قائمة الموقع

فيديوهات الأسرى الإسرائيليين.. ضغط المقاومة المتزايد على الساحة الإسرائيلية

2024-12-08T14:03:00+02:00
فلسطين أون لاين

تشكل مقاطع الفيديو المسجلة التي تبثها كتائب القسام للأسرى الإسرائيليين في غزة، ضغطا سياسيا "كبيرا" على رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والمؤسسة الأمنية العسكرية.

ويتوقع مراقبون سياسيون أن تحدث مقاطع الفيديو المتتالية للأسرى الإسرائيليين بعضهم ذو الجنسية الأمريكية "أثرا عميقا" في هذا الوقت داخل الساحتين الإسرائيلية والأمريكية، واصفين ذلك بـ"بتفوق المقاوم المفاوض" في رسائله وأدواته.

وأجمعوا أن تراكم هذه الرسائل المرئية الواردة بين الحين والآخر ستزيد من المطالبات الشعبية لوقف الحرب وإبرام صفقة تبادل خاصة في ظل تصاعد الانتقادات لـ"نتنياهو" الذي يواجه أيضا محاكمة بملفات فساد متعددة.

وفي أحدث هذه المقاطع، أمس، ظهر متان تسانجاوكر الأسير في غزة منذ أكثر من 420 يوما، منتقدا بشكل حاد حكومة "نتنياهو"، محملا إياه المسؤولية المباشرة عن استمرار احتجازهم حتى اللحظة.

ووجه تسانجاوكر نداء إلى الإسرائيليين للتحرك لإنهاء معاناة الأسرى، قائلا: "أرجو منكم أن تخرجوا للتظاهر أمام بيت رئيس الوزراء، وألا تتركوه ينام ولو لدقيقة.. نحن نعاني، ومن الأجدر أن يعاني هو وعائلته مثلنا".

وبثت كتائب القسام، الأسبوع الماضي، مقطع فيديو للأسير الإسرائيلي الذي يحمل الجنسية الأمريكية عيدان إلكسندر، ووجه خلالها رسالة لـ"نتنياهو".

وقال فيها: "سمعتك تتحدث للإسرائيليين وفي الأخبار وأنا محبط، سمعت أنك ستعطي خمسة ملايين دولار لمن يعيد الأسرى أحياء .. من المفترض أن يحمي رئيس الوزراء مواطنيه وجنوده وأنت أهملتنا".

وأكد إلكسندر أن حراسه أخبروه بالتعليمات الجديدة، في حال وصول قوات الجيش إليهم، والخوف في ذروته "ونحن نموت ألف مرة في كل يوم يمر علينا، ولا أحد يشعر بنا.. لا تهملونا، نحن نريد أن نعود بعقل كامل إلى البيت".

"إنقاذ أمريكي"

وأكد المختص في الشأن الإسرائيلي عمر جعارة أن مقاطع الفيديو السابقة أوقعت "أثرا كبيرا جدا" على المجتمع الإسرائيلي وعائلات الأسرى خاصة.

وذكر جعارة في حديثه لـ"فلسطين أون لاين" أن هذه المقاطع ذات رسائل عسكرية وسياسية، أبرزها: فشل الجيش بالوصول للأسرى الإسرائيليين في غزة رغم استخدام جميع الوسائل والأدوات العسكرية، وأخرى أنه لا إفراج عنهم إلا بصفقة تبادل وفق شروط المقاومة.

وأشار إلى الأثر العسكري الآخر لهذه الفيديوهات على طبيعة الخلافات بين "نتنياهو" والجيش الذي يحمّل الأخير المسؤولية عن إضاعة الفرص المتكررة لاستعادة الأسرى من غزة.

واستدل بنجاح رسائل المقاومة على الساحة الإسرائيلية من خلال هجوم وسائل الإعلام العبرية على مقاطع الفيديو عبر وصفها بـ"الإرهاب النفسي" الذي تشنه حماس ضد عوائل الأسرى الإسرائيليين.

وتوقع أيضا ضغط إدارة الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب على "نتنياهو" للذهاب نحو صفقة أو اتفاق لوقف إطلاق نار في غزة لإنقاذ الأسرى ذو الجنسية الأمريكية وإنقاذ (إسرائيل) من "وحل غزة".

وأكد جعارة أن هناك مؤشرات عملية على هزيمة الاحتلال في غزة، أولها ارتفاع الخسائر الإسرائيلية أمام المقاومة، وثانيها عدم قدرة الجيش من تحقيق أهدافه العسكرية والقضاء على حماس.

توقيت ودلالات

وبحسب الخبير في الشأن الإسرائيلي مهند مصطفى فإن مقاطع الفيديوهات المنشورة أخيرة "أضحت ذات أثر كبيرا جدا" مقارنة بالسابق.

واستدل مصطفي في مداخلة تلفزيونية باهتمام وسائل الإعلام العبرية بهذه المقاطع وإتاحتها للجمهور وتحليلها الأمر الذي أسهم في تعزيز الرأي العام الإسرائيلي.

وأشار إلى أن رسالة الأسير تسانجاوكر التي تضمنت دعوة إلى التظاهر ضد "نتنياهو" تعكس انسجاما مع المزاج العام داخل المجتمع الإسرائيلي الذي يحمّل رئيس الوزراء مسؤولية تأخير صفقة تبادل الأسرى.

ولفت إلى أن والدة تسانجاوكر هي من تقود حركة الاحتجاج الإسرائيلية ضد الحكومة، ولعبت دورا محوريا في هذا السياق، وسبق أن هاجمت وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير، متهمة إياه بالتضحية بابنها لتحقيق أهداف سياسية.

ومن وجهة نظر، الخبير السياسي ساري عرابي فإن توقيت الفيديو يعكس إستراتيجية مدروسة من كتائب القسام لإرسال رسائل متعددة الاتجاهات.

وأوضح عرابي أن فيديو "متان" يتقاطع مع تسجيل سابق للأسير عيدان إلكسندر، مشيرا إلى أن الرسائل الموجهة من الأسرى الإسرائيليين الشباب تستهدف كشف زيف ادعاءات "نتنياهو" حول وجود خطط بديلة للإفراج عنهم.

وذكر أن تصريحات "متان" بشأن التعليمات الجديدة التي تشمل تهديدات بقتلهم إذا اقترب جنود إسرائيليون منهم، تعكس موقف القسام الحازم تجاه محاولات الإنقاذ العسكري.

وأشار عرابي إلى أن هذه التسجيلات تُظهر استمرار قدرة القسام على قيادة المعركة النفسية، مما يعزز موقفها التفاوضي في أي صفقة محتملة.

وبحسب وكالة "رويترز" فإن كتائب القسام حددت تعليمات جديدة لحراس الأسرى الإسرائيليين في حال اقتراب جيش الاحتلال من أماكن احتجازهم.

وذكرت أن التوصيات هي التشديد في ظروف حياة الأسرى، تفعيل أوامر التحييد  كرد فوري وسريع على أية مغامرة من قبل الاحتلال.

ومنتصف الأسبوع الماضي، أعلنت حماس أن 33 أسيرا إسرائيليا محتجزين لديها قُتلوا منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، وأكدت أن معظمهم قضوا بقصف جيش الاحتلال على مناطق مختلفة من القطاع.

وتكرارا، أكدت حماس أن أي اتفاق لتبادل الأسرى يجب أن يتحقق وفق شروط المقاومة.

اخبار ذات صلة