طالبت مجموعة من المحامين التشيليين المنتمين إلى مجموعة "محامون من أجل فلسطين"، والمكونة من 620 محاميًا، باعتقال جندي إسرائيلي يتهم بارتكاب "جرائم ضد الإنسانية" و"إبادة جماعية" خلال الحرب في غزة. ويُقال إن الجندي ساعر هيرشورين، يتواجد حاليًا في تشيلي.
وجاءت هذه المطالبات بعد أن قدمت مؤسسة هند رجب وثائق إلى محكمة اتحادية في البرازيل تتعلق بأنشطة الجندي خلال الحرب في غزة، مما دفع المحكمة إلى فتح تحقيق حول جرائم الحرب المحتملة. وكان المشتبه به من الناجين من عمليات المقاومة الفلسطينية في غلاف غزة في 7 أكتوبر. ووفقًا للتقارير، تمكن من مغادرة البرازيل قبل اتخاذ أي إجراء قانوني ضده.
وفي مؤتمر صحفي عقد يوم الجمعة، قال المحامي والسفير التشيلي السابق نيلسون حداد: "لقد قدمنا هذه الشكوى لإجراء تحقيق وكتدبير وقائي، نطالب باعتقال هذا الجندي الإسرائيلي على الفور حتى يتمكن من تحمل مسؤولية الجرائم المرتكبة والمثول أمام العدالة الجنائية الدولية". وأضاف حداد أن القضية "ملحة للغاية"، مشيرًا إلى أنه "لا يمكننا قبول أنه بعد مقتل مئات الآلاف من الفلسطينيين، معظمهم من الأطفال والنساء، يُسمح لهم بالقدوم إلى باتاغونيا التشيلية لقضاء عطلة".
وتشير الشكوى إلى أن هيرشورين متهم بـ"هدم أحياء سكنية ومواقع ثقافية ومرافق أساسية في غزة بشكل متعمد، بارتكاب أفعال غير إنسانية وقاسية ومهينة، مما تسبب في تطهير عرقي ونزوح قسري للسكان". وقد دعمت الشكوى شهادة امرأة فلسطينية تعيش في تشيلي، كانت عائلتها ضحية لعمليات الكوماندوز التابع لجيش الاحتلال الإسرائيلي الذي يُقال إن هيرشورين ينتمي إليه.
وأكد عضو مجلس الشيوخ عن الحزب المحافظ "رينوفاسيون ناسيونال"، فرانسيسكو تشاهوان، الذي يقود المحامين الذين تقدموا بالشكوى، أن "مبدأ الاختصاص العالمي بناءً على القانون التشيلي رقم 20357، الذي يصنف جرائم الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية، يمنح المحاكم التشيلية صلاحية محاكمة هذه الجرائم".
من جهتها، قالت باولا أبوجاتاس، عضو مجموعة "محامون من أجل فلسطين"، إن "أهمية هذه الشكوى تكمن في أنها يمكن أن تمهد الطريق لتشريعات إضافية في دول أخرى حيث يوجد جنود متهمون بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية".
يُذكر أن هذه الشكوى المقدمة إلى النيابة العامة في سانتياغو تأتي بالإضافة إلى شكوى مماثلة قدمتها مؤسسة هند رجب في بلجيكا، والتي طالبت في 26 ديسمبر الماضي باعتقال هيرشورين بعد تحديد مكان وجوده في الأرجنتين ثم في تشيلي. ولا يزال مكان تواجد الجندي الإسرائيلي غير معروف حاليًا.
وتستضيف تشيلي أكبر جالية فلسطينية خارج العالم العربي، مما يجعل القضية ذات أهمية خاصة في هذا البلد.