فلسطين أون لاين

"بسبب حرب الإبادة المُتواصلة"

للعام الثَّاني.. مسيحيو غزَّة بلا مظاهر اسْتقبال عيد الميلاد المجيد

...
غزة/ نور الدين جبر

 

 

للعام الثاني على التوالي، تغيب مظاهر الفرح والبهجة بين المسيحيين في قطاع غزة للاحتفال بعيد الميلاد المجيد المقرر في الخامس والعشرين من ديسمبر/ كانون الأول الجاري، بسبب استمرار حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال "الإسرائيلي" على القطاع منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023. 

وفي مثل هذه الأيام من كل عام، كانت بيوت وكنائس المسيحيين تتزيَّن بالورود وإضاءة شجرة الميلاد، فيما تعج محلات بيع الهدايا بالعائلات المسيحية، احتفاءً بالعيد، لكن هذا العام ستغيب هذه المظاهر نتيجة حرب الإبادة المستمرة على القطاع. 

ويحتفل المسيحيون في كل أنحاء العالم بعيد الميلاد المجيد في الخامس والعشرين من ديسمبر/ كانون الأول من كل عام، حيث يجتمعون مع بعضهم البعض ويتبادلون الهدايا فيما بينهم. 

كان أصحاب محلات الهدايا والورود يحضرون باقات الورود، استعداداً لاستقبال القادمين من الطائفة المسيحية في مختلف أنحاء محافظة غزة لشرائها، لكن هذا العام اختفت تلك المظاهر، بفعل الدمار والخراب الذي ألحقه الاحتلال "الإسرائيلي" بمئات محلات الهدايا والورود، حتى بات غالبيتها عبارة عن "أكوام من الحجارة". 

يقول عمار عبدو صاحب أحد محلات الورود بمدينة غزة، إنه اعتاد في مثل هذه الأيام من كل عام على تزيين محله وتحضير باقات الورود من أجل بيعها للمسيحيين الذين يحتفلون بعيد الميلاد المجيد، ويشترونها لإهدائهم لبعضهم البعض. 

ويوضح عبدو لمراسل "فلسطين أون لاين"، كان هناك إقبال كبير على شراء الورود والهدايا، بالإضافة إلى كثرة الطلب عليه تزيين البيوت وإضاءة شجرة الميلاد والأماكن العامة والمتنزهات التي يرتادها المسيحيون احتفالاً بعيد الميلاد. 

ويضيف عبدو الذي يعمل في مهنة "بيع الورود" منذ أكثر من 18 عاماً، بعدما تعلّمها من والده: "كانت الحياة حلوة كتير، والفرحة تملأ قلوب كل المواطنين، لا سيّما المسيحيين الذين يحتفلون بعيد الميلاد". 

وتعرّض محل الورود الذي يملكه "عبدو" ويحمل اسم "جماهير الحب"، ويقع في وسط مدينة غزة، إلى الخراب والدمار بفعل القصف "الإسرائيلي" في تلك المنطقة، وهو ما زاد أوضاعه الاقتصادية صعوبة خاصة أنه كان مصدر الدخل الوحيد له ولعائلته، لكّنه وبعد مرور 14 شهراً على العدوان "الإسرائيلي" حاول ترميم جزءاً بسيطاً من محله ووضع عليه عدداً قليلاً من باقات الورود. 

ويبين عبدو، أن كل هذه المظاهر غابت للعام الثاني على التوالي، حيث يسيطر الحزن على كل أبناء الشعب الفلسطيني، بسبب ارتقاء مئات الشهداء وإصابة آلاف آخرين، عدا عن الدمار الكبير الذي لحق بكل محافظات قطاع غزة. 

ويُعرب عن أمله بأن تنتهي هذه الحرب وتعود الحياة إلى قطاع غزة كما السابق، وتعم الاحتفالات والفرح بين جميع السكان سواء مسلمين أو مسيحيين. 

ولم يقتصر الأمر على ذلك فحسب، بل حُرم العديد من المسيحيين في قطاع غزة من السفر إلى مدينة بيت لحم بالضفة الغربية المحتلة، بسبب إغلاق الاحتلال حاجز بيت حانون "إيرز" شمال القطاع. 

وأعلنت بلدية بيت لحم عن إلغاء احتفالات أعياد الميلاد واقتصارها على الشعائر الدينية بسبب حرب الإبادة التي ترتكبها سلطات الاحتلال الإسرائيلي ضد قطاع غزة منذ أكثر من 14 شهراً. 

من ناحيته، يقول رجل الدين المسيحي من رام الله الأب عبدالله يوليو: "في عيد الميلاد لن نقيم احتفالات خارجية، لأننا شعب فلسطيني واحد يُباد، وقطاع غزة تتعرض لحرب إبادة غير مسبوقة". 

ويضيف يوليو خلال حديثه مع "فلسطين أون لاين": "نحن جزء من شعبنا وأمتنا التي تتعرض للإبادة، لذلك كيف نفرح وننسى إخواننا في قطاع غزة الذين يتعرضون للقتل والإبادة"، مشدداً على أن "الاحتلال لا يفرق بين مسلم أو مسيحي، فالحرب طالت الجميع على حد سواء". 

ويؤكد أن الاحتلال لا يريد الوجود العربي على أرض فلسطين، بالتالي يحارب كل مسلم أو مسيحي مخلص لهويته ووطنه، "لذلك علينا أن نتمسك بوحدة شعبنا". 

ويتابع "بصمودنا ومقاومتنا سنحقق ما نصبو إليه وسنرى حلمنا يتحقق، وسنسمع أجراس الكنائس، ونضع العلم الفلسطيني يرفرف فوق مدينة القدس".

وختم يوليو حديثه "غزة في قلوبنا وهي عنوان كل الأمة". 

ولا يزال العدوان "الإسرائيلي" على قطاع غزة الذي بدأ في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 مستمراً حتى الآن، حيث خلّف ما يزيد عن 55 ألف شهيد وأكثر من 100 ألف جريح، عدا عن الدمار الهائل في المباني والبنية التحتية.

المصدر / فلسطين اون لاين