قال الخبير في الشأن "الإسرائيلي" إيهاب جبارين، إن مكونات التحالف اليميني الحاكم لدى الاحتلال لا تريد الذهاب لانتخابات مبكرة، لكن خلافاتها المبنية على المصالح السياسية قد تفضي بها للانهيار".
وأشار جبارين إلى تجاوز حكومة بنيامين نتنياهو اليمينية الحالية الكثير من التحديات، لكنه قال إن وضعها بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، لم يعد كما كان قبل هذا التاريخ.
وأضاف، أن " بنيامين نتنياهو تمكّن بعد الحرب من القضاء على خصومه السياسيين من أمثال غادي آيزنكوت وبيني غانتس، ولم يعد أمام حكومته إلا مشاكلها الداخلية التي تتمثل في سعي كل شخص أنه أكثر تطرفا من الآخر.
ومن جهته، أوضح الباحث السياسي سعيد زياد أن حكومة نتنياهو ستظل تمضي نحو الانتحار السياسي إذا قررت خوض حرب طويلة في قطاع غزة، مشيرًا إلى أن "إسرائيل" دفعت في هذه الحرب ما لم تدفعه في كل معاركها السابقة.
ولفت إلى أن الاحتلال خسرفي معركة جباليا الأخيرة ما يزيد على 10% من كافة الجنود الذين خسرهم في كل حروبه السابقة.
ويعتقد زياد أن لدى نتنياهو مشكلة أخرى كبيرة تتمثل في أنه يعلم جيدا أن التوصل لاتفاق مع حركة المقاومة الإسلامية حماس التي تعهد بتركيعها، "يعني انهيار عقيدة التفوق العسكري والاستخباري التي بنيت عليها إسرائيل".
وأضاف "لتجنب هذا المأزق، فإن نتنياهو يواصل إلقاء جيشه في غزة من دون عقل وهو ما سينتهي به إلى الانتحار السياسي ما لم يستمع لما يقوله كبار الجنرالات".
وبدوره، يرى الخبير العسكري إلياس حنا، أنّ الحرب غيرت القواعد التي بنيت عليها "إسرائيل"، لأن الساسة وضعوا أهدافا عسكرية غير قابلة للتحقق".
ويرى حنا، أن هذه الأهداف غير القابلة للتحقق هي التي جعلت أحدث جيش بالمنطقة يدخل في معارك لا نهائية مع مجموعات مسلحة صغيرة حولت الحرب إلى عملية استنزاف متواصلة للداخل "الإسرائيلي" وليس للجيش فقط.
ويعتقد الخبير العسكري أن حرب الاستنزاف الجارية حاليا في القطاع "هي جزء من خطة وضعتها حماس لما بعد عملية طوفان الأقصى، وليست حدثًا فرضته الظروف".
وختم حنا بالقول إن الحديث عن نقص في المياه والطعام وإظهار أكثر من 60% من جنود وضباط الاحتياط تململًا من الحرب، ورفض 500 ضابط نظامي تمديد خدمتهم، يعني أن الجيش وصل لمرحلة الإنهاك العسكري في غزة.
ويعيش الائتلاف اليميني توترات متزايدة بسبب سعي بعض الوزراء لتحقيق مكاسب سياسية في وقت يعاني فيه الجيش حالة إرهاق بسبب الحرب المتواصلة منذ 15 شهرا من دون أي إشارة على احتمال توقفها.
وقد خرجت دعوات لإقالة وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير بعد رفضه التصويت لقانون زيادة الميزانية ما لم يتم إعفاء الحريديم من التجنيد وزيادة رواتب جهاز الشرطة.
ونقلت "يديعوت أحرونوت" عن مصادر عسكرية أن الجيش يعاني إرهاقًا بسبب القتال على أكثر من جبهة.
وإلى جانب الإرهاق، فإن الاحتلال يعاني أيضًا نقصًا عدديًا بسبب خسارته نحو 10 آلاف جندي (بين قتيل ومصاب) خلال الحرب.