهائن وفق آلية محددة، وتبادل الجثامين المحتجزة، وعودة النازحين إلى أماكن سكنهم، وتسهيل مغادرة المرضى والجرحى لتلقي العلاج في الخارج. 

وتابع: "حق لنا كفلسطينيين وعرب وأحرار أن نفتخر بالمقاومة التي صمدت 15 شهرًا من القتال والمعارك.. هذا الانتصار أجبر رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو وغيره على التفاوض مع المقاومة الفلسطينية". 

واستدرك: "قلنا منذ بداية الحرب إن نتنياهو سيجبر على التفاوض مع حركة حماس". 

وأكد أن الحركة الفلسطينية فرضت حقائق جديدة على الأرض منذ بداية "طوفان الأقصى" في تاريخ الصراع مع الاحتلال، كما فرضت حقائق عالمية. 

وتابع: "هذا الصمود سيكون له نتائج أكبر من ذلك، وارتدادات المعركة ستمتد لصالح الشعب الفلسطيني الذي يناضل من أجل حقوقه منذ 76 عامًا". 

وأكمل: "الأنظمة وبعض الشعوب العربية التي اتخذت 'قرار الخذلان' أو 'قرار عدم الإسناد' للشعب الفلسطيني ومقاومته في بداية المعركة، تشاهد الآن ما حققه الفلسطينيون.. لذلك، حق لنا أن نفتخر بشعبنا ونضالنا ومقاومتنا وإنجازاتها". 

واستطرد: "غزة كشفت المتآمرين والمتخاذلين، في حين قاتل الفلسطيني واللبناني واليمني وحدهم في هذه المعركة"، مستذكرًا دور الشهداء القادة العظماء: إسماعيل هنية، صالح العاروري، يحيى السنوار، والسيد حسن نصر الله، "الذين كانوا بمثابة الشعلة والاستمرارية وصولًا لهذه النتائج العظيمة".

ولأجل ذلك، قال: "فرحة غزة عظيمة.. يوم تاريخي لغزة التي صنعت التاريخ يوم 7 أكتوبر، وصنعت معجزة الشعوب المقهورة". 

وفي هذا السياق، دعا القيادي الوطني أبناء شعبنا ومختلف أطيافه ومؤسساته إلى الوحدة الداخلية والتوحد خلف المقاومة والاستمرارية بـ"روح الانتصار الذي تحقق في 7 أكتوبر"، وعدم الالتفات لـ"الأصوات الخارجية". 

فشل إسرائيلي

 وإسرائيليًا، أكد خريشة فشل الاحتلال ورئيس وزرائه "نتنياهو" في تحقيق أهداف "حرب الإبادة الجماعية" على غزة. 

وأشار إلى أن "المجرم نتنياهو" سيحاول حاليًا ترتيب مكانته الحكومية، والهروب من محاكمته بملفات الفساد، والفشل العسكري في غزة، والفشل في التصدي لمعركة "طوفان الأقصى". 

وأجزم خريشة أن الفشل السياسي والعسكري الإسرائيلي سيلقى بتداعيات "كبيرة جدًا" داخل الكيان الذي تعرض لهزيمة تاريخية خلال معركة "طوفان الأقصى" التي انطلقت من غزة وامتدت خارج حدود فلسطين المحتلة. 

وتكرر أن نتنياهو أطلق تصريحات إعلامية بأن الهدف الإسرائيلي من وراء الحرب على غزة هو: القضاء على حماس، إعادة الرهائن الإسرائيليين، والتأكد من أن غزة لن تشكل تهديدًا لـ(إسرائيل) في المستقبل، وذهب لاحقًا لأبعد من ذلك بالإعلان عن خطط استيطانية داخل غزة وإقامة مواقع وقواعد عسكرية إسرائيلية. 

ومجددا، أعادت وسائل إعلام عبرية تذكير "نتنياهو" بأن المقاومة قتلت 838 ضابطًا وجنديًا منذ بداية التوغل البري داخل غزة، وأصابت 15 ألفًا آخرين، فضلًا عن آلاف الحالات من الصدمات النفسية. 

وتقول مصادر عسكرية إسرائيلية إن كتائب القسام احتفظت بقدراتها على تنفيذ عمليات نوعية، وجندت آلاف المقاومين، الأمر الذي يعكس فشل الاستراتيجية العسكرية الإسرائيلية في تحقيق أهدافها.

المصدر / فلسطين أون لاين