قائمة الموقع

"القسام" تستنزف جيش الاحتلال.. ضربات نوعية وتكتيكات عسكرية جديدة

2024-12-21T19:17:00+02:00
فلسطين أون لاين

تواصل كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، تنفيذ عمليات نوعية ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي، حيث أظهرت العمليات الأخيرة في مخيم جباليا، شمالي قطاع غزة تطورًا ملحوظًا في تكتيكات القتال، والتي شملت استخدام السلاح الأبيض والعمليات الاستشهادية، مما أوقع خسائر بشرية كبيرة في صفوف الاحتلال.  

وهذه العمليات تمثل تحولًا في معادلة الصراع، وفقًا لخبراء عسكريين، حيث تكشف عن قدرة المقاومة الفلسطينية على فرض معادلات جديدة في المواجهات، بينما تواجه (إسرائيل) استنزافًا كبيرًا على الصعد العسكرية والاقتصادية والنفسية.

ومساء اليوم، أعلنت كتائب القسام عن تمكن عناصرها من الإجهاز على 3 جنود إسرائيليين طعناً بالسكاكين واغتنام سلاحهم الشخصي ثم اقتحام منزلاً تحصنت به قوة راجلة والإجهاز على جنديين من أفرادها عند بوابة المنزل، والاشتباك مع الآخرين من مسافة صفر وسط مخيم جباليا شمال القطاع.

وأمس، أعلنت "القسام" عن تمكن أحد عناصرها من طعن ضابط إسرائيلي و3 جنود من نقطة الصفر والإجهاز عليهم واغتنام أسلحتهم الشخصية في مخيم جباليا، فيما تمكن آخر في اليوم التالي من الإجهاز على قناص إسرائيلي ومساعده من مسافة صفر، وبعد ساعة من الحدث، تنكر بلباس جنود الاحتلال، واستطاع الوصول لقوة مكونة من 6 جنود وتفجير نفسه فيهم بحزام ناسف وإيقاعهم بين قتيل وجريح.

معادلة القتال

وأكد الخبير العسكري والاستراتيجي، نضال أبو زيد، أن العمليات الأخيرة التي نفذتها المقاومة الفلسطينية في منطقة جباليا، باستخدام السلاح الأبيض وأعقبها عملية استشهادية، تمثل تطورًا جديدًا في معادلة القتال في قطاع غزة، خاصة في شمال القطاع، وتحديدًا جباليا، التي أعلن الاحتلال أنه قضى على المقاومة فيها، لكنها ما زالت تشهد مقاومة رغم التدمير الواسع الذي تعرضت له.

وأوضح أبو زيد لـ"فلسطين أون لاين"، إلى أن استخدام السلاح الأبيض، إلى جانب العمليات الاستشهادية، يمثل جزءًا من تكتيكات حروب العصابات التي تتبعها المقاومة.

وأشار إلى أن هذا النوع من العمليات يمثل تهديدًا كبيرًا لقوات الاحتلال لأنه يعيدها إلى المربع الأول من العملية العسكرية، خصوصًا في ظل وجود ألوية مشاة مكشوفة غير محمية بالدروع، تقاتل في شمال غزة.

وأضاف أن المقاومة، وبعد مرور 442 يومًا من المواجهات، ما زالت قادرة على مفاجأة قوات الاحتلال بأساليب جديدة وأسلحة متطورة، مؤكدًا أن الهدف من هذا النوع من العمليات هو إحداث صدمة وترويع في صفوف جيش الاحتلال الإسرائيلي، مما يعكس تغييرًا واضحًا في قواعد الاشتباك مع الاحتلال.

ولفت أبو زيد إلى أن هذه العمليات تبرهن على قدرة المقاومة في غزة على تغيير معادلات المعركة بشكل مستمر، مع الحفاظ على عنصر المفاجأة الذي يبقي الاحتلال في حالة ترقب دائم، ويعزز من قدراتها في مواجهة أكبر قوة عسكرية في المنطقة.

وفي الذكرى الأولى لمعركة "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أكد المتحدث باسم كتائب القسام، أن خيار الحركة هو مواصلة خوض "معركة استنزاف للعدو الإسرائيلي طويلة وممتدة ومؤلمة ومكلفة له بشدة، طالما أصر العدو على استمرار العدوان والحرب".

استنزاف غير مسبوق

وأكد الخبير العسكري والاستراتيجي، عصام ملكاوي، أن (إسرائيل) تواجه استنزافاً غير مسبوق على كافة الأصعدة، بفعل استمرار عمليات المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، مما يُلقي بظلاله على الاقتصاد والمجتمع والجيش، فضلاً عن تداعياته السلبية على سمعتها الدولية.

وأوضح ملكاوي لـ"فلسطين أون لاين"، أن الاقتصاد الإسرائيلي يعاني من ضغوط كبيرة جراء إغلاق الشركات وهروب الاستثمارات إلى خارج دولة الاحتلال، في ظل حالة عدم الاستقرار الأمني.

وعلى الصعيد البشري، أوضح أن الهجرة المعاكسة والانقسام المجتمعي، سواء عمودياً أو أفقياً، باتا يشكلان تهديداً وجودياً لـ(إسرائيل).

وأشار إلى أن جيش الاحتلال يعاني من تدهور نفسي ومعنوي غير مسبوق، معتبراً أن "الشعور الإسرائيلي بالتفوق العسكري انهار بعد أن قُهرت قوته ومرغ أنفه بالتراب".

واستشهد بالإحصائيات التي تشير إلى وجود نحو 100 ألف معاق في صفوف جيش الاحتلال، يعاني 60% منهم من اضطرابات عقلية. كما لفت إلى حاجة الجيش لتجنيد 7 آلاف جندي بشكل عاجل وسط صعوبات في جذب المتدينين للخدمة العسكرية.

وأضاف أن المقاومة الفلسطينية، التي استمرت بزخم كبير لأكثر من عام، أسقطت نظرية الردع الإسرائيلية، مؤكدًا أن هذا الانهيار سيظل يشكل عقدة لن تمحى من ذاكرة حكومة الاحتلال المتطرفة بأنها انهزمت معنويا ونفسيا أمام المقاومة.

كما أكد ملكاوي أن (إسرائيل) تواجه استنزافاً في سمعتها الدولية، مشيراً إلى أن تغير النظرة العالمية نحوها يُعد من أكبر الخسائر التي تكبدتها.

وأوضح أن القدرة الإعلامية الإسرائيلية، التي أُنفق عليها مليارات الدولارات لتعزيز سرديتها، قد هُزمت أمام إعادة تشكيل الرأي العام العالمي، مما أدى إلى سقوط القناع الذي كان يخفي حقيقة الوجه القبيح لـ(إسرائيل).

وحول إمكانية أن يؤدي استنزاف جيش الاحتلال إلى إعادة تقييم (إسرائيل) لسياساتها تجاه غزة، أكد ملكاوي أن (إسرائيل) تعتمد على خطة الجنرالات كاستراتيجية ستسعى إلى تطبيقها بكل قوة، لكن نجاحها يبقى موضع شك، مشيرًا إلى أن استمرار المقاومة في أداء عملياتها بفاعلية واقتدار يجعل الإجابة على هذا التساؤل الغامض.

وشدد الخبير العسكري، على أن وقف إطلاق النار سيؤدي إلى إنهاء العديد من السيناريوهات التي لم تتحقق، مشيراً إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد ظهور سيناريوهات جديدة قد تحمل تطورات غير متوقعة.

وذكر ملكاوي أن المقاومة نجحت في كشف العديد من نقاط الضعف في الكيان الإسرائيلي، أبرزها إثبات إمكانية هزيمته وسقوط نظرية الردع التي كان يعتمد عليها. وأضاف أن هذه التطورات تجعل الحديث عن نهاية (إسرائيل) أمراً يبدو وشيكًا.

وأشار إلى أن مفاجآت المقاومة الفلسطينية وما قد تحمله الأيام القادمة ستكون ذات مردود باهظ على (إسرائيل)، لافتاً إلى أن حكومة الاحتلال تسعى جاهدة لإنقاذ نفسها بدلاً من التركيز على إنقاذ الدولة، ما يزيد من عمق الأزمة التي تواجهها.

ولفت إلى أن جيش الاحتلال يعاني من انهيار كبير في الحالة المعنوية، حيث أصبح يعترف بأنه "جيش قاتل وليس مقاتلاً"، إلى جانب اعترافه بالهزيمة في أحداث 7 أكتوبر.

وأضاف أن الجيش فقد إيمانه بأسطورة "الجيش الذي لا يُقهر"، وبدأت تظهر داخله محاولات للهروب والبحث عن مخرج، في ظل تزايد الشعور بأن فلسطين ليست دولته.

وتشن فصائل المقاومة الفلسطينية، وعلى رأسها كتائب القسام، عمليات نوعية وتخوض اشتباكات ضارية ضد قوات الاحتلال المتوغلة في جميع أنحاء القطاع منذ أزيد من عام، لا سيما بمخيم جباليا شمالا حيث يواصل جيش الاحتلال عملية عسكرية خلفت عشرات الشهداء ودمارا كبيرا في المساكن والمنشآت.

اخبار ذات صلة