كشفت تحقيق أجراه موقع "ميدل ايست آي"، عن تورط جديد لشركة "جوجل"، في دعم الإبادة الجماعية في قطاع غزة، عبر السماح لمواظفيها بتقديم التبرعات للجمعيات الخيرية المؤيدة للاحتلال الإسرائيلي، بما في ذلك منظمات تدعم جنود الاحتلال المشاركين في العمليات في غزة، وأخرى تعمل على تعزيز النشاطات الاستيطانية في الضفة الغربية.
وأوضح التقرير، شركة جوجل قامت بمطابقة التبرعات التي يقدمها موظفوها في جميع أنحاء العالم إلى الجمعيات الخيرية المؤيدة لإسرائيل في الولايات المتحدة، بما في ذلك جمعية تدعم الجنود الإسرائيليين الذين يقاتلون في غزة، ومجموعة مسيحية صهيونية تهدف إلى مساعدة إسرائيل في "استعادة" الضفة الغربية.
وتعرف مطابقة التبرعات بأنها مبادرة تبرعات مؤسسية تقوم فيها الشركات بمضاهاة التبرعات الخيرية التي يقدمها موظفوها؛ فعندما يتبرع موظف لمنظمة غير ربحية، فإنه يقدم طلبًا إلى صاحب العمل؛ ثم تقوم الشركة بعد ذلك بتقديم تبرعها الخاص إلى نفس المنظمة.
وتظهر صفحات ويب داخلية مسربة اطلع عليها موقع "ميدل إيست" آي أن جوجل ساعدت في تسهيل التبرعات لمنظمة غير ربحية تسمى أصدقاء قوات (الدفاع) الإسرائيلية (FIDF) ومنظمة HaYovel، وهي منظمة ترسل متطوعين للعمل في المزارع في المستوطنات غير القانونية على الأراضي الفلسطينية المحتلة.
ومؤسسة FIDF، التي يقع مقرها في مدينة نيويورك، هي منظمة مسجلة غير ربحية تدعم الجنود والمحاربين القدامى الإسرائيليين.ويشمل عملها تمويل "برامج للجنود المقاتلين تهدف إلى تخفيف الضغوط المالية، أو انعدام الأمن الاقتصادي، أو التشتيت، مما يسمح لأذهانهم بالتركيز بشكل كامل على المهام العسكرية المعقدة في متناول اليد".
ويقدم اتحاد الدفاع عن الفيلق أيضًا مخطط "تبني لواء"، والذي يسمح للمؤيدين بالتبرع لوحدات عسكرية محددة من خلال قسائم غذائية ومنح وصندوق تقديري للقائد يوفر "الرعاية للصحة العاطفية لجنوده". ويدعم جيش الاحتلال الإسرائيلي وحدات مثل لواء غولاني، ولواء الممرات الحديدية، وفيلق الاستخبارات القتالية، ولواء المظليين، وسربين شياطيت 3 ودبوريم التابعين للبحرية.
ويأتي الجدل حول تبرعات الموظفين للمنظمات المؤيدة لإسرائيل في الوقت الذي تواجه فيه شركة التكنولوجيا العملاقة أسئلة جديدة حول عمل "مشروع نيمبوس" للجيش الإسرائيلي
وتواجه جوجل بالفعل ضغوطا متزايدة من العديد من موظفيها بسبب علاقاتها بإسرائيل من خلال مشروع نيمبوس - وهي شراكة بقيمة 1.2 مليار دولار مع أمازون لتوفير خدمات الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي للحكومة والجيش الإسرائيليين.
وفي يوم الثلاثاء، نشرت صحيفة نيويورك تايمز وموقع إنترسبت تقريرا عن وثائق كشفت أن مسؤولين في جوجل أعربوا عن قلقهم من أن مشاركة الشركة في مشروع نيمبوس من شأنها أن تضر بسمعتها وقد تربط الشركة بانتهاكات حقوق الإنسان.
وتحت شعار "موظفو جوجل ضد الإبادة الجماعية"، أخبر العمال موقع ميدل إيست آي كيف تعرضوا للترهيب من قبل الشركة وعمال آخرين بسبب نشاطهم المؤيد لفلسطين.
أدانت مجموعة "لا للتكنولوجيا من أجل الفصل العنصري"، التي تضم العاملين في مجال التكنولوجيا الذين يقومون بحملات ضد تورط وادي السيليكون مع "إسرائيل"، شركة جوجل وكوريان بسبب رفضهما المتكرر الاعتراف بالمخاوف المحيطة بمشروع نيمبوس.