فلسطين أون لاين

"سلاح التَّجويع".. أسلوبُ الجُبناء في مواجهة صمود غزَّة

...
غزة/ جمال محمد

في تصعيد خطير للأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، تواصل (إسرائيل) حصارها الخانق على قطاع غزة، مانعة وصول المساعدات الإنسانية من الغذاء والدواء. 

وقالت مساعدة المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفاني تريمبلاي: إن الاحتلال رفض 150 محاولة لإدخال مساعدات إلى شمال غزة منذ أكتوبر الماضي، ما يزيد من معاناة المدنيين الذين يعانون من نقص حاد في المواد الأساسية.

ويعتبر هذا الحصار بمثابة "سلاح تجويع" يستهدف المدنيين الأبرياء، وخاصة الأطفال والمرضى وكبار السن. فبعد أن دمرت الحرب البنية التحتية وقطعت خطوط الإمداد، تحاول إسرائيل الآن خنق السكان حتى الاستسلام.

مساعدات شحيحة

ويروى محمد صلاح، أحد النازحين من منطقة الصفطاوي شمالي مدينة غزة، تجربته المؤلمة في ظل شح المواد الغذائية والدوائية ومنع الاحتلال إدخال احتياجات الغزيين منذ السابع من أكتوبر 2023م، قائلًا: "نحن نعيش في خوفًا دائمًا، فكل يوم يمر يصبح فيه الحصول على الطعام أكثر صعوبة".

وأضاف: "أن أطفالي لم يتناولوا ما يكفي من الطعام منذ بداية الحرب على غزة، ما أدى لانخفاض في أوزانهم وجعلهم يشعرون بالجوع وآلام في الرأس طوال اليوم".

وأشار صلاح، لصحيفة "فلسطين" إلى أن عائلته اضطرت إلى الاعتماد على المساعدات الإنسانية التي أصبحت شحيحة، والتكيات الخيرية لتوفير احتياجات أسرته من الطعام. 

جريمة حرب

من ناحيته، يعبر علاء أبو عميرة، وهو أحد النازحين من مخيم جباليا شمالي القطاع، عن استيائه من الوضع الراهن، قائلاً: التجويع ليس مجرد سلاح، بل هو جريمة ضد الإنسانية يستخدمه الاحتلال بحق المدنيين والأبرياء العزل لتمسكهم بأرضهم ورفضهم الانصياع لنداءاته بالتوجه لوسط وجنوبي القطاع.

ودعا أبو عميرة، المجتمع الدولي إلى أن يتحرك لإنهاء هذه الحرب والحصار عن القطاع، وفتح الحدود أمام دخول المساعدات الاغاثية.

ولفت إلى أنه وبصعوبة بالغة يتمكن من توفير بعض الخضراوات أو الفواكه لأبنائه على نفقته الخاصة رغم ارتفاع أسعارها الجنوني وشحها في الأسواق.

ويطالب أحرار وشرفاء العالم، بالضغط على الحكومات الدولية من أجل اتخاذ إجراءات فعالة لحماية حقوق سكان غزة وتوفير الإغاثة اللازمة.

عواقب وخيمة

من جانبه، يروي المسن إبراهيم السلطان، والذي يعيش في إحدى مخيمات الإيواء بمدينة غزة، قصصًا عن الجوع الذي يعانيه الكثيرون، قائلًا: "لقد فقدت الكثير من الأصدقاء بسبب الجوع والمرض"، مردفًا لا يمكننا الاستمرار في العيش هكذا، نحتاج إلى المساعدة بشكل عاجل.

واعتبر أن استمرار الوضع بهذه الطريقة، قد يؤدي إلى عواقب وخيمة على الأجيال القادمة التي باتت تعاني من الجوع وانخفاض أوزانها بدرجة كبيرة، مبينًا أن العديد من الأطفال فارقوا الحياة بسبب الجوع وعدم توفر احتياجاتهم الأساسية.

ويشكل الوضع الحالي في مدينة غزة والشمال، انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان، ويتطلب من الجميع التحلي بالمسؤولية والعمل من أجل التغيير.

وأكدت منظمات حقوقية، في بيانات منفصلة لها أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي لجأت إلى استخدام سلاح التجويع ضد سكان قطاع غزة، واصفة إياه بـ"سلاح الجبناء" في وقت يفق فيه العالم بين متفرج وعاجز ومتواطئ.