هدمت قوات الاحتلال "الإسرائيلي"، صباح اليوم الثلاثاء، خيام أهالي قرية العراقيب مسلوبة الاعتراف والمهددة بالاقتلاع والتهجير في النقب.
واقتحمت آليات وجرافات الاحتلال العسكرية القرية، بحماية قوات من الشرطة والوحدات التابعة لها، وشرعت في هدم الخيام، فيما احتجزت مختار القرية الشيخ صيّاح الطوري ونجله عزيز الطوري.
وتحاول قوات الاحتلال، عبر عمليات الهدم المتواصلة، دفع أهالي القرية للإحباط واليأس، وتهجيرهم من أراضيهم.
وأشارت مصادر صحفيةـ إلى أن الاحتلال هدم قرية لعراقيب للمرة ال233 على التوالي خلال 14 عامًا.
وهدم الاحتلال بيوت القرية المبنية من الخشب والبلاستيك والصفيح أول مرة في يوليو/ تموز 2010.
وذكرت مصادر محلية، أن نحو 22 عائلة تقطن منازل العراقيب، وفي كل مرة يعيد الأهالي بناء القرية بعد هدمها.
وتقع قرية العراقيب في بادية منطقة النقب داخل أراضي فلسطين المحتلة، وتحديدا شمال مدينة بئر السبع. تمتد أراضي القرية على مساحة 1050 دونما، وتبعد عن مدينة القدس نحو 110 كلم إلى الجنوب منها.
وقال سكان العراقيب، إن قريتهم أنشئت منذ مئات السنين، وإنهم يملكون وثائق "طابو" (شهادات ملكية للأرض) صادرة أيام الحكم العثماني، ويستدلون على ذلك بأن مقبرة القرية يعود وجودها إلى بداية القرن التاسع عشر الميلادي.
وحين احتلت "إسرائيل" منطقة النقب -التي تمثل نحو نصف مساحة فلسطين التاريخية- في عام 1949، أصبحت العراقيب واحدة من 45 قرية عربية في النقب لا تعترف بها "إسرائيل"، وتحرمها من الخدمات الأساسية كالتعليم والصحة والماء والكهرباء والاتصالات، باعتبارها "قرى غير قانونية".
وتعمل السلطات "الإسرائيلية" على هدم هذه القرى وتجميع سكانها في ثمانية تجمعات أقامتها لهذا الغرض، بناء على قرار اتخذته المحاكم "الإسرائيلية" عام 1948 بأنه "لا ملكية للبدو في أرضهم"، رغم أن إجمالي سكان هذه القرى نحو 90 ألف نسمة، ومعظمها قائم قبل قيام الاحتلال.