فلسطين أون لاين

في غزَّة.. تحصيلُ رغيف الخبز مهمَّةٌ صعبة تستنزفُ الوقت والمال

...
غزة/ أدهم درويش

على مدار أكثر من ساعتين كاملتين اصطف وسام أبو علي في طابور طويل أمام مخبز العائلات في شارع النصر، غربي مدينة غزة، من أجل الحصول على ربطة خبز واحدة.

يتكرَّر هذا المشهد يوميًا مع أبو علي، في الثلاثينات من عمره، من أجل سدِّ جوع أفراد عائلته النازحة في أحد مراكز الإيواء بمدينة غزة.

يقول لـ"فلسطين أون لاين"، إن "الحصول على رغيف الخبز أصبح مهمة تستنزف الكثير من الوقت".

وأضاف، أن "حالة كبيرة من الازدحام يشهدها المخبز بسبب توافد أعداد كبيرة من المواطنين لطلب الخبز".

وتكتظ مدينة غزة حاليًا بعشرات آلاف المواطنين النازحين من محافظة شمال قطاع غزة بسبب العدوان العسكري الذي بدأه جيش الاحتلال منذ ما يزيد عن 70 يومًا.

وخلق ذلك أزمة اكتظاظ كبيرة أمام المخابز العاملة في مدينة غزة، وهي أربعة فقط في ظل ظروف الحرب الصعبة وما رافقها من حصار مشدد يحول دون إدخال كميات وفيرة من الوقود اللازم لتشغيلها باستمرار.

ويقف مجموعة من الشبان بين المواطنين الراغبين في الحصول على ربطة خبز؛ في محاولة لتنظيم الصفوف ومنع مظاهر الاكتظاظ وللحد من أي إشكاليات قد تنجم عنها.

ولم يحتمل الشاب رمزي أبو سلطان الوقوف كثيرًا في طابور طويل أمام أحد المخابز، وفضَّل أن يصنع الخبز داخل بيته.

مخابز3.jpg

لكنه أفاد لـ"فلسطين أون لاين" أنه يواجه مشكلة كبيرة في توفير الأخشاب لإشعال النيران وتجهيز الخبز لعائلته البالغ عددها 9 أفراد.

وأوضح، أن الحصول على رغيف الخبز أصبح معضلة تستنزف جيوب المواطنين في ظل الظروف المالية الصعبة التي يمر بها الأهالي في قطاع غزة بسبب الحرب وما نتج عنها من تدمير الاقتصاد بغزة.

وهذه المعضلة حسب قوله، ناتجة عن ارتفاع ثمن كيلو الخشب في مدينة غزة، حيث يبلغ حاليًا 4-5 شواكل، وهو ما لا يقدر على شرائه الكثير من المواطنين.

لذلك يلجأ الكثير منهم إلى المخابز العاملة لشراء ربطة زنة 2 كيلوجرام بـ3 شواكل فقط.

ولا يقتصر الطابور أمام المخابز على الرجال فقط، إذ تجد عدد كبير من النساء والأطفال أيضًا.

من بين هؤلاء الطفل محمد أبو ريالة، والذي يقف يوميًا أمام مخبز العائلات لساعات في طابور يكاد ألا ينتهي.

مخابز2.jpg

يأتي أبو ريالة من مخيم الشاطئ، غرب مدينة غزة، لشراء الخبز وبمجرد الحصول على ربطة أو اثتنين يذهب مباشرة لبيعها إلى مواطنين لديهم استعداد لدفع ثمن أكبر من 3 شواكل مقابل الحصول على ربط خبز حتى لا يقفون في الطابور.

ويتجاوز أحيانًا ثمن الربطة الواحدة لدى هؤلاء الباعة 5 شواكل، وقد يصل إلى 7 أو 8 شواكل أحيانًا في حالات الاكتظاظ الكبير.

ويعيد هذا الطفل الكرة عدة مرات طيلة اليوم من أجل تحصيل بضعة شواكل.

ومنذ بدء حرب الإبادة على غزة يوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، استهدف جيش الاحتلال عددًا من المخابز ودمر أجزاء مهمة منها، جعل من استئناف عملها أمرًا صعبًا للغاية، فيما لم يسمح لمخابز أخرى باستئناف عملها وتوفير احتياجات المواطنين من الخبز.
 

المصدر / فلسطين أون لاين