قائمة الموقع

تعرف على "ابن النفيس" رمز الطب البديل في غزة الذي اغتالته (إسرائيل)

2024-12-29T13:15:00+02:00
الدكتور الصيدلاني محمود عبد اللطيف الشيخ علي
فلسطين أون لاين

في العقد والنصف الأخير، ذاع صيت الدكتور الصيدلاني د. محمود عبد اللطيف الشيخ علي (44 عاما) من مدينة رفح بين جمهوره الغزيين؛ لابتكاره منتجات غذائية وخلقه مبادرات صحية لاقت إعجابا واسعا بين راغبيها.
 
أنشأ مركزه الأول "ابن النفيس للنباتات الطبية والمكملات الغذائية" في مخيم النصيرات وسط القطاع (2010)، وتمدد لاحقا لعدة فروع ونقاط تجارية في محافظات قطاع غزة.

ورويدا، أقام علاقات صداقات ومسابقات صحية بين زائري فروع مركزه، واستطاع استقطاب الآلاف عبر وصفاته من الراغبين في العلاج بـ"الطب البديل"، وتحديدا أصحاب الأمراض المزمنة و"السمنة المفرطة" وغيرهما.

لازم "ابن النفيس" أصدقاءه وجمهوره في وصفاته الطبية عبر الفضائيات والإذاعات المحلية ولاحقا عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي للمركز التي تواصل عبر نافذتها مع الغزيين خلال أيام "حرب الإبادة الإسرائيلية" المستمرة حتى استشهاده.

ويبدو أن تسمية المركز تعود نسبة للعالم (أبو الحسن علاء الدين علي بن أبي الحزم)، المعروف بابن النفيس، وهو عالما موسوعيا وطبيبا عظيما ومؤلفا غزير الإنتاج في اللغة والفلسفة والطب والحديث، كما كان فقيها مشهورا، ويعد أحد رواد علم وظائف الأعضاء في الإنسان، أو ما يعرف اليوم بعلم الفيزيولوجيا.

https://www.facebook.com/IBN.Nafess/videos/1282006766131550/?locale=ar_AR

أطلق مركز "ابن النفيس" مبادرة "يوم المشي الفلسطيني"، لأول مرة في 4 يونيو/ حزيران 2015م بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة، وأضحت حدثا سنويا. 

صار لاحقا أبرز المبادرين والمؤثرين في النصائح الطبية واستخدام الأعشاب والبدائل الطبيعية للعلاج والوقاية من الأمراض.

https://www.facebook.com/photo/?fbid=691762027694201&set=gm.231914657308389

لم يترك وسيلة إلا حاول من خلالها محاورة جمهوره حتى أطل عليهم في إحدى الاحتفالات الجماهيرية كـ"مسرحي" حول "السمنة بين الرجل والمرأة"، حاكى فيها الرواسب المجتمعية التي تنجم عن عدم الفهم الحقيقي لكيفية التخلص من السمنة.

أطلق الدكتور الحاصل على درجة الماجستير (تغذية علاجية)، مسابقة "أميرة الصحة في فلسطين" لأول مرة عام 2017م؛ بهدف الوصول لصحة أفضل للمرأة.

https://www.facebook.com/IBN.Nafess/posts/pfbid01A7Smwp4PGh345K1p4c8vKzHDx9EtBerBq9sHwXZjdiieY8yztYxgzbpQ18L9ArYl

"سند العائلة"

تزوج بداية شبابه من إحدى قريباته وأنجب منها ثلاثة بنات وولدين، ولاحقا تزوج الثانية من خارج العائلة وأنجب منها ولدا.

"شقيق كبير، صاحب فضل على الجميع، سند العائلة والآخرين"، صفات سريعة تحدث بها الناجي من المجزرة الإسرائيلية بحق العائلة "ثائر" في مدح شقيقه الأكبر "محمود".

"ليس بأخ كبير .. بل أكبر من ذلك، يجمع ولا يفرق، يحب العائلة كثيرا، يسابق في بر والديه مع أشقائه وشقيقاته"، يكمل "ثائر" في الثناء، ويذكر أن "الابن البار" رفض أخيرا نزوح والديه من مدينة رفح إلى خان يونس بل أصر على اصطحابهما لمنزله في مخيم النصيرات وتقديم الخدمة والعون لهما.

توقف أخصائي التغذية عن عمله ونصائحه الطبية عدة شهور خلال الحرب؛ إثر انتشار الجوع ونقص الغذاء في جنوب القطاع وشماله، لكن ذلك لم يوقفه عن إغاثة النازحين والمشردين من جحيم "الحرب المسعورة".

https://www.facebook.com/100064698278642/videos/1556597708273695/

ورغم ذلك، والحديث لشقيقه الأصغر، إلا أنه "كان يجد الوقت الكافي في الجلوس مع العائلة ومتابعة قضاياها والطارقين لبابه".

يذّكر "ثائر" أن نجاحات شقيقه الصحية المتكررة في غزة، دفعت مجموعات وشخصيات من الخارج لاصطحابه هناك، رافضا تلك العروض؛ مجيبا: "أنا ابن غزة .. وغزة وناسها أولى الناس بالمتابعة والاستفادة من هذا العلم" (الطب البديل).

ولعل هذه القامة العلمية والشخصية الفريدة في تخصصها، لم ترق لدولة الاحتلال بقائها في غزة كغيرها من عشرات الشخصيات العلمية التي اغتالتها طائرات الاحتلال دون مراعاة لقوانين دولية أو إنسانية.

وفجر الجمعة، الثاني عشر من ديسمبر/ كانون أول 2024م، ارتكبت طائرات الاحتلال مجزرة وحشية بحق مربع سكني في مخيم النصيرات أسفرت عن ارتقاء أزيد عن 40 شهيدا بينهما 16 فردا من عائلة "الشيخ علي" وآخرين من آل أبو شاويش، البيومي، مطر، أحمد.

كان الاستهداف الهمجي – بحسب وسائل إعلام عبرية - يهدف إلى القضاء على الدكتور "محمود الشيخ علي"، لكن هذا الاستهداف لم يقتصر عليه بل استهدف والديه، وشقيقه خالد (يرقد في العناية المركزة) حتى اللحظة واستشهدت زوجته وأطفاله الأربعة.

أما الشقيق الآخر زياد (يحتاج لتحويل علاج عاجلة إلى الخارج) استشهد طفلته، فيما وصفت حالة زوجته بـ"المستقرة"، أمام "ثائر" فاستشهد طفليه (ولد، بنت).

 يكرر "ثائر" عبارات الثناء والحمد لله عزوجل، ويختم قائلا: "لقد انتهت سيرة هذه القامة العظيمة بخاتمة الشهادة"، "لقد كانت بداية حياته المهنية في النصيرات .. وكانت الخاتمة في هذا المخيم الذي أحبه شقيقي".

وبدا لافتا خلال "حرب الإبادة الجماعية" المتصاعدة على غزة للشهر الخامس عشر على التوالي، استهداف (إسرائيل) كوكبة من الشخصيات العلمية والأكاديمية البارزة.

اخبار ذات صلة