أكَّد خبير عسكريّ أنَّ استمرار كتائب القسَّام الجناح العسكريِّ لحركة المقاومة الإسلاميَّة (حماس) في استخدام طائرة " الزَّواريّ " الانتحاريَّة بعد أكثر من 14 شهرًا من القتال يعكس مرونة المقاومة الفلسطينيَّة وقدرتها على تطوير تكتيكات عسكريَّة مبتكرة رغم الظُّروف الصَّعبة.
ومساء اليوم، أعلنت كتائب القسَّام الجناح العسكريِّ لحركة حماس، عن استهداف موقع ماجين العسكريِّ الإسرائيليِّ شرق خان يونس جنوب قطاع غزَّة، بطائرة "الزَّواريّ" الانتحاريَّة، موقعه عدد من جنود الاحتلال بين قتيل وجريح.
وقال اللِّواء المتقاعد يوسف الشَّرقاوي لـ "فلسطين أون لاين": "إنَّ هذه الطَّائرة تمثِّل نقلة نوعيَّة في عمليَّات المقاومة، خاصَّة وأنَّها تستخدم لاستهداف مواقع محدَّدة لجيش الاحتلال الإسرائيليِّ بتكاليف منخفضة، ما يجعلها سلاحًا فعَّالاً لاستنزاف العدوِّ عسكريًّا ونفسيًّا".
وبيَّن أنَّ طائرة "الزَّواريّ" الانتحاريَّة تربك خطط جيش الاحتلال، كونها تتجاوز منظوماته الدِّفاعيَّة المعقَّدة وتعتمد على عنصر المفاجأة.
وأضاف: "استخدام هذه الطائرة لاستهداف موقع ماجين العسكري الإسرائيلي، وإيقاع قتلى وجرحى بين جنود الاحتلال، يدل على تطور نوعي في أداء المقاومة. مردفًا: "هذه الهجمات تُضعف الروح المعنوية للجنود الإسرائيليين وتفرض عليهم حالة تأهب دائم، مما يؤدي إلى استنزاف قدراتهم العملياتية والنفسية".
وأوضح الشرقاوي، أن جيش الاحتلال يواجه صعوبة في التعامل مع هذا النوع من الطائرات، لأنها صغيرة الحجم، منخفضة التكاليف، وفعّالة في ضرب الأهداف الدقيقة، موضحًا أن استمرار المقاومة في تطوير واستخدام هذه التقنية يكشف ضعف الاحتلال في التعامل مع تكتيكات جديدة غير تقليدية.
ويرى الشرقاوي، أن استمرار كتائب القسام في استخدام طائرة "الزواري" بعد كل هذه الأشهر من الحرب يرسل رسائل مهمة، منها، قدرة المقاومة على الاستمرار في القتال رغم الحصار والتحديات، ونجاحها في تطوير وسائل قتالية تعوض الفارق الكبير في الإمكانيات العسكرية مقارنة بجيش الاحتلال.
وأضاف: "تُظهر طائرات الزواري أن المقاومة تدرك أهمية الحفاظ على زخم العمليات النوعية. هذا الاستخدام يخلق واقعًا جديدًا في ساحة القتال ويضع الاحتلال أمام معضلة استراتيجية طويلة الأمد".
وفيما يتعلق بتأثير هذه العمليات على سير الحرب، يقول الخبير العسكري إن استمرار المقاومة في تنفيذ عمليات نوعية باستخدام طائرات "الزواري" قد يزيد من الضغط الداخلي والدولي على حكومة الاحتلال، وخصوصًا على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وأوضح: "كلما استمرت هذه العمليات النوعية، زادت كلفة الحرب على الاحتلال من الناحية السياسية والعسكرية. نتنياهو يواجه انتقادات متزايدة بسبب إخفاقه في حسم الصراع، واستمرار المقاومة في توجيه ضربات موجعة يعزز هذا الضغط الداخلي".
وأشار إلى أن هذا النوع من العمليات قد يُسهم في تسريع إنهاء الحرب، لأن الاحتلال لا يستطيع تحمل الخسائر المتزايدة لفترة طويلة دون أن يواجه ردود فعل داخلية وخارجية.
واستخدمت كتائب القسام، طائرة "الزواري" المسيّرة خلال الحرب الأخيرة على غزة، خاصةً في عملية "طوفان الأقصى" التي بدأت في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. هذه الطائرة الانتحارية محلية الصنع سُمّيت تيمناً بالمهندس التونسي محمد الزواري، الذي أسهم بشكل كبير في تطوير الطائرات المسيّرة للمقاومة قبل اغتياله عام 2016.
في بداية عملية "طوفان الأقصى"، أعلنت كتائب القسام عن دخول طائرة "الزواري" الخدمة، ونشرت مشاهد تُظهر استخدامها في التمهيد الناري لعبور المقاومين إلى الأراضي المحتلة. كما استُخدمت الطائرة في استهداف دوريات استطلاع إسرائيلية، حيث أظهرت مقاطع فيديو استهداف دورية تابعة للجيش الإسرائيلي بطائرة "الزواري" في منطقة خانيونس.
تُعد طائرة "الزواري" جزءًا من ترسانة الطائرات المسيّرة لدى كتائب القسام، والتي تشمل أيضًا طائرات مثل "أبابيل1" و"شهاب".
وبدأت "الزواري" مهامها كطائرة استطلاع عام 2015، وظهرت في استعراضات لحركة حماس، بينما كان أول ظهور قتالي لها خلال عملية "طوفان الأقصى".
يُذكر أن محمد الزواري، المهندس التونسي الذي سُمّيت الطائرة باسمه، انضم إلى كتائب القسام عام 2006 وأسهم في تطوير مشروع الطائرات بدون طيار، بما في ذلك طائرة "أبابيل1" التي استُخدمت خلال الحرب مع إسرائيل عام 2014.

