رأى الخبير في الشأن الاستراتيجي والعسكري من الأردن نضال أبو زيد، أن المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة بعد أكثر من 436 يوماً على حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي، لا تزال قادرة على التكيف مع مسرح عمليات قطاع غزة، مشدداً على أن "القيادة والسيطرة لدى المقاومة متماسكة".
وقال أبو زيد في حديث خاص لموقع "فلسطين أون لاين"، إن المقاومة تقتصر بالجهد من أجل إطالة أمد العمليات العسكرية تحت مُسمى ما يُعرف بـ "حرب الاستنزاف" مع التي تمارسها مع الاحتلال، مشيراً إلى أنه تُريد أن تثبت أنها تستطيع إطلاق الرشقات الصاروخية.
وكانت المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، أطلقت أمس رشقات من القذائف الصاروخية باتجاه مستوطنات "غلاف غزة" المحاذي لحدود القطاع.
وعدّ أبو زيد إطلاق القذائف الصاروخية "مؤشراً على قدرة المقاومة على التماسك وإطلاق القذائف الصاروخية صوب مستوطنات الاحتلال"، مشيراً إلى أن مقاطع الفيديو التي بثتها المقاومة لعملياتها ضد الاحتلال تثبت أنها تمتلك ما يُعرف بـ "القيادة والسيطرة".
وبيّن أن القيادة والسيطرة لدى المقاومة لا تزال موجودة ومتماسكة، معتبراً ذلك "مؤشراً على أن سلسلة القرارات داخل المقاومة لا تزال يُمكن لها الاستمرار بالعمليات العسكرية، في مقابل ذلك الاحتلال بدأ مؤخراً يشهد عمليات إنهاك لقواته المهاجمة في قطاع غزة".
وأضاف "لأول مرة نشهد أن ألوية تابعة للاحتلال تمضي أكثر من ثلاثة أشهر في مناطق القتال في قطاع غزة دون أن يتم استبدالها مثل لواء جفعاتي الذي يقاتل في جباليا شمالي قطاع غزة حتى الآن، وهذا يشير إلى أن الاحتلال لم يعد يملك ترف الخيارات العسكرية ولا الوقت".
وأوضح أن المقاومة اتبعت تكتيك "البحث عن هدف الفرصة"، الذي يعتمد على الكمائن التكتيكية، حيث تنتظر الهدف يأتي لها وليس هي تذهب له، "بالتالي هي ترهق قوات الاحتلال في قطاع غزة"، وفق رأيه.
وتوّقع أن تشهد الأيام القليلة القادمة ارتفاعاً في حدة العمليات العسكرية والمزيد من المقاطع التي تبثها المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة التي تعرض خلالها خسائر الاحتلال، في حين يذهب الاحتلال باتجاه التدمير ورفع مستوى العمليات الجوية تجاه المدنيين والنساء والأطفال، لأن الكل يريد أن يثبت أنه صاحب اليد الطولى.
اتفاق هدنة
ورجح أن تشهد المرحلة القادمة ارتفاعاً في منحنى الصراع في ظل الحديث عن قرب الاتفاق على هدنة مؤقتة.
ووفق أبو زيد، فإن المؤشرات على الأرض تدفع بأن فرص نجاح الصفقة هذه المرّة أقوى من فشلها بسبب خسائر القوى البشرية لدى الاحتلال وحالة الاستنزاف التي تعرضت لها آلياته والانهاك الذي أصاب الجيش وتراجع الحالة الاقتصادية داخل المجتمع الإسرائيلي، وتصاعد الخلافات بين الجنرالات والسياسيين.
وأوضح أن الاحتلال يريد الترويج إعلاميا أنه ذهب باتجاه هدنة لإطلاق سراح الأسرى وليس وقف إطلاق نار نهائي، لافتاً إلى أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو لا يستطيع المراوغة في الوقت الراهن بشأن اتفاق التهدئة بعد الاستنزاف الذي أصاب جيشه.