فلسطين أون لاين

عملية "الفندق" المشتركة.. رسالة المقاومة للسُّلطة والاحتلال

...
رام الله/ عبد الله يونس

تُبرز عملية قرية الفندق في قلقيلية قدرة فصائل المقاومة الفلسطينية على تجاوز التحديات الأمنية والعسكرية التي تواجهها في الضفة الغربية المحتلة، سواء من قبل الاحتلال الإسرائيلي أو من قبل أجهزة أمن السلطة.

ويرى مراقبون أن الإعلان عن تنفيذ العملية بشكل مشترك بين كتائب الشهيد عز الدين القسام، وسرايا القدس، وكتائب شهداء الأقصى يحمل رسائل سياسية وأمنية تهدف إلى تعزيز الوحدة الوطنية والعمل المقاوم المشترك.

تفاصيل العملية

أعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسام، بالاشتراك مع سرايا القدس وكتائب شهداء الأقصى، مسؤوليتها عن عملية إطلاق النار في قرية الفندق بقلقيلية شمال الضفة الغربية المحتلة في 6 يناير 2025.

وأسفرت هذه العملية البطولية عن مقتل ثلاثة مستوطنين، أحدهم ضابط في شرطة الاحتلال، وإصابة عدد من المستوطنين بجراح متفاوتة، قبل أن ينسحب المقاومون لقواعدهم بسلام.

وأكدت الكتائب أن العمليات المشتركة القادمة "ستكون أبلغ رسائل التآلف والترابط بين فصائل المقاومة المختلفة في مواجهة كل من يسعى إلى ضرب المقاومة وإخماد لهيبها المشتعل، وفي الرد على مجازر العدو المتواصلة في قطاع غزة والضفة الغربية على حدٍ سواء".

رسائل سياسية وأمنية

أكد المحلل السياسي هشام جعابرة أن عملية قرية الفندق، التي نُفذت بشكل مشترك بين فصائل المقاومة، تعكس رسالة واضحة حول الوحدة الوطنية بين هذه الفصائل.

وأوضح جعابرة لـ"فلسطين أون لاين" أن هذه العملية تأتي في توقيت حساس، حيث يواجه المقاومون حملة مزدوجة من قبل الاحتلال الإسرائيلي وأجهزة أمن السلطة، في محاولة لإضعاف العمل المقاوم في الضفة الغربية.

وأشار إلى أن إعلان الفصائل عن تنفيذ العملية بشكل مشترك يبرز حرصها على توحيد الصفوف الميدانية، مما يعزز من ثقة الشعب الفلسطيني بخيار المقاومة.

وأضاف جعابرة أن هذه العمليات تحمل رسالة مفادها أن المقاومة لا تزال قادرة على مواجهة التحديات الأمنية المعقدة التي يفرضها الاحتلال وأدواته.

كما نوه إلى أن هذه العمليات تسعى إلى إحراج السلطة التي تواصل التنسيق الأمني مع الاحتلال، وتؤكد في الوقت ذاته أن المقاومة قادرة على تجاوز كل المحاولات الرامية لإخمادها.

وأكد جعابرة أن التعاون بين الفصائل يعزز تبادل الخبرات ويجعل من الصعب على الاحتلال وأجهزة أمن السلطة تتبع المقاومين أو إفشال خططهم.

وختم بالقول إن عملية قلقيلية المشتركة تُعد نموذجاً لما يمكن أن تحققه الوحدة الوطنية الميدانية، مشيراً إلى أن فصائل المقاومة تسعى من خلالها إلى توجيه رسائل قوة وتماسك، والرد على كل من يحاول تفكيك بنيتها أو إضعاف إرادتها.

تحول استراتيجي في نهج المقاومة

اعتبر الخبير العسكري اللواء يوسف الشرقاوي أن العملية المشتركة التي نفذتها كتائب الشهيد عز الدين القسام وسرايا القدس وكتائب شهداء الأقصى في قرية الفندق بقلقيلية تعكس تحولاً استراتيجياً في نهج المقاومة الفلسطينية في الضفة.

وأكد اللواء الشرقاوي لـ"فلسطين أون لاين" أن الهدف من تنفيذ عمليات مشتركة بين الفصائل المقاومة هو تعزيز وحدة الصف المقاوم وإرسال رسالة واضحة بأن المقاومة قادرة على توحيد جهودها رغم محاولات تقويضها من أطراف متعددة

وأضاف أن هذه العمليات تأتي ردًا على الجرائم المستمرة للاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية، وتعكس إرادة المقاومة في توحيد الكلمة والسلاح لمواجهة هذه الجرائم.

وأشار إلى أن اختيار العمل المشترك في هذا الوقت يحمل بعدًا استراتيجيًا، إذ يسعى إلى تعزيز التنسيق الميداني بين الفصائل، ورفع معنويات الشعب الفلسطيني، وإحباط محاولات الاحتلال وأجهزة أمن السلطة لتفكيك بنية المقاومة وضربها في مهدها.

وأكد أن المقاومة أثبتت قدرتها على تنفيذ عمليات دقيقة ضد أهداف الاحتلال، رغم الحملة المكثفة التي تشنها قوات الاحتلال وأجهزة أمن السلطة معًا.

وختم الشرقاوي بالقول إن العمل المشترك بين فصائل المقاومة يعيد التأكيد على أن المقاومة هي خيار الشعب الفلسطيني الوحيد لاسترداد حقوقه، وأن توحيد الجهود بين الفصائل يبعث برسالة واضحة: أي محاولة لضرب المقاومة ستواجه برد موحد وشامل.

المصدر / فلسطين أون لاين