فلسطين أون لاين

"رغم مرور 14 شهرًا على الحرب"

كيف يؤثر استمرار عمليات المقاومة على الجبهة الداخلية "الإسرائيلية"؟ خبير عسكري يُجيب

...
كيف يؤثر استمرار عمليات المقاومة على الجبهة الداخلية "الإسرائيلية"؟ خبير عسكري يُجيب
دير البلح- عبد الله يونس

أكد الخبير العسكري اللبناني العميد يوسف الجدم، أن استمرار عمليات المقاومة الفلسطينية ضد جيش الاحتلال "الإسرائيلي"، رغم مرور أكثر من 13 شهرًا على بدء الحرب، يُشكّل ضغطًا نفسيًا وعسكريًا كبيرًا على الجبهة الداخلية "الإسرائيلية".

وتحدث الجدم لـ"فلسطين أون لاين" عن سلسلة الكمائن الأخيرة التي نفذتها كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس في رفح جنوب قطاع غزة والتي وصفها بأنها "ضربات مركزة وإبداع تكتيكي".

وبثت كتائب القسام، مشاهد لعملية "الانتقام لدماء السنوار"، التي تضمنت 3 كمائن نفذها مقاتلوها في 24 نوفمبر الماضي بحي الجنينة شرق رفح، مستهدفة جنود الاحتلال وآلياته.

وشملت العملية استهداف جرافتين عسكريتين "دي 9"، ناقلتي جند، ودبابة "ميركافا" بقذائف "الياسين 105"، إضافة إلى قصف مبنى يتحصن فيه جنود إسرائيليون بقذيفة مضادة للأفراد.

وكانت القسام قد نشرت سابقًا مشاهد من الكمينين الأول والثاني، تضمنت قنص جنود واستهداف آليات الاحتلال بقذائف مضادة للدروع.

وأوضح الجدم، أن استمرار بث هذه المشاهد "للمجتمع الإسرائيلي" يعزز من تآكل الشعور بالأمن، وقال: "استمرار هذه العمليات يرسخ لدى المجتمع الإسرائيلي شعورًا بفقدان الأمن، وهو ما يؤثر على الحياة اليومية ويزيد من القلق والخوف".

وأشار إلى أن هذه العمليات تساهم في زيادة السخط بين "الإسرائيليين" مع استمرار الحرب دون تحقيق انتصار حاسم، مما يؤدي إلى تصاعد الانتقادات للقيادتين السياسية والعسكرية الإسرائيلية

وبيَّن الجدم أن هذه العمليات ترهق الألوية والكتائب العسكرية العاملة في ميدان المعركة وتبقي جنودها في حالة استنفار وحذر مستمر الأمر الذي يسبب التوتر والاكتئاب بين أولئك الجنود.

ورأى أيضًا أن هذه العمليات تستنزف الموارد العسكرية والبشرية الإسرائيلية، "العمليات المستمرة للمقاومة تُجبر الجيش على تخصيص قوات وموارد كبيرة على جبهة غزة، ما يؤدي إلى استنزاف قدراته في باقي الجبهات".

وتابع الجدم: "إن استمرار وقوع الخسائر في الأرواح والمعدات في الجيش وفشله في القضاء على المقاومة أو تحقيق أهداف استراتيجية واضحة، يُضعف معنويات الجنود".

ولفت النظر إلى أن القدرة على استمرار المقاومة لفترة طويلة تُظهر قصور الخطط العسكرية الإسرائيلية وتُبرز نقاط ضعف الجيش، خصوصًا أمام العمليات النوعية مثل الكمائن وتدمير الآليات.

وأكد الخبير العسكري اللبناني، أن استمرار المقاومة رغم الظروف الصعبة والحصار يُظهر للعالم أن الشعب الفلسطيني لن يستسلم، وهو ما يؤثر على صورة دولة الاحتلال دوليًا ويزيد من الضغوط عليها.

وأضاف أن استمرار العمليات العسكرية الفلسطينية يحفز الشعوب العربية والإسلامية، ويلهم الشعوب ويؤكد إمكانية التصدي لـ(إسرائيل) عسكريًا.

ورأى الجدم أن استمرار هذه العمليات يحمل انعكاسات على المدى البعيد، أهمها زيادة الانقسامات داخل دولة الاحتلال، خصوصا بين الأحزاب السياسية، وداخل الجيش نفسه.

ونوه إلى أن المقاومة تستنزف بشكل مستمر الاقتصاد الإسرائيلي، وقال: " الحرب الطويلة تُكلف الاقتصاد الإسرائيلي مليارات الدولارات، مما يضيف عبئًا على الحكومة والمجتمع".

المصدر / فلسطين أون لاين