تكثَّفت محاولات الاحتلال "الإسرائيلي" خلال الأيام الماضية عبر حملات دعائية ممولة لاستهداف سكان قطاع غزة، حيث دعاهم للمشاركة في مسيرات معارضة للمقاومة الفلسطينية تحت شعار "مسيرة الحياة". هذه الحملة تزامنت مع الذكرى الـ37 لانطلاقة حركة حماس، إلا أنها باءت بالفشل الذريع ولم تلقَ أي استجابة تُذكر.
ووفقًا لمتابعة منصة "تبيان" للتحقق، ضخ الاحتلال أعدادًا كبيرة من الإعلانات الممولة الموجهة لسكان غزة، مستعينًا بوسائل متعددة مثل: التصاميم المفبركة، الأفلام الوثائقية القصيرة، الأغاني المدبلجة، وحتى توظيف الذكاء الاصطناعي.
ورصدت المنصة ظهورًا دائمًا لهذه الإعلانات في كامل قطاع غزة، سواء أثناء التصفح العادي أو عبر الإشعارات، حيث دعت بعضها المواطنين للتجنيد، وأخرى طالبتهم بتقديم معلومات عن الأسرى لدى المقاومة.
الاحتلال وفشل الدعاية
يرى الكاتب والمحلل السياسي إبراهيم المدهون، أن هذه الحملات الدعائية المكثفة تعكس فشل الاحتلال في تحقيق أهدافه عبر الوسائل العسكرية والدبلوماسية، ما دفعه للاعتماد على الدعاية كملاذ أخير.
وأشار المدهون إلى أن ردود أفعال المواطنين على هذه الإعلانات تعكس وعيًا فلسطينيًا ناضجًا، حيث يدرك سكان القطاع أن الاحتلال الذي يرتكب الجرائم اليومية لن يكون حريصًا على مصلحتهم.
وأضاف المدهون أن استمرار هذه الحملات يفضح تخبط الاحتلال، خاصة بعد فشله في استعادة أسراه عبر العمليات العسكرية أو الضغوط السياسية.
دور منصات التواصل الاجتماعي
أكد مدير مؤسسة "فيميد" للإعلام أهمية تصدي منصات التواصل الاجتماعي لهذه الدعاية الإسرائيلية، مشددًا على أن سماح هذه المنصات ببث مثل هذه الإعلانات يُعد تواطؤًا مع الاحتلال وانتهاكًا للحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني.
ودعا المدهون وزارة الاتصالات إلى حجب الصفحات والمحتوى الذي يُنتجه الاحتلال، مؤكدًا ضرورة حماية الفضاء الرقمي الفلسطيني من أي تدخلات خارجية تؤثر على سكان القطاع.
إصرار المقاومة وصمودها
تشير التقارير الأمنية إلى استمرار عجز الاحتلال عن تحقيق أهدافه الاستراتيجية، بما في ذلك تحرير الأسرى لدى المقاومة. وعلى الرغم من مرور 14 شهرًا على الحرب العدوانية على غزة، لا تزال المقاومة الفلسطينية تحتفظ بزمام المبادرة، وتواصل توجيه ضربات مؤثرة للجيش الإسرائيلي في أكثر من محور.
في ظل هذه المعطيات، يتضح أن الاحتلال يواجه مأزقًا حقيقيًا، حيث لم تنجح حملاته العسكرية ولا الدعائية في كسر إرادة المقاومة أو التأثير على صمود الشعب الفلسطيني.