قائمة الموقع

نازحو غزة يتجمدون في خيامهم حتى الموت وسط إهمال دولي

2024-12-29T12:20:00+02:00
فلسطين أون لاين

يواجه مئات آلاف النازحين في قطاع غزة قسوة البرد القارس في خيامهم الهشة المصنوعة من القماش والنايلون، مع انخفاض درجات الحرارة بشكل حاد خلال الليل، ويزداد الوضع سوءً، خاصة للأطفال وكبار السن الذين لا يملكون ما يكفي من الملابس أو الأغطية للتدفئة.

وسط هذه الظروف القاسية، تتفاقم معاناة العائلات التي تهرب من القصف، حيث يصبح البرد عدوا آخر يهدد حياتهم.

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن وفاة 4 أطفال حديثي الولادة بسبب البرد وانخفاض درجات الحرارة خلال الأيام الماضية.

وقال الدكتور عايد الفرا، مدير وحدة حديثي الولادة في مجمع ناصر الطبي في تصريحات صحفية إن هؤلاء الأطفال كانوا في غاية الهشاشة نظرًا لولادتهم المبكرة، مما جعلهم عرضة بصفة خاصة لانخفاض درجات الحرارة.

وأضاف أن المستشفى يستقبل يوميًا 5 إلى 6 حالات من انخفاض درجة حرارة الجسم لدى الأطفال حديثي الولادة، تحتاج جميعها إلى تدخل فوري.

عجز أمام بكاء الأطفال

عادل شامية (٣٨ عاما)، رب أسرة مكونة من ستة أفراد ونازح في مركز إيواء غرب مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، يروي معاناته اليومية مع البرد في خيمته، ويقول لصحيفة "فلسطين" "كلما حل الليل، تصبح خيمتنا مثل الثلاجة. لا نملك ما يكفي من الملابس الدافئة، ولا حتى أغطية كافية للنجاة من البرد. الأطفال يبكون طوال الليل من شدة البرودة، وأنا عاجز عن مساعدتهم".

ويتهم شامية المؤسسات الدولية وخاصة الأمم المتحدة بالتقصير تجاه النازحين في القطاع، مضيفا "يقولون لنا إنهم يرسلون المساعدات، ولكن ما يصل إلينا لا يكفي لإبقاء أطفالنا في أمان. نحن نعيش على الحافة، ولا أحد يسمع شكوانا".

وأوضح أنه يضطر أحيانا للنوم بغطاء خفيف من أجل منح أطفاله غطاءه الذي اشتراه مؤخرا من السوق بسبب قلة الأغطية المتوفرة لديه. 

وتابع شامية: "أحاول جمع بعض أعواد الحطب لإشعالها ومنح أطفالي قليلاً من الدفء، ولكنني أواجه صعوبة شديدة في العثور على الحطب، كما أنني غير قادر على شراءه بسبب ارتفاع أسعاره بشكل كبير في الآونة الأخيرة".

أين المؤسسات الدولية؟

ولا يقتصر الأمر على شامية فقط، بل يعاني معظم النازحين في مخيمات الإيواء من نفس الظروف المأساوية مثل السيدة صفاء حامد (٤١ عاما) النازحة من شمال غزة إلى مواصي خان يونس جنوب قطاع غزة.

تقول حامد لـ"فلسطين": "إن الطقس يصبح أكثر برودة كل يوم، كما أن الخيمة تزيد من شعورنا بالبرودة، كما أنها مليئة بالثقوب". وأوضحت أن المؤسسات الدولية أتت قبل نحو شهر إلى مخيم الإيواء الذي تعيش فيه ووعدت بتوفير شوادر من أجل منع دخول الرياح إلى داخل الخيام، "ولكن حتى الان لم نرى أي شوادر".

وأضافت حامد بنبرة ساخطة على تقصير هذه المؤسسات "أين هم من مساعدات الطوارئ؟ نحن هنا ننتظر ولا نرى شيئا يكفي لتلبية احتياجاتنا. لدينا أطفال مرضى، ونعيش في ظروف صحية سيئة، ومع ذلك لا أحد يبالي".

ولفتت حامد النظر إلى أنها بالكاد تستطيع توفير الطعام لأطفالها، وقالت: "لا أملك أي مال لشراء الملابس والأغطية لهم. قبل هذا الوقت اضطررت لبيع مصاغي الذهبي من أجل شراء الطعام لهم، والان لا أملك أي شيء أبيعه لحمايتهم من البرد والشتاء".

أمل ضغيف

هذه القصة تتكرر يومًا بعد يوم في مخيمات النزوح في قطاع غزة، حيث يتكدس النازحون في خيام متهالكة وسط ظروف قاسية.  وفي قلب هذه المعاناة، يبقى أمل النازحين ضعيفا في الحصول على المساعدة الكافية وكل ما يتمنونه هو الدفء في خيامهم، ورؤية مؤسسات الإغاثة تتحرك بسرعة أكبر لتلبية احتياجاتهم التي باتت أكثر إلحاحا من أي وقت مضى.

وقال المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) فيليب لازاريني: إن أطفال غزة يتجمدون حتى الموت بسبب البرد ونقص المأوى. وأوضح لازاريني في تغريدة عبر حسابه بمنصة "إكس" أن الأغطية والإمدادات الشتوية ظلت عالقة منذ أشهر في انتظار الموافقة على دخولها إلى غزة.

ودعا إلى وقف فوري لإطلاق النار في القطاع، والسماح بدخول الإمدادات الأساسية المطلوبة بشدة بما في ذلك الموجهة للاستجابة للحاجة التي يفرضها فصل الشتاء. 

وحذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)، من أن العديد من الأطفال النازحين في غزة يرتدون القليل من الملابس، بعد أن أجبر العديد منهم على الفرار من القصف الإسرائيلي بملابس الصيف، في وقت سابق من هذا العام.

اخبار ذات صلة