قال رئيس مركز الضمير لحقوق الإنسان في قطاع غزة، علاء سكافي، إن استشهاد أسرى من قطاع غزة في سجون ومعسكرات جيش الاحتلال الإسرائيلي هو سياسة ممنهجة تعكس توجهًا حكوميًا رسميًا، مشددًا على أن الأعداد الكبيرة والمتزايدة من حالات الاستشهاد والوفاة داخل المعتقلات نتيجة التعذيب والمعاملة القاسية هي دلالة واضحة على ذلك.
وأوضح سكافي لصحيفة "فلسطين"، أن المعتقلين، خاصة في الفترات الأولى من الاعتقال، يتعرضون لممارسات انتقامية تشمل أبشع صور القمع والتعذيب والتنكيل المستمر، حيث لا يتم عرضهم على الأطباء أو المستشفيات، بل عمدت إدارة السجون إلى زيادة تفاقم المشاكل الصحية للمعتقلين، عبر التسويف والمماطلة في نقلهم إلى المستشفيات حتى استشهادهم.
أعلنت مؤسسات الأسرى، في وقت سابق اليوم الاثنين، عن ارتقاء 4 أسرى فلسطينيين من قطاع غزة، ليرتفع عدد الأسرى من قطاع غزة الذين ارتقوا في سجون الاحتلال خلال الـ 24 ساعة الماضية إلى 5 شهداء.
والشهداء الـ 4 هم: محمد رشيد العكة (44 عاماً)، وسمير محمود الكحلوت (52 عاماً)، وزهير عمر الشريف (58 عاماً)، ومحمد أنور لبد (57 عاماً)، في حين أعلن عن استشهاد الأسير أشرف أبو وردة، أمس.
وأشار سكافي إلى أن معظم حالات الاستشهاد تعود إلى الإهمال الطبي، حيث يتم نقل الأسرى إلى المستشفيات في اللحظات الأخيرة قبل وفاتهم.
وأضاف أن تصريحات وزير الأمن الإسرائيلي المتطرف، إيتمار بن غفير، الذي يدعو إلى إعدام الأسرى والمعتقلين، تؤكد بما لا يدع مجالًا للشك أن هناك امتيازات تقدم لإدارات السجون ومعسكرات الجيش التي تقوم بتصفية وقتل المعتقلين من قطاع غزة، ومنحهم بعض الرتب والامتيازات بناءً على عمليات القتل والتصفية التي تنفذها.
وأكد سكافي أن الوضع الحالي يتطلب تدخلًا عاجلًا من اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وتحملها مسؤولياتها في تكثيف زياراتها للسجون ومعسكرات الجيش للاطلاع على الأوضاع المأساوية التي باتت تشهدها هذه الأماكن، خصوصًا في ظل عدم تقديم العلاج للأسرى وعدم وجود رقابة على إدارة السجون وجيش الاحتلال في ممارسة أبشع صور التعذيب والقمع.
كما دعا سكافي إلى تشكيل لجنة تحقيق أممية للتحقيق في ظروف استشهاد أكثر من 54 معتقلًا منذ السابع من أكتوبر 2023، وفقًا للمعطيات التي أدلى بها جيش الاحتلال لمؤسسات الأسرى وحقوق الإنسان. ورغم ذلك، أكد سكافي أن الأعداد الفعلية للشهداء المعتقلين تفوق هذا الرقم، إذ لم يفصح الاحتلال عن أسمائهم، ومع كل يوم يتم تزويدهم بأسماء غير موجود أو "مفرج عنها"، وهي من المؤكد في عداد الشهداء نتيجة التعذيب والإهمال الطبي.
وفيما يتعلق بإمكانية ارتفاع أعداد الأسرى الشهداء، أشار سكافي إلى أن شهادات المعتقلين المفرج عنهم، بالإضافة إلى المعلومات التي تم جمعها من داخل السجون ومعسكرات عوفر وسيديمان والنقب، تكشف عن سياسة التعذيب القاسي والإخفاء القسري، وعدم تقديم العلاج. وأضاف أن سياسة الإهمال الطبي المتبعة ستؤدي حتمًا إلى ارتفاع أعداد الشهداء في السجون، في ظل غياب الرقابة المحلية والدولية.
وارتفع عدد الشهداء الأسرى بسجون الاحتلال منذ بدء حرب الإبادة إلى 54 شهيدا، وهذا العدد هو الأعلى تاريخياً لتُشكّل هذه المرحلة هي المرحلة الأكثر دموية في تاريخ الحركة الأسيرة منذ عام 1967"، استنادا لمؤسسات حقوقية.
ووصل عدد الأسرى في سجون الاحتلال الذين اعترفت بهم إدارة السّجون حتى بداية شهر كانون الأول/ ديسمبر الجاري، أكثر من عشرة آلاف و300، فيما تواصل فرض جريمة الإخفاء القسري بحق المئات من معتقلي غزة في المعسكرات التابعة لجيش الاحتلال، ومن بين الأسرى 90 أسيرة، وما لا يقل عن 345 طفلًا، و3428 معتقلًا إداريًا.