في ظل حرب الإبادة ضد على قطاع غزة، يبرز دور الإعلامي الرياضي ياسر الحواجري في توثيق جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق الرياضيين الفلسطينيين. ففي الوقت الذي يستهدف فيه الاحتلال البنية التحتية الرياضية ويقتل الرياضيين، يسعى الحواجري إلى إحياء ذكرى الشهداء وتخليد بطولاتهم، والتأكيد على أنهم ليسوا مجرد أرقام.
يعمل الحواجري بشكل دائم منذ بداية العدوان على إعداد سير ذاتية خاصة بالشهداء الرياضيين من لاعبين ومدربين وإداريين، في فكرة لاقت إشادة كبيرة من الجميع، مع دعوات لتعميهما في مختلف المجالات.
بداية الفكرة
يقول الحواجري لصحيفة "فلسطين": "لم تكن فكرة توثيق شهداء الحركة الرياضية خلال العدوان محض صدفة، وإنما لخبرة سبق أن وثقت فيها كافة الاعتداءات على الحركة الرياضية في قطاع غزة، بتكليف من الاتحاد الفلسطيني واللجنة الأولمبية في الحروب السابقة".
ويضيف" "أؤمن بضرورة توثيق وتدوين جرائم الاحتلال رغم صعوبة الظروف، فرغم الصمت العالمي الذي يصل إلى حد التواطؤ أمام ما يرتكبه الاحتلال من جرائم بحق الجميع في غزة، فلا بد أن يأتي اليوم الذي يُحاكم فيه هؤلاء القتلة على ما تقترفه أيديهم، وحينها لا بد من وجود هذه الوثائق والأدلة".
وعن الهدف من هذا العمل يقول: "إنّ الهدف من توثيق شهداء الحركة الرياضية فضح ممارسات الاحتلال العنصرية ضد أبناء شعبنا، لا سيما الحركة الرياضية، والسبب الأهم هو تخليد الشهداء الرياضيين، لدورهم في المسيرة الرياضية، وتعريف الآخرين بهم، وبدورهم في خدمة دينهم ووطنهم".
تخليد الشهداء
ويرى الحواجري أن "تدوين المشاهد الرياضية حول الشهداء يساهم في خلودهم في الذاكرة، فبذلك لن يغيبوا أبداً وإن غيبهم القتل بالآلة الصهيونية الحاقدة، فأرواحهم ما زالت بيننا تحيي فينا الأمل".
وحول طريقة وصوله إلى المعلومات عن ضحايا قطاع الشباب والرياضة، يقول الحواجري: "أبذل جهداً كبيراً وخطيراً في التواصل مع ذويهم، والمقربين منهم في ظل الوضع الأمني الصعب"، مضيفاً: :"أحاول بقدر الإمكان للوصول للمعلومة الصحيحة والدقيقة من أجل إثراء سيرة شهداء الرياضة العطرة".
ويصل الحواجري إلى المعلومات المطلوبة بصعوبة، خاصة مع عدم توفر الكهرباء، وانقطاع شبكة النت والاتصال بشكل دائم، وهو يجبره على الانتظار لساعات أو أيام للحصول على معلومة بسيطة، حيث يتم التواصل مع ذوي الشهداء عبر الهاتف، أو من خلال صفحات التواصل الاجتماعي، أو الذهاب إلى بيوت ذويهم ومعارفهم".
إشادة كبيرة
ولقيت فكرة الحواجري إشادة لافتة من الرياضيين في غزة وخارجها، وعن ذلك يقول لـ"فلسطين": "بحمد الله وجد العمل تفاعلاً كبيراً، وانتشر بشكل كبير حيث يجري تداول ما أوثقه عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، كما تُرجم للغات الإنجليزية والتركية".
ويأمل الإعلامي الرياضي أن يُسهم هذا التوثيق في المساعدة على إنشاء لجنة قانونية، تقدم كافة الوثائق والأدلة لمقاضاة الاحتلال على جرائمه بحق الرياضة والرياضيين في فلسطين، ولا سيما خلال حرب الإبادة على غزة".
ويرى الإعلامي الحواجري أن استهداف الاحتلال للفلسطينيين "هدفه طمس الهوية الوطنية الفلسطينية وعدم وصولها للعالم، ومن أجل قتل الروح والإرادة والعزيمة والإصرار والتحدي".
غزة مُحبة للرياضة
وشدد على أن أبناء غزة عُرف عنهم دائماً شغفهم بالرياضية ولا سيما كرة القدم، ولطالما كانت ملاعب القطاع تعج بالجماهير المحبة للرياضة رغم الظروف الصعبة والعدوان المستمر، وهو ما كان يقدم صوراً أخرى من أوجه الإرادة والتحدي والصمود، لم تك تعجب الاحتلال الإسرائيلي.
ويأمل الحواجري أن تحرك الأدلة والوثائق التي يسهر على إعدادها الاتحادات والهيئات الرياضية العالمية، ولا سيما الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، الذي أظهر وجهه القبيح والمُجامل لدولة الاحتلال خلال حرب الإبادة الحالية ولم يستنكر ما يفعله من جرائم".
وعن ذلك يقول: "قتل الاحتلال في هذه الحرب المئات من الرياضيين، وكثير منهم وجوه معروفة سبق لها تمثيل المنتخبات الوطنية بل والاحتراف في الخارج على غرار اللاعب الشهيد محمد بركات، ورغم ذلك لم يصدر من الفيفا أي إدانة أو استنكار".
ويضيف: "كذلك دمر الاحتلال جميع ملاعب غزة وحول ملعب اليرموك التاريخي إلى معسكر اعتقال وانتشرت الصور على نطاق واسع حول العالم، دون أن يُحرك الفيفا ساكناً".