فلسطين أون لاين

سلسلة أكاذيب

حماية وطن، وحماية المشروع الوطني، وحماية القضية الفلسطينية، كلها شعارات كاذبة وزائفة، تهدف إلى حماية مصالح حفنة من قادة منظمة التحرير الفلسطينية، وقيادة السلطة الفلسطينية، وذلك لأن كل المعطيات والدلائل تشير إلى أن المخطط الإسرائيلي الجاري تنفيذه على الأراضي المحتلة في الضفة الغربية والقدس، لا يسمح في يومٍ من الأيام بتحرير هذه الأراضي من الاحتلال، ولا يأذن بإقامة حكم ذاتي كامل، فكيف بمن يدعي كذباً وتزييفاً بأنه سيقيم دولة فلسطينية مستقلة؟

منظمة التحرير الفلسطينية تكذب على الشعب الفلسطيني، وتغش الشعوب العربية، حين تدعي أنها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، لأنها بهذا الادعاء تلغي وجود شعب فلسطيني مقاوم، شعبٌ لم يعط منظمة التحرير الشرعية المطلقة في أي انتخابات، شعب من حقه أن يختار قيادته، لا أن تتسلط عليه قيادة توافق عليها النظام العربي، ولم يختارها بملء إرادته، وبكامل وعيه السياسي، فكيف صارت ممثلة الشرعي والوحيد؟

وتكذب قيادة منظمة التحرير حين توهم العالم بأنها تعيش في حالة اشتباك دائم مع الاحتلال الإسرائيلي، في الوقت الذي تشير فيه كل الدلائل والمعطيات على أن هذه القيادة تقدس التنسيق والتعاون الأمني مع العدو الإسرائيلي، وهذا ما اعترف به رئيسها، بعد أن مارس للقاءات السرية والعلنية مع قادة العدو وسط تل أبيب، ليعيش في حالة وفاق وانسجام تام مع الاحتلال الإسرائيلي! 

وتكذب قيادة منظمة التحرير الفلسطينية حين تدعي أن لها نفوذاً على الأراضي الفلسطينية المحتلة، لتأتي مجندة إسرائيلية لا يتجاوز عمرها العشرين عاماً، وتغلق الطرق بين المدن الفلسطينية، وتفرض منع التجول على القرى، وتمهد الأرض للجيش الإسرائيلي ليقتحم المدن، ويدمر المخيمات، ويحاصر أشجار الزيتون، ويقتل بدم بارد كل من وقع تحت طائلة الرصاص الإسرائيلي، حتى بلغ عدد الشهداء من الضفة الغربية سنة 2024 أكثر من 840 فلسطينياً، ويبلغ عدد المعتقلين أكثر من عشرة آلاف، خلافاً للجرحى، وسط صمت قيادة منظمة التحرير الفلسطينية، وعدم اعتراضها العملي، بل لم تذرف القيادة دمعة حزن لعذاب عشرات آلاف الأمهات والآباء الذين ينتظرون لحظة كرامة، وتحرر أولادهم من السجون الإسرائيلية.

وتكذب قيادة منظمة التحرير الفلسطينية حين تدعي أنها حريصة على مصالح الشعب الفلسطيني، لأن المصلحة الكبرى للشعب الفلسطيني هي مواجهة الاحتلال، والتخلص منه، في الوقت الذي تتعايش منظمة التحرير الفلسطينية مع الاحتلال منذ اتفاقية القاهرة 1994، ثلاثون سنة من التعايش والمحبة والانسجام والوئام والتناغم مع الاحتلال، لتؤكد أن قيادة منظمة التحرير الفلسطينية لا تهتم إلا بمصالحها، ومصالح أولادهم ومستقبلهم، وبنشاط استثماراتها العقارية خارج الأراضي العربية المحتلة، وأن آخر ما يقلق قيادة منظمة التحرير الفلسطينية هو مصير الشعب الفلسطيني، وخير شاهد ودليل على ما أقول، تلك الحالة الغريبة من الصمت الرهيب، والهدوء الناعم الذي تعيشه القيادة الفلسطينية في رام الله، في الوقت الذي تدمر فيه غزة على رؤوس أطفالها، ويهوّد فيه المسجد الأقصى تحت سمع وبصر قيادة منظمة التحرير الفلسطينية، التي اعترفت بها إسرائيل ممثلاً شرعياً ووحيداً للشعب الفلسطيني.

وتخادع قيادة منظمة التحرير الفلسطينية الشعب الفلسطيني حين تدعي أنها تقيم سلطتها على أراضي الدولة الفلسطينية، وأنها بصدد بسط نفوذها وسيادتها وقراراتها على مخيمات الضفة الغربية وقراها، وتحت هذه الذريعة تحاصر مخيم جنين، وتقتل المدنيين، وتخفي حقيقة عدوانها على أهل مدينة جنين ومخيمها، بهدف انتزاع البندقية الفلسطينية؛ بعدما عجز الجيش الإسرائيلي عن انتزاعها بكل دباباته وطائراته وأحقاده، فجاءت قيادة منظمة التحرير الفلسطينية لتحل محل الجيش الإسرائيلي، وتمشي على خطاه، وتتبع أثره في محاصرة مخيم جنين، بل تفوقت قيادة منظمة التحرير على إرهاب جيش العدو الإسرائيلي، وتجرأت على ما عجز عن فعله الاحتلال، حين قطعت قيادة منظمة التحرير المياه والكهرباء عن مخيم جنين، ومنعت دخول المواد الغذائية، في رسالة سياسية قذرة موجهة إلى الجيش الإسرائيلي باللوم، لأنه عجز عن ممارسة كل هذا الإرهاب بحق الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية، فجاءت قيادة منظمة التحرير الفلسطينية، لترسم للجيش الإسرائيلي أفق الإرهاب القادم بحق المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية.

الشعب العربي الفلسطيني في الضفة الغربية وغزة وفي الشتات، لم ينتخب قيادة منظمة التحرير الفلسطينية، ولا يؤمن بالطريقة التي تم فيها تشكيل قيادتها، ولا يعرف أسماء بعض قياداتها، ولا يعرف أصول بعضهم، ولا يعرف مصير أموال الصندوق القومي الفلسطينيِ، ولا يعرف ما عمل بقية مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية، التي لم تحرر شبراً من أرض فلسطين، ولم تحفظ عهداً للشهداء الذين ارتقوا على طريق تحرير فلسطين.

لكل ما سبق أقول: كاذبٌ ودجالٌ ومختلٌ سياسياً كل شخص يدعي أن قيادة منظمة التحرير الفلسطينية الحالية، بعجرها وبجرها، وبتخاذلها وقصورها وعجزها وارتجاف قيادتها؛ هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني المقاوم العملاق.