تعتزم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا" استئناف العملية التعليمية إلكترونيا لطلبتها في قطاع غزة، مطلع يناير/ كانون الثاني القادم، لأول مرة، وذلك بعد انقطاع عن الدراسة الوجاهية منذ عام ونصف بسبب "حرب الإبادة الإسرائيلية" المستمرة لليوم 442 على التوالي.

وحظيت الخطة التعليمية على موافقة الرئاسة العامة لوكالة "أونروا" – عمان، والإدارة العامة للتربية والتعليم – غزة، ووزارة التربية والتعليم – رام الله؛ بهدف "إعادة الطفل لوضعه الطبيعي" كطالب يحصل على حقه في التعليم.

وتهدف الخطة أيضا التي اطلع عليها مراسل "فلسطين أون لاين"، اليوم السبت، إلى استكمال دراسة العام الدراسي ٢٠٢٣- ٢٠٢٤، والالتحاق بدراسة العام الدراسي ٢٠٢٤-٢٠٢٥.

وتشمل ثلاث مراحل تعليمية، (المرحلة الأولى) تبدأ من تاريخ (1 يناير حتى 31 مارس 2025م) وستقتصر فقط على الطلبة المسجلين ضمن برنامج (الايميس) للعام الدراسي ٢٠٢٣- ٢٠٢٤.

وسيدرس خلال هذه المرحلة الطلبة للصفين الأول والثاني الابتدائي الثلاث مواد الأساسية فقط (لغة عربية، رياضيات، لغة انجليزية)، في حين سيدرس طلبة الصفوف من الثالث وحتى التاسع المواد الدراسية (اللغة العربية، الرياضيات، اللغة الإنجليزية، العلوم).

وحول طبيعة المواد التعليمية، ستكون عبارة عن بطاقات تعلم ذاتي شبيهة بتلك التي استخدمت فترة التعليم الإلكتروني أثناء جائحة كورونا، وستوزع لاحقا على الطلبة عبر (مراكز الإيواء، المناديب، المخاتير) وغيرهما.

وتركز الخطة التعليمية في أولوياتها على طلبة المرحلة الأساسية الدنيا في طباعة وتوزيع المواد التعليمية عبر المنصات التعليمية والأجهزة الذكية مع إشراك المدرسين بأولياء الأمور في متابعة الدروس والواجبات.

ولضمان ذلك، ستقوم "أونروا" بتعويض نقص المعلمين بدل المتقاعدين والمصابين والشهداء من معلمي الحاسوب والتربية الرياضية والتربية الفنية، كما ستقوم إدارة المدرسة بإعداد جدول يومي للمعلمين؛ لتحديد توقيت تواصل المعلم مع الطلبة وأولياء الأمور.

وبموجب (المرحلة الثانية) التي ستبدأ (من 15 إبريل حتى 15 يوليو) ستشمل الطلبة المترفعين من المرحلة الأولى، والطلبة الذين لم تكن الفرصة مهيأة لهم لالتحاقهم بالفترة الأولى.

وسيتشابه العمل في آلياته بين المرحلتين الثانية والأولى مع إضافة (طلاب الصف الأول الذين سيتم تسجيلهم قبل تاريخ ١٥/ ٤ وفق آلية ستحدد لاحقا).

وخلال منشور عبر منصة "إكس" مطلع سبتمبر/ أيلول الماضي، أفاد المفوض العام لوكالة "أونروا" فيليب لازاريني، بأن أكثر من 70% من مدارس الوكالة في غزة، دمّرت أو تضررت والغالبية منها أصبحت ملاجئ مكتظة بمئات آلاف الأسر النازحة ولا يمكن استخدامها للتعليم.

وذكر لازاريني أن أكثر من 600 ألف طفل في غزة نصفهم كانوا بمدارس الوكالة يعانون صدمة شديدة ويعيشون تحت الأنقاض محرومين من التعليم.

وحذّر من أنه "كلما طالت مدة بقاء الأطفال خارج المدرسة، كلما زاد خطر ضياع جيل".

وطوال أشهر الحرب المتواصلة، تعمدت (إسرائيل) تشويه صورة "أونروا" في مسعى لتبرير استهداف مؤسساتها ومراكزها بما في ذلك التعليمية منها.

ومنذ "حرب الإبادة الجماعية" ضد غزة في السابع من أكتوبر 2023م، استشهد 10 آلاف طالب و400 معلم، وفقًا لوزارة التربية والتعليم.