فلسطين أون لاين

​متطوعة لدعم المريضات

آية اللوح.. هزمت "السرطان" عندما استصغرته

...
آية اللوح (أرشيف)
غزة - نسمة حمتو

في وقت مهم للغاية بالنسبة لها، أُصيبت آية اللوح (28 عامًا) بالسرطان، حينها كانت طالبة في الثانوية العامة، أما قطاع غزة فكان يعيش حرب الاحتلال الأولى عليه، تكالبت عليها الصعوبات، فهي مثلا ابتعدت عن أهلها بسبب سفرها للعلاج في مستشفيات الداخل المحتل، ومع ذلك استطاعت، بكل قوة، أن تتغلب على ذلك الخبيث، وتبدأ حياتها من جديد..

مرض عابر

قالت آية لـ"فلسطين": "قبل عشرة أعوام تقريبًا، كنت مررت بتجربة مرض لم يستطع الأطباء تشخيصها، إلى أن توجهت إلى مستشفى في الداخل المحتل، فعرفت أنني مُصابة بالسرطان".

وأضافت: "مررت بحالة نفسية سيئة، وفقدت الكثير من الوزن، وأُصبت بهبوط حاد في الدم، لتصل نسبة دمي لثلاثة فقط، ولكن بعد تفكير طويل قررت أن أهزم المرض وأكمل حياتي كغيري من الناس".

بدأت ضيفتنا بتلقي جرعات الكيماوي بشكل متتالي، حتى حصلت على ثمان جرعات قضت على السرطان بشكل نهائي، أتبعتها بثلاث جلسات للعلاج الإشعاعي، وهذه المرحلة الأخيرة في القضاء على المرض.

قالت: "عدت إلى طبيعتي رغم كل شيء، والآن أنا متطوعة في برنامج العون والأمل لمريضات السرطان".

وأوضحت: "كناجية من هذا المرض الخبيث، أؤكد أن علاج مرضى السرطان يكمن في الجانب النفسي بدرجة كبيرة، إذا استطعنا التغلب عليه نفسيا وتعاملنا معه كأي مرض عابر، فبإمكاننا قهره".

بإرادَتِك

وبيّنت: "رغم بعد أهلي عني، وعدم وجود أحد معي سوى والدتي فقط، والحرب التي كانت في غزة، إلا أنني قررت العيش قبل كل شيء، أستغرب جداً عندما أسمع بزوج طلق زوجته بسبب هذا المرض، أو بأهل لم يدعموا ابنتهم في مرضها، هم بذلك يؤذون المريض، لأن العلاج نفسي أكثر من كونه جسدي، الدعم ثم الدعم هو ما يجعل المريض يتغلب عليه".

عندما أصيبت آية بمرض السرطان كانت في الثانوية العامة، واضطرت لترك الدراسة بسبب المرض، ولكن بعد أن تغلبت عليه أنهت الثانوية، وحصلت على شهادة في السكرتارية، والآن تسعى لدراسة إدارة المشاريع لتحقق طموحها في هذا المجال.

ووجهت آية رسالة لمريضات السرطان: "بإمكانك التغلب على المرض بالفحص الدائم، إصابتك بالسرطان ليست نهاية العالم، يجب أن تكوني أقوى بإرادتك وبتحديكِ للمرض".

وأكملت رسالتها: "صحيح أنني تألمت جداً من جرعات الكيماوي ومن سفري للعلاج، ولكنني في النهاية استطعت التغلب على مرضي، وبعد 10 سنوات من هذا المرض أشكر نفسي لأنني نجوت من هذا المرض الخبيث".