أكد الكاتب والمحلل العسكري أحمد عبد الرحمن إن جبهة الإسناد اليمنية من أهم جبهات الإسناد للشعب الفلسطيني المظلوم في قطاع غزة.
وقال عبد الرحمن في تصريح صحفي خاص لوكالة "شهاب"، على الرغم من البعد الجغرافي لليمن عن فلسطين المحتلة، فإنها وبكثير من التحدّي والإصرار ما زالت تسجل إنجازات مهمة ولافتة في إطار مواجهة عدوان الاحتلال على القطاع المنكوب.
وأعرب عبد الرحمن عن اعتقاده من أن الساحة اليمنية يمكن أن تشهد بعض التطورات خلال المرحلة القادمة، فما أظهرته هذه الساحة من بأس وقدرة على الفعل، وضعها في مكانة متقدّمة على صعيد قوى المقاومة في الإقليم، وهو ما يعني بالضرورة بذل المزيد من المحاولات من قبل محور الشر لإضعافها ومحاصرتها.
وأضاف، "خلال متابعتنا لأداء الجبهة اليمنية على مدار الشهور الماضية، وفي ضوء ما استطاعت فرضه من معادلات، فشلت كل التهديدات والاعتداءات الإسرائيلية والأميركية في محاصرة تداعياتها".
وأكمل، "أعتقد أن هذه الجبهة لن تكون فريسة سهلة لقوى الشر، وأنها ستكون بعون الله عصيّة على السقوط أو الانكسار، وأن الأظافر الإسرائيلية ستتكسّر وتتهشّم أمام قوة الموقف اليمني الأصيل وصلابته. وأوضح أن الجبهة اليمنية ترفض رغم الكثير من المغريات والإغراءات وقف مساندتها للشعب الفلسطيني، وهي مستعدة لدفع الثمن الذي يتطلبه هذا الموقف الجريء والأصيل".
وأوضح عبد الرحمن أن الساحة اليمنية تشهد خلال الأسبوعين الأخيرين تصعيداً واضحاً وملموساً ضد قلب "الدولة " العبرية في "تل أبيب" وضواحيها، وضد منشآت حيوية أخرى في إيلات وغيرها.
وتابع، تبدو "الدولة" العبرية في حيرة من أمرها، وهذا ما تشير إليه الكثير من التقارير الواردة في الصحافة الإسرائيلية، إذ إن تعقيدات المواجهة مع القوات المسلحة اليمنية أكبر من أن يتم تجاوزها بضربة جوية هنا أو هناك كما حدث خلال الأيام الأخيرة، سواء من خلال الطائرات الحربية الصهيونية، أو من خلال الطائرات الأميركية والبريطانية التي تقوم بالعدوان على اليمن منذ أكثر من تسع سنوات.
ولفت عبد الرحمن، إلى أن المسافة التي تفصل فلسطين المحتلة عن الأراضي اليمنية، والتي تقترب من الألفي كيلومتر تمثّل عائقاً أساسياً أمام أي عدوان إسرائيلي واسع، إلى جانب الجغرافيا المعقّدة والمترامية الأطراف للأراضي اليمنية.
وذكر أن قلة المنشآت الاستراتيجية المؤثرة التي يمكن استهدافها في اليمن، والتي تقلّصت كثيراً خلال فترة العدوان الأميركي على اليمن، إضافة إلى افتقاد أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية إلى المعلومات المطلوبة لتوجيه ضربة قاسمة وحاسمة لليمنيين، يمثل عقبات أخرى أمام أي عدوان إسرائيلي على اليمن، يسعى لاستهداف نظام القيادة والسيطرة، أو القدرات الصاروخية التي باتت تمثّل الهاجس الأكبر لأكثر من أربعة مليون مستوطن صهيوني.
وشدد على أن الأمور في اليمن تبدو بالنسبة إلى الإسرائيلي أكثر صعوبة من الساحات الأخرى، وهي بحاجة إلى جهد أكبر وأشمل وأوسع، وهو يحتاج إلى كثير من الوقت والعمل، وإلى تحالفات إقليمية تكون قادرة على الضغط والتأثير في قرار القيادة اليمنية الحكيمة والشجاعة.
وبيَّن عبد الرحمن أنه وبحسب بعض التسريبات التي تُنقل عن المصادر الإسرائيلية والأميركية، فإن الحل الأمثل لمعالجة هذه الأزمة هو من خلال إشعال ساحات القتال اليمنية الداخلية من جديد.