أعلنت المعارضة السورية المسلحة سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، ودخول قواتها إلى العاصمة دمشق، فجر اليوم الأحد، وذلك بعد نحو أسبوعين على إطلاق معركة "ردع العدوان".
وبثت فصائل المعارضة السورية على القنوات التلفزيونية الرسمية بيانها الأول، معلنة "تحرير مدينة دمشق" و"إسقاط بشار الأسد" و"إطلاق سراح جميع المعتقلين في السجون".
وقرأ رجل يحيط به عدة أشخاص على الهواء مباشرة ما وصفه بـ"البيان رقم 1"، قائلا "تم بحمده تعالى تحرير مدينة دمشق وإسقاط بشار الأسد وإطلاق سراح جميع المعتقلين المظلومين من سجون النظام".
وأضاف أن "غرفة عمليات فتح دمشق تهيب بالإخوة المواطنين والمقاتلين الحفاظ على جميع ممتلكات الدولة السورية الحرة"، مختتما البيان بالقول "عاشت سوريا حرة أبية لكل السوريين ولجميع أطيافهم".
وكان مقاتلو الفصائل المعارضة قد دخلوا العاصمة السورية دمشق فجر اليوم الأحد، وسيطروا على جميع المؤسسات الحيوية فيها، كبناء التلفزيون الرسمي ومطار دمشق الدولي، وسط أنباء عن مغادرة الرئيس الأسد للبلاد.
وكان رئيس الوزراء السوري محمد غازي الجلالي أعلن في وقت سابق اليوم أنه ما زال في دمشق وأنه مستعد للتعاون مع "أي قيادة يختارها الشعب"، مشيرا إلى أن حكومته ستقدم كل التسهيلات الممكنة من أجل الحفاظ على مرافق العامة للدولة.
وخرج السوريون إلى شوارع العاصمة دمشق، وارتفعت أصوات الرصاص في عموم العاصمة وعلى مداخلها وكافة محاورها احتفالا بسقوط نظام الرئيس بشار الأسد.
واحتضنت ساحة الأمويين في وسط العاصمة دمشق جزءا من هذه الاحتفالات التي امتدت أيضا إلى محيط مبنى الإذاعة والتلفزيون بالتزامن مع فرار قوات الجيش والأمن من مقرات عدة أبرزها قيادة الأركان ووزارة الدفاع بالعاصمة.
وأفادت تقارير إعلامية أن الكثير من جنود الجيش السوري غادروا مواقعهم العسكرية وتركوا المقرات دون أي حماية. ومن أبرز المواقع التي أخليت مقرات الاستخبارات العسكرية ومبنى قيادة الأركان في ساحة الأمويين".
وقال عدد من سكان دمشق إن الشوارع أخليت من عناصر القوات الحكومية وإن احتفالات تجري في الكثير من عموم العاصمة احتفالا بسقوط النظام بعد أنباء عن مغادرة الرئيس بشار الأسد".
وأضاف السكان أن "عددا من السيارات تجوب الشوارع ويعتقد أنها لمسلحي الفصائل بعد دخولهم إلى العاصمة".
مصير بشار الأسد
إلى ذلك، تضاربت الأنباء حول مصير رئيس النظام السوري بشار الأسد، بعد أن فقد السيطرة على العاصمة دمشق بدخول فصائل المعارضة المدينة.
ونقلت وكالة رويترز عن مسؤولين سوريين رفيعي المستوى أن الرئيس بشار الأسد غادر دمشق إلى وجهة غير معلومة.
وأوضحت أن ضابطين كبيرين بالجيش السوري أكدا لها أنه غادر على متن طائرة إلى وجهة لم يتم الكشف عنها.
وتناقلت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، ادعاءات حول مغادرة بشار الأسد على متن طائرة من دمشق إلى مدينة اللاذقية.
وذكرت مواقع تتبع الرحلات الجوية على شبكة الإنترنت، أن الطائرة التي يعتقد أنها تقل بشار الأسد شوهدت آخر مرة في سماء غرب حمص بعد إقلاعها من مطار دمشق الدولي، لكنها فُقدت لاحقا من شاشات الرادارات.
وادعت تلك المواقع أن الطائرة انخفضت إلى ارتفاع 1600 قدم، وقامت بحركات غير عادية قبل أن تختفي من شاشات الرادار.
تحرير سجناء
وفي تطور آخر، أفادت المعارضة المسلحة -فجر اليوم الأحد- بفتح أبواب سجن صيدنايا العسكري الواقع قرب دمشق وهو من الأكبر في سوريا والمعروف بكونه مركزًا للتعذيب في ريف دمشق بعد اقتحامه.
وقالت المعارضة فجر اليوم، إنها اقتحمت سجن صيدنايا ونجحت في تحرير الأسرى لتنهي "عصر الظلم".
وفي 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، اندلعت اشتباكات بين قوات النظام السوري وفصائل معارضة، في الريف الغربي لمحافظة حلب.
واستطاعت الفصائل بسط سيطرتها على مركز مدينة حلب في 30 نوفمبر/تشرين الثاني، وعلى محافظة إدلب (شمال غرب) بشكل كامل.
والخميس، طردت الفصائل قوات النظام خارج محافظة حماة وسط البلاد، عقب اشتباكات عنيفة بين الجانبين.
ومساء الجمعة، بسطت فصائل المعارضة السورية، سيطرتها على مركز محافظة درعا المحاذية للحدود الأردنية، عقب اشتباكات مع قوات النظام في المحافظة، التي تعتبر مهد الانتفاضة الشعبية ضد النظام عام 2011.