للعام الثاني على التوالي تفقد خزينة الاحتلال رافدًا ماليًا مهمًا وهو قطاع السياحة خاصة في هذا الوقت الذي اعتادت فيه شركات السياحة والسفر والفنادق أن تشهد نشاطًا مكثفًا في احتفالات الأعياد المسيحية والعام الجديد.
ويعد قطاع السياحة لدى الاحتلال، واحداً من القطاعات الاقتصادية الحيوية، ويُشكل رافداً أساسياً للموازنة حيث تقدر إيرادات قطاع السياحة بـ2 مليار دولار سنوياً.
.
وأوضح الاختصاصي الاقتصادي د. ثابت أبو الروس، أن عدد الوافدين السياح انخفض إلى النصف في العام الحالي مقارنة بالعام 2023 والذي سجل قدوم 19 مليون سائح.
وأضاف أبو الروس، أن خسائر قطاع السياحة سجلت 5 مليار دولار منذ بداية الحرب وهذا تسبب في انخفاض عملة الدولار الأمريكي لدى الخزينة "الاسرائيلية" مما ترك تأثيره السلبي على عملة الشيكل.
ونوّه، إلى رفض شركات الطيران الدولية توجيه رحلاتها إلى الاحتلال بسبب ارتفاع معدل الخطورة على الطائرات والمسافرين على الرغم من الاطمئنان "الإسرائيلي" .
وذكر الاختصاصي ان قطاع السياحة والفندقة يعيش حالة من التخبط والعزوف لاسيما الشركات التي تعمل في هذا المجال وهي تتعرض لانتكاسة ثانية الاولى في أعقاب تفشي جائزة كورونا والثانية مع الحرب الحالية.
وأشار إلى تأثر قطاعات أخرى مرتبطة بالقطاع السياحي مثل شركات النقل و الاسواق ومحال بيع الهدايا التذكارية والفنادق والمصارف وغيرها.
وبيّن أبو الروس أن شركة العال "الإسرائيلية" حقَّقت أرباحًا خلال فترة الحرب ليس باستقبال السائحين وإنما ، بسبب الهجرة العكسية إلى الخارج.
وحديث أبو الروس ينسجم مع الأرقام الرسمية التى اظهرت مُغادرة نحو 300 ألف مستوطن "إسرائيلي" إلى دول أخرى، خلال الحرب.
ومن شركات الطيران العالمية التي علقت رحلاتها الى الاحتلال «دلتا»، و«يونايتد»، و«لوفتهانزا»، وشركات أمريكية وأوروبية وآسيوية أخرى.
ومنذ السابع من أكتوبر، تحولت الفنادق لدى الاحتلال إلى ملاذ للمستوطنين "الإسرائيليين" الفارين من تخوم قطاع غزة وارتفعت أعدادهم في أعقاب توسع الحرب بين الاحتلال وحزب الله اللبناني.
وخلال العامين السابقين، أجبرت حكومة الاحتلال على تحمل التكلفة المالية للنزلاء مما أثر على الإيرادات الحكومية فبدلًا من أن تحصل على إيراد السياحة الوافدة إليها تضطر في هذه الظروف إلى الإنفاق.
ومن جهته، بيَّن الاختصاصي الاقتصادي أحمد أبو قمر أن قطاع السياحة يأتي في المرتبة الثالثة بعد قطاعي الهايتك والصناعة من حيث الأهمية الاقتصادية لدى الاحتلال .
ودلَّل أبو قمر على ذلك بتراجع الإقامات داخل الفنادق "الإسرائيلية" من 7. 5 مليون شخص إلى 1. 5 مليون شخص.
وأشار، إلى انخفاض عدد المسافرين عبر مطار بن غريون الرئيسي بنسبة 43%منذ بداية الحرب.
ونوَّه المحلل الاقتصادي إلى أن تأثر قطاع السياحة ترك تداعيات وخيمة على خزينة الاحتلال، التي خسرت تدفق الدولار، وأبقت على التضخم الكبير في عُملة الشيكل.
وحسب البيانات تكبد قطاع السياحة في دولة الاحتلال خسارة بلغت 19.5 مليار شيكل خلال سنة من العدوان على قطاع غزة وتداعياته في المنطقة، وفق ما ذكرت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية.
وبلغت الخسائر في قطاع السياحة الدولية 18.7 مليار شيكل فيما سجّلت خسائر في قطاع السياحة الداخلية بلغت 756 مليون شيكل ، وخاصة في شمال دولة الاحتلال، وفق الأرقام التي نقلتها الصحيفة عن وزارة السياحة "الإسرائيلية".
وبحسب تقرير أصدرته جمعية الفنادق "الإسرائيلية" فإن 90 فندقًا أغلق بسبب الحرب وأن الأشهر المقبلة ستشهد إغلاقات إضافية.