يحمل استمرار المقاومة الفلسطينية في إطلاق الصواريخ باتجاه مستوطنات غلاف غزة من شمالي قطاع غزة، الذي يشهد عدوانًا عسكريًا منذ أكتوبر الماضي، رسائل ودلالات.
ويقول الخبير العسكري والاستراتيجي نضال أبو زيد لـ"فلسطين أون لاين": إن المقاومة توجه رسائل للاحتلال من خلال استمرار إطلاق الرشقات الصاروخية، مفادها أن جميع عملياته العسكرية في قطاع غزة قد فشلت.
دلالات الفشل
ويُضيف قائلاً: إن هدف نتنياهو بتجريد المقاومة من أسلحتها ومنعها من تهديد مستوطنات الغلاف قد فشل أيضًا بفضل هذه الضربات الصاروخية.
ومساء أول من أمس، أعلنت وسائل إعلام عبرية عن سقوط صاروخين على مستوطنة "أسديروت" أُطلقا من مدينة بيت حانون شمالي قطاع غزة، الذي يتعرض لعدوان عسكري واسع منذ أوائل شهر أكتوبر الماضي.
ومنذ نحو أسبوعين، تتواصل عمليات إطلاق الصواريخ من شمال القطاع تجاه مستوطنات غلاف غزة.
ويُرى الخبير العسكري حاتم الفلاحي، أن إطلاق الصواريخ يأتي بعد مرور 15 شهراً على الحرب الإسرائيلية على غزة، بالإضافة إلى أن المنطقة التي خرجت منها شهدت ثلاث عمليات إسرائيلية كبيرة، فضلاً عن دخول جيش الاحتلال عشر مرات إلى بيت حانون.
ووفقًا للفلاحي، فإن الوجود العسكري الإسرائيلي المكثف فشل في منع إطلاق الصواريخ صوب مستوطنات الغلاف، إضافة إلى فشل منظومات الدفاع الجوي للاحتلال، وقدرة المقاومة على العمل في المنطقة الشمالية.
انعدام الخيارات العسكرية
ويُضيف أبو زيد أن استمرار إطلاق الصواريخ من شمال غزة دفع جيش الاحتلال إلى إعادة تموضع وحداته المقاتلة، حيث سحب لواء ناحال من جنوب غزة وزجه في بيت حانون، وسحب لواء كفير من شمال غزة بعد تجاوزه النقاط الحرجة في نسبة الخسائر العسكرية.
ويتابع الخبير العسكري قائلاً: "هذا الأمر يشير إلى أن الاحتلال لم يعد يملك ترف الخيارات العسكرية، ولا القوات الطازجة ليدفع بها إلى محاور القتال الرئيسة في قطاع غزة."
وترى أصوات داخلية إسرائيلية أن الفرقة 162 فشلت في فرض سيطرتها العملياتية على منطقة جغرافية ضيقة في شمال غزة. ويعزو الفلاحي ذلك الفشل إلى الإنهاك الكبير وقلة الخبرة القتالية، رغم أن الألوية التي تقاتل تُصنف إسرائيليًا كألوية نخبة.
وبخصوص مصير خطة الجنرالات الإسرائيليين، والتي بدأ جيش الاحتلال تنفيذها قبل 90 يومًا في شمال غزة، يرى الفلاحي أنها لم تنجح بالمعايير العسكرية في تحقيق أهدافها، إذ لا تزال قوات الاحتلال تراوح في مثلث بيت حانون وبيت لاهيا وجباليا.
ويقول أبو زيد: "إن ما يعزز فشل الاحتلال في تنفيذ الخطة هو استمرار المقاومة في إطلاق الرشقات الصاروخية على غلاف غزة بعد 460 يومًا من العدوان".