رأى أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية د. خليل العناني أن معركة "طوفان الأقصى"، التي انطلقت من غزة في 7 أكتوبر 2023، أحدثت تحولات سياسية على الصعيدين الإقليمي والعالمي.
وأكد العناني أن المنطقة العربية لا تزال تعيش آثار وتداعيات هذه المعركة التي أطلقتها حركة حماس في أكبر عملية عسكرية ضد المستوطنات والمواقع الإسرائيلية داخل الأراضي المحتلة.
وأضاف في تحليل مصور على قناته بـ"يوتيوب" أن هذا الحدث وصف بـ"المزلزل"، مشبهاً إياه باغتيال الأرشيدوق فرديناند الذي أشعل الحرب العالمية الأولى، أو حادثة البوعزيزي التي أطلقت "الربيع العربي".
وأشار إلى أن الاحتلال يتهم يحيى السنوار، قائد حركة حماس السابق في غزة، بتخطيط هذه العملية، والذي ارتقى شهيداً في اشتباك مع الجيش الإسرائيلي في أكتوبر 2024.
وأوضح العناني أن "الشرق الأوسط قبل طوفان الأقصى ليس كما بعده"، مستشهداً بتأثير أحداث كبرى مثل "الربيع العربي" وأحداث 11 سبتمبر 2001 على المشهدين العربي والدولي.
ولخص العناني أزمات المنطقة بثلاثة عوامل رئيسية: الاستبداد، والتدخلات الخارجية، والصراعات والحروب.
ورأى أن هذه العوامل سمحت بتدخلات أجنبية تهدف لحماية الأنظمة السلطوية، مؤكداً أن هذه الأنظمة القمعية هي سبب رئيسي في ضعف المنطقة واستمرار الهيمنة الخارجية.
وتطرق العناني إلى توسع نفوذ تركيا وإيران في الشرق الأوسط بطرق متعددة (عسكرياً، اقتصادياً، وسياسياً). وأشار إلى النفوذ التركي المتزايد في السودان، ليبيا، وشمال العراق، مقابل نفوذ إيراني عبر العراق، اليمن، ولبنان.
واستشهد بخطط إسرائيلية لمواجهة النفوذ التركي، ما يرجح احتمال وقوع صراع سياسي وعسكري بين تركيا وإسرائيل، خاصة مع وجود مشاريع ومصالح متضاربة للطرفين.
وختم العناني حديثه بأن المنطقة تشهد احتضار نظام قديم وتشكيل شرق أوسط جديد، مرجحاً أن يتم ذلك عبر الصراعات والحروب كما جرت العادة في تاريخ المنطقة.