فلسطين أون لاين

​طالب المسؤولين بتسريع علاجه في الضفة

المعاناة تطارد العشريني شمعة بفعل تأخر تحويلته الطبية

...
خليل شمعة (أرشيف)
غزة - عبد الرحمن الطهراوي

طوال ثلاث سنوات متتالية، باءت جميع محاولات الشاب خليل شمعة بالسفر خارج قطاع غزة لتلقي العلاج المناسب، بالفشل المخيب للآمال، رغم حصوله على التغطية المالية اللازمة لعلاجه في مستشفيات الضفة المحتلة.

ويعاني شمعة (22 عاما) من مرض وراثي في الغدة الدرقية وتشنجات متكررة في العضلات، الأمر الذي يدفعه لتناول جرعات علاجية يومية تزيد تكلفتها عن 500 شيقل (143 دولارا أمريكيا).

بخطى أثقلتها هموم الحصار الإسرائيلي وأوجاع المرض، يحضر شمعة بشكل شبه يومي إلى مقر وزارة الشؤون المدنية التابعة للسلطة، غربي مدينة غزة، للاستفسار عن موعد خروج الإذن الخاص بالسفر قبل تفاقم وضعه، ولكن دون أي إجابات شافية تأذن بوقف معاناته وإعطائه بعض الأمل بالشفاء.

وبكلمات متقطعة لا تكاد تفهم من شدة الإعياء، يقول شمعة لصحيفة "فلسطين": "حالتي الصحية كانت كويسة (جيدة) لما كنت أخذ العلاج وأنا في المدرسة، وبعدين (لاحقا) أبوي وقف عن الشغل فصار صعبا علي أخذ كل العلاج المطلوب (...) لذلك أنا بدي أسافر".

ووصلت حالة شمعة إلى نقطة حرجة خلال أيام الحرب الأخيرة على غزة، صيف 2014، عندما أصيب بالشلل النصفي وفقدان الوعي قبل أن يستعيد حركته بعد قرابة الشهر ونصف الشهر، الأمر الذي استدعى إصدار تحويلة للعلاج في الخارج بتغطية مالية كاملة.

وذهبت الحالة الصحية للشاب العشريني بالتدهور تدريجيا، فمن الشلل وفقدان الوعي تضاعف الأمر حتى بات يعاني من صعوبة بالحركة ونطق مخارج الحروف فضلا عن تشنج عضلات الجسم، وكل ذلك في ظل عدم حصوله على تشخيص كامل لحالته.

ويضيف شمعة: "أنا ما بعرف عند مين المشكلة (المتسبب بها) فوزارة الصحة برام الله بتحكي (تقول) إنها وفرت كل تكاليف علاجي في مستشفى المقاصد بالقدس، ووزارة الشؤون المدنية بتحكي أنه تحويلة العلاج جاهزة، والمشكلة في الاحتلال الإسرائيلي (..) أنا لازم أتعالج اليوم قبل بكرة".

ويشير شمعة إلى أن الطواقم الطبية في غزة حاولت طوال السنوات الثلاث الماضية تحسين وضعه صحي، وفق الإمكانيات المتاحة لها، ورغم نقص الإمكانيات الطبية بسبب تداعيات الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع الساحلي منذ قرابة العقد.

ويأمل الشاب العشريني أن تستجيب الجهات المسؤولة لمناشداته وتؤمن له فرصة قريبة للخروج من غزة لتلقي العلاج بعد إصدار التصريح اللازم لمغادرة القطاع عبر حاجز بيت حانون- إيرز الخاضع لسيطرة الاحتلال الإسرائيلي.