يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، استهداف الصحفيين في قطاع غزة، وقصفهم خلال تواجدهم في أماكن عملهم، في محاولة منهم لإسكات صوت الحقيقة، ومنع خروج الصورة والكلمة حول جرائمه بحق المدنيين في القطاع، من خلال حرب الإبادة الجماعية المستمرة منذ السابع من أكتوبر 2023.
وارتكب جيش الاحتلال مجزرة جديدة ضد الصحفيين في غزة، من خلال استهدافه مركبة البث التلفزيوني الخاصة بقناة "القدس اليوم"، واغتياله خمسة زملاء دفعة واحدة، من خلال هذا القصف الذي أدى إلى تفحم جثامينهم.
ورثى الصحفيون زملاءهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، معتبرين أن ما حدث بحقهم هو جريمة، وعار على جبين كل المؤسسات الحقوقية والدولية المعنية بحقوق الإنسان، وخاصة الصحفيين.
مراسل قناة العربي في قطاع غزة، باسل خلف، اعتبر أن استهداف الاحتلال سيارة بث خارجي، واستشهاد خمسة صحفيين في ضربة واحدة، وصمة عار على جبين كل من صَمت ولم يتحرك على استشهاد ١٩٦ صحفيًا قبلهم.
وأوضح خلف في منشور عبر حسابه في موقع "فيسبوك"، أن السيارة المستهدفة هي مركبة بث واضحة عليها الإشارات، ويوجد بداخلها صحفيون يلبسون زيهم الصحفي، ومكان وجودهم أمام بوابة مشفى العودة بالنصيرات، وليسوا في ساحة معركة، وما حصل معهم يعني أن ما حدث جريمة متعمدة مكتملة الأركان.
وقال خلف: "هذا كله نتاج الفوقية التي يتعامل بها الاحتلال، والاستعلاء على أي قوانين دولية، وإهانة "للمجتمع الدولي لذي يُفترض أنه يضع حدًا لكل ذلك".
الإعلامية هدى نعيم أكدت أن الاحتلال نفذ الليلة جريمة بحق الصحفيين من خلال اغتيال فريق صحفي كامل.
وغردت نعيم عبر حسابها في منصة "إكس": "استهد الاحتلال سيارة البث التابعة لقناة القدس اليوم أمام مستشفى العودة في مخيم النصيرات، واغتال المراسل الصحفي: فيصل أبو القمصان، المونتير فادي حسونة، وإبراهيم الشيخ علي".
وكتبت الصحفية دعاء روقه في منشور عبر حسابها في موقع "فيسبوك": "تلعثمت كلماتي واختنقت عبراتي وأنا أتحدث عن زملائي الخمسة الذين ودعناهم، لكن الذي يجول بخاطري، من هو التالي بعد العدد الكبير من الشهداء الصحفيين في حرب لم تعد فيها قوانين ولا ضوابط تحكم سلوك الاحتلال وانتهاكاته؟ لنا الله لنا الله".
الصحفي عماد عيد، قال: "نزيف الدم الفلسطيني يتواصل، وهذه المرة من الصحفيين الفلسطينيين، حيث استشهد 5 صحفيين بقصف مباشرة على مركبتهم، في اليوم السابع والأربعين بعد الأربعمائة، وهذا خبر مفزع في أي مكان في العالم، ليرفع عدد الصحفيين الذين ارتقوا خلال الحرب زاد على الـ200".
وأوضح عيد في مقطع فيديو نشره عبر حسابه في موقع "فيسبوك"، أن عشرات الصحفيين يقتلون في قطاع غزة، والاحتلال يواصل جرائمه بدون توقف.
الصحفي محمد أبو نصيرة غرد عبر حسابه في موقع "إكس"، وكتب": "نحن مشغولون.. لدينا مشاكل تعود إلى قرون خلت، وثارات نصفّيها، ولذلك دورنا ألا يرى أحد تضحياتكم أيها النبلاء الفرسان، في زمن الردة والفتنة والطائفية، أنتم وحدكم من تقفون أمام الشر المطلق وجهًا لوجه.. خمسة صحفيين يصبحون خبرًا، والناس يتداولون أخبار ثارات القرون الوسطى".
واعتبر الصحفي تامر المسحال، أن استهداف الاحتلال خمسة صحفيين جريمة جديدة بحقهم.
وكتبت الصحفية منى حوا: "استشهاد طاقم عمل قناة القدس اليوم باستهداف مباشر. في لحظة واحدة، فقدت غزة خمسة شموس كانت تنقل مأساة الإبادة. خمسة صحفيين قتلتهم (إسرائيل)، أحرقت أجسادهم بالنار وسط العتمة".
الكاتب والمحلل السياسي، ياسر الزعاترة، أوضح أن الاحتلال قتل من خلاله استهداف الصحفيين الخمسة الشهود من جديد بالجملة.
وقال الزعاترة في منشور عبر حسابه في موقع "إكس": "لم تعرف أي حرب هذه المجزرة بحق الصحفيين، ولا سيما أنهم جميعًا من أبناء الأرض، وطبعا لأن الصحفيين الأجانب ممنوعون من دخول القطاع بأمر "الكيان".