كشفت تقارير عبريَّة، بأن جيش الاحتلال يستعد لتغيير تاريخي في مفهوم الدفاع عن المستوطنات المحيطة في قطاع غزة، في خطوة غير مسبوقة ستدخل حيز التنفيذ مع وقف إطلاق النار.
وبحسب الخطة التي تم الكشف عنها خلال محادثات قائد فرقة غزة المقدم باراك حيرام مع رؤساء السلطات في العطيف، سيتم تقسيم المنطقة إلى منطقتين: القطاع الشمالي والذي سيتم نقلة إلى مسؤولية الفرقة 162 تحت قيادة المقدم إيتسيك كوهين، بينما سيبقى القطاع الجنوبي تحت قيادة فرقة غزة برئاسة حيرام.
وتشمل هذه الخطوة إنشاء 14 موقعًا استيطانيًا جديدًا سيتم نشرها على طول حدود غزة البالغ طولها 65 كيلومترا. وستشكل هذه المواقع الاستيطانية جزءا من غلاف دفاعي جديد يهدف إلى منع أي احتمال للتسلل إلى الأراضي الإسرائيلية.
وكجزء من الترتيب الجديد، سيتم تقليص عرض المحيط، أي المنطقة العازلة على طول السياج من كيلومتر ونصف إلى سبعمائة متر. ومع ذلك، سيتم الحفاظ على محيط أوسع يبلغ 1.2 كيلومترا في خمس نقاط استراتيجية.
وسيتم تحديد المحيط بأكمله على أنه "منطقة إبادة"، وأي مشتبه به يقترب منها سيكون هدفا لإطلاق النار من أجل القتل.
لئلا يتكرر هجوم السابع من أكتوبر
ويرى خبيران عسكريان أن الإجراءات التي يستعد جيش الاحتلال الإسرائيلي لاتخاذها بشأن مفهوم الدفاع عن مناطق غلاف غزة تأتي في إطار الدروس المستفادة من هجوم "طوفان الأقصى" الذي نفذته المقاومة الفلسطينية.
وأوضح الخبير العسكري اللواء محمد الصمادي أن الإجراءات المرتقبة نتيجة لما حدث في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 وما تلاه بشأن ضرورة أن تكون هناك "حماية تامة لمستوطنات الغلاف، وإعطاء ضمانة لسكانها لإقناعهم بالعودة".
وتطرق الصمادي، إلى المنطقة العازلة التي يجري الحديث عنها على طول الحدود مع قطاع غزة، مشيرا إلى أن إسرائيل لا تتخلى بسهولة عن أي مكتسبات تكتيكية أو عملياتية.
ووفق الصمادي، فإن جيش الاحتلال والمنظومة الأمنية والاستخبارية الإسرائيلية وصلوا إلى قناعة بأنه ليس من السهل القضاء على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ونفودها وتسليحها، "لذلك يسعون من ذلك لئلا يتكرر هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023".
وتشير هذه الإجراءات إلى رغبة إسرائيل بإنشاء منظومة أمنية واستخباراتية كاملة "حتى لا تتكرر الأخطاء السابقة، وصولا إلى محاولة دمج حماس كمنظمة عسكرية ببوتقة سياسية، وأن تكون هناك سلطة مدنية تحكم قطاع غزة".
كذلك يريد الاحتلال -من خلال هذه الإجراءات- أن تكون قواته على أهبة الاستعداد، وسرعة اتخاذ رد فعل سريع بعد تدمير المناطق السكنية وتسويتها بالأرض في منطقة الغلاف، حسب الخبير العسكري.
وأعرب الصمادي عن قناعته بأن هذه الإجراءات "تمكّن وحدات جيش الاحتلال من سرعة الحركة، وسهولة الإطباق على القطاع، وتنفيذ حملات دهم وأعمال إغارة حين الحاجة".
بدوره، رأى الخبير العسكري العقيد حاتم كريم الفلاحي أن الاحتلال قد يزرع حقول ألغام، وقد يقيم أسلاكا شائكة، ويغمر خنادق بالمياه وغيرها من الترتيبات الأمنية، لكنه أعرب عن قناعته بأن هذه الإجراءات تأخذ وقتا طويلا.
وأوضح الفلاحي أن إطلاق الصواريخ يعني أن هذه المنظومة "لن تكون قادرة على إيقاف أي هجمات يمكن أن تنطلق من مناطق مختلفة باتجاه إسرائيل".
وخلص إلى أن هذه الترتيبات تستهدف "إعطاء صورة أن الأوضاع الأمنية ستتغير عما سبق، وعدم قدرة غزة على تهديد مناطق الغلاف مرة ثانية"، في ظل حديث جهات بأنه قد تكون هناك عملية تهديد أخرى من مناطق غزة باتجاه الغلاف.

