أكد الباحث المتخصص في شؤون القدس فخري أبو دياب، أن الاحتلال الإسرائيلي يستغل انشغال العالم بحرب غزة لتمرير المزيد من المخططات الهادفة إلى تهويد مدينة القدس المحتلة والمسجد الأقصى.
وبين أبو دياب لـ"فلسطين أون لاين" أن الاحتلال يعمل بقوة من أجل حسم موضوع القدس، وهو يسابق الزمن لتغير المشهد في المدينة وتغيير هويتها وفرض وقائع تهويدية عليها بمزيد من مشاريع الهدم والتهجير وإحلال المستوطنين.
ونبَّه إلى أن سلطات الاحتلال وأذرعه الأمنية والعسكرية والاستيطانية تسعى إلى تغير التركيبة السكانية في القدس لصالح المستوطنين، بدلالة تصاعد الانتهاكات خاصة بعد اندلاع معركة طوفان الأقصى يوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وهي تستغل ذلك لتغير هوية العاصمة الفلسطينية.
وأشار إلى أن المسجد الأقصى كان له نصيب الأسد من انتهاكات الاحتلال والمستوطنين ومحاولات التهويد وفرض وقائع جديدة.
وأضاف أبو دياب: أن الأقصى يتعرض لمخططات تهدف إلى إحداث تغير تاريخي وديني بداخله في ظل حكومة متطرفة تسخر كل الإمكانيات لتنفيذ أجندتها وتتمثل بتقسيم الأقصى وتفريغه من المسلمين وزيادة أعداد المقتحمين اليهود لتكريس الوجود اليهودي.
ولفت إلى أن هذه الانتهاكات تأتي نتيجة اعتبار اليمين الإسرائيلي وحكومة الاحتلال المتطرفة، المسجد الأقصى مكان عبادة لليهود وليس مكان مخصص لعبادات المسلمين، وتتعامل معه على أنه كنيس يهودي يؤدي المستوطنين في ساحاته الطقوس التلمودية.
ورافق ذلك -والقول لأبو دياب- تصاعد كبير في وتيرة انتهاكات المستوطنين كجزء من محاولة تهيئة المنطقة والمسجد الأقصى لما يسمى مرحلة "الهيكل" المزعوم، في وقت تستمر فيه الحفريات والأنفاق التي تشكل خطرًا على الأقصى والهادفة أساسًا إلى هدمه وإقامة ما يسمى "الهيكل" على أنقاضه.
وبيّن أبو دياب أن الاحتلال يسمح فقط للفلسطينيين بالإقامة على 13 بالمئة من مجمل مساحة مدينة القدس، في واحدة من أبرز أساليبه لتغير الطابع الديمغرافي في القدس لصالح المستوطنين.
وأوضح أن الاحتلال مثلما يمارس الهدم بحق منازل المقدسيين فهو يستهدف بهذه السياسة مشاريعهم التجارية لإفقاد المواطن المقدسي أمنه الاجتماعي والاقتصادي وقطع الأرزاق ودفعهم المقدسيين إلى العمل خارج مدينة القدس وإجبارهم على الرحيل لاحقًا.
من جانب آخر، أكد أن الإدارات الأمريكية السابقة واللاحقة تتبع سياسة واحدة عنوانها توفير الدعم اللازم لكيان الاحتلال وإمداده بمقومات القوة والبطش والتهجير والطرد ضد الشعب الفلسطيني.
وتوقع أن تزداد ضغوط الاحتلال على المقدسيين بحلول إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب للبيت الأبيض، وهو الذي زعم في ولايته السابقة أن القدس المحتلة "عاصمة أبدية لـ(إسرائيل)".
وأكد أن عدوان الاحتلال على أهالي القدس شهد تصاعدًا كبيرًا منذ 7 أكتوبر 2023، وهو يتبع سياسة انتقام ضد المقدسيين لمنع تضامنهم بأي شكل مع غزة ضد ما يرتكبه من مجازر بحق المدنيين.
وبين الباحث في شؤون القدس أن بلدية الاحتلال في القدس هدمت 364 منزلاً في القدس على الأقل منذ بداية 2024، وتدعي أن 22500 منزل غير قانوني أي أنها لم تحصل على تراخيص بناء، وهذا يعني أن جميعها مهددة بالهدم في أي لحظة.
وحذر من أن مخطط ضم أجزاء واسعة من الضفة الغربية لكيان الاحتلال يترتب عليه تداعيات خطيرة على القدس تتمثل بانتزاعها من حاضنتها الفلسطينية والوطنية بمزيد من الفواصل الجغرافية ما يجعل العاصمة الفلسطينية في عزلة اقتصادية واجتماعية أكبر من أي وقت مضى.
"وذلك ضمن مساعي (إسرائيل) لإجهاض أي محاولة سياسية لتأسيس دولة فلسطينية مستقبلية" وفق أبو دياب.