فلسطين أون لاين

عمليات عسكرية أكثر خطورة...

يديعوت: نقص المعدَّات والهندسيَّين يجبر الجيش على الاستعانة بـ "مقاولين مدنيِّين" بغزَّة

...
يديعوت: نقص المعدَّات والهندسيَّين يجبر الجيش على الاستعانة بـ "مقاولين مدنيِّين" بغزَّة
ترجمة خاصة/ فلسطين أون لاين

ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، اليوم الأحد، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يعتمد بشكل متزايد على "مقاولين مدنيين" لتنفيذ مهام هندسية في مناطق القتال، وسط نقص حاد في الأفراد والمعدات الهندسية. هذا الوضع يسلط الضوء على التحديات التي تواجه الاحتلال في إدارة عملياته عبر جبهات متعددة.

وأوضحت الصحيفة أن المهام الموكلة لهؤلاء المقاولين تشمل هدم المباني في قطاع غزة، وإزالة التحصينات العسكرية في لبنان، وبناء المتاريس على الحدود مع سوريا.

وأكدت مصادر عسكرية إسرائيلية، أن الجيش يخطط لإضافة كتيبة هندسية قتالية جديدة لتعويض النقص الحالي، إلا أن هذا الإجراء يُعتبر غير كافٍ لتلبية الاحتياجات المتزايدة.

وأشارت الصحيفة إلى، أن مئات الجرافات العسكرية الإسرائيلية تضررت أو خرجت من الخدمة خلال العمليات الأخيرة، بما في ذلك الجرافات المدرعة من طراز D9. الأمر الذي دفع الجيش إلى استئجار معدات من شركات مدنية والاستعانة بمشغليها لتنفيذ المهام الهندسية.

في قطاع غزة، يعمل "المقاولون المدنيون" تحت إشراف ضباط الجيش لتنفيذ مهام مثل هدم المباني في مناطق القتال، وحفر الأنفاق، وإزالة الأنقاض. وتتم هذه الأعمال خلال النهار فقط، تحت حماية قوات الاحتلال، بينما يُطلب من المقاولين مغادرة المناطق ليلاً.

وفي لبنان، استُخدم المقاولون لإزالة الأشجار الكثيفة التي تخفي بنى تحتية عسكرية تابعة لحزب الله، بينما كُلفوا في سوريا بتنفيذ عمليات حفر وبناء لتحصين الحدود.

وأشارت "يديعوت أحرونوت" إلى، أن هذا التحول نحو الاستعانة بالمدنيين جاء بسبب نقص الكوادر الهندسية بالإضافة إلى تأخر تسليم شحنة مكونة من 132 جرافة طلبتها إسرائيل من الولايات المتحدة، نتيجة قيود غير معلنة فرضتها وزارة الخارجية الأمريكية.

من جانبهم، أعرب بعض المقاولين عن مخاوفهم من المخاطر العالية لهذه المهام، خاصة مع العمل قرب خطوط المواجهة. وذكر أحدهم أن تعليمات السلامة تُقدَّم لهم يومياً قبل بدء العمل، لكنهم غالباً ما يفتقرون إلى معدات الحماية الشخصية، مثل الخوذ والألبسة الواقية، بسبب طبيعة العمل الشاقة.

كما أفادت الصحيفة بمقتل أحد المقاولين المدنيين، ليورون يتسحاق، أثناء عمله في غزة العام الماضي، ما أثار جدلاً حول ضرورة اعتباره "قتيل عسكري".

وادعى جيش الاحتلال أن استخدام "المقاولين المدنيين" يمنحه مرونة أكبر، نظراً لما يملكونه من خبرة هندسية ومعدات ثقيلة، مشيراً إلى أن هذه المهام ليست "أعمال بناء عادية"، بل تندرج ضمن العمليات العسكرية الأكثر خطورة.