فلسطين أون لاين

"قادرةٌ على التَّكيُّف مع الظُّروف بطرقٍ مختلفة"

خبير عسكري: المُقاومة في غزَّة تُفاجِئ الاحتلال بقدراتها المُتجدِّدة

...
خبير عسكري: المقاومة في غزَّة تُفاجِئ الاحتلال بقدراتها المُتجدِّدة
غزة- كنابرا/ محمد الأيوبي

أكد الخبير العسكري والاستراتيجي ناجي ملاعب، أن المقاومة الفلسطينية تثبت يومًا بعد يوم قدرتها على الصمود والتكيف في مواجهة العدوان "الإسرائيلي" المتواصل على قطاع غزة.

وقال ملاعب في مقابلة خاصة مع صحيفة "فسطين"، إن إطلاق صواريخ باتجاه مدينة القدس المحتلة، بالإضافة إلى استمرار العمليات الميدانية، يمثلان دليلاً واضحاً على فشل الاحتلال في تحقيق أهدافه المعلنة بالقضاء على البنية التحتية للمقاومة.

وأضاف الخبير العسكري، أن المقاومة الفلسطينية تُظهر قدرة كبيرة على التكيف مع الظروف المتغيرة وتطوير تكتيكاتها القتالية، مما يجعلها قادرة على مواجهة آلة الحرب الإسرائيلية.

وأشار إلى أن استمرار المقاومة في تنفيذ عملياتها رغم حرب الإبادة الجماعية "الإسرائيلية" المكثفة من السابع من أكتوبر 2023، يؤكد على صلابة الإرادة الفلسطينية وعزمها على الدفاع عن أرضها وشعبها.

ولفت إلى أن جيش الاحتلال أعلن مرارًا ما أسماه "تنظيف" شمال قطاع غزة عبر عمليات توغل متعددة، بالإضافة إلى تمركزه في "محور نتساريم"، وهو منطقة استراتيجية تقطع القطاع إلى شطرين شمالي وجنوبي.

ومع ذلك، أكد أن إطلاق الصواريخ من بيت حانون يثبت أن المقاومة مازالت تحتفظ بقدراتها العسكرية، مشيرًا إلى أن إطلاق الصواريخ "يحمل رسائل واضحة بأن الاحتلال لم ولن يستطيع القضاء على المقاومة".

وأضاف أن الإعلام الإسرائيلي يحاول التقليل من أهمية هذه الصواريخ، زاعمًا أنها كانت جاهزة منذ وقت طويل، لكنه شدد على أن توقيت الإطلاق يحمل رسالة مفادها أن المقاومة قادرة على المفاجأة والاستمرار في القتال رغم الحصار والهجمات.

وحول قدرة المقاومة الفلسطينية في الحفاظ على قدراتها العسكرية، بين ملاعب أن الأنفاق تمثل العنصر الأهم في استراتيجية المقاومة، إذ لم يتمكن الاحتلال حتى الآن من تدميرها أو تعطيلها بشكل كامل، مشيرًا إلى استمرار المقاومة في الاحتفاظ بعشرات الأسرى الإسرائيليين وعدم تمكن الاحتلال من الوصول إليهم.

ونبه إلى أن "إرسال الاحتلال 10 ضباط اختصاصيين نهاية العام الماضي لدراسة أنفاق الفيتناميين والفرنسيين، الذين ألحقوا الهزيمة بالقوات الأمريكية والألمانية، دليل على أهمية أنفاق في غزة التي فخخت فوهاتها، وأنها تؤدي دورها بشكل فعال".  

وأضاف: "منذ حرب 2014، كانت التقديرات الإسرائيلية تشير إلى وجود 30 ألف صاروخ في أنفاق غزة. ورغم إطلاق المقاومة الآلاف من الصواريخ منذ ذلك الحين، فإن قدرتها الصاروخية ما زالت قائمة، ما يعني أن الاحتلال يواجه استنزافًا طويل الأمد".

ونبّه إلى أن العملية النوعية التي نفذتها المقاومة في السابع من أكتوبر ليست عملاً ارتجاليًا، بل هي نتيجة جهد استمر سنوات طويلة. وقال: "من تطوير طائرة الزواري وقاذف الياسين 105 إلى بندقية الغول، استطاعت المقاومة إنتاج قدرات عسكرية نوعية داخل الأنفاق".

وأكد الخبير العسكري أن المقاومة لا تزال قوية وتحتفظ بقدراتها، مشيرًا إلى أن الدليل على ذلك استمرارها بالاحتفاظ بعشرات الأسرى الإسرائيليين لفترة طويلة وعدم تمكن الاحتلال من الوصول إليهم. 

وتحدث ملاعب عن تداعيات الحرب على جيش الاحتلال، مشيرًا إلى ان مجلس الحرب الذي شكله رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو وضم كبار القادة العسكريين مثل غادي أيزنكوت وبيني غانتس طالبوا بوقف استنزاف الجيش بعد العملية العسكرية في حي الشجاعية، التي أخرجت لواء "جولاني" من غزة بفعل ضربات المقاومة. 

وأشار إلى أن هذا الاستنزاف دفع أعضاء المجلس إلى التحذير من استمرار العمليات بلا جدوى، وقد استقالوا لاحقًا لعدم استجابة الحكومة لتحذيراتهم".

وأضاف أن الاحتلال يحاول التكتم على خسائره، لكن الواقع يكشف حجم الفشل في تحقيق أهدافه. وتابع: "حتى العملية الاستشهادية الأخيرة، التي نفذها أحد المقاومين متنكرًا بزي جندي إسرائيلي قبل أن يفجر نفسه بمجموعة من الجنود، تؤكد أن المقاومة مازالت واعدة وأنها قادرة على القتال بأساليب متنوعة، بما في ذلك استخدام الأسلحة والذخائر التي تغنمها من جيش الاحتلال".

واختتم ملاعب حديثه قائلاً: "رغم العدوان الشامل على البشر والحجر، فإن المقاومة أثبتت أنها قادرة على التكيف مع الظروف الصعبة واستنزاف الاحتلال. غزة ستبقى عصية على العكسري، والمقاومة لا تزال تحتفظ بزخمها العسكري".
 

المصدر / فلسطين أون لاين