فلسطين أون لاين

خيمةُ القدس التَّعليميَّة.. مبادرةٌ تُضيء طريقَ التَّعليم في غزَّة

...
خيمةُ القدس التَّعليميَّة.. مبادرةٌ تُضيء طريقَ التَّعليم في غزَّة
غزة/ صفاء سعيد

في ظل الظروف القاسية التي يمر بها قطاع غزة جراء الحرب "الإسرائيلية" الأخيرة، والتي تسببت في انقطاع التعليم لأكثر من عام، شهدت مدينة غزة البدء بمبادرة "خيمة القدس التعليمية" داخل إحدى المدارس الحكومية.

هذه المبادرة الرائدة أطلقتها خمس سيدات بإصرار وإيمان قوي بأهمية استمرار التعليم، وأهمية حصول الأطفال على حقهم في التعلم والمعرفة رغم التحديات الجسيمة التي يواجهها سكان القطاع بسبب العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

مبادرة تعليمية

تهدف "خيمة القدس التعليمية" حسب مديرتها إيمان الكاشف إلى توفير بيئة تعليمية بديلة وآمنة لاستيعاب مئات الطلاب الذين حُرموا من حقهم في التعليم بسبب الدمار الذي لحق بالمدارس، وتحويل بعضها إلى مراكز إيواء.

وقالت في حديث خاص لـ"فلسطين أون لاين"، إن "المبادرة جاءت لتقديم فرصة تعليمية للأطفال وإعادة الأمل لهم ولأسرهم وأن تكون هذه الفرصة مقدمة بالمجان على عكس المبادرات الأخرى التي تشترط الحصول على بعض الأموال، وأنهم يستقطبون الطلبة من التمهيدي حتى الصف التاسع".

وأوضحت الكاشف أن المبادرة منذ اليوم الأول لاقت ترحيبًا واسعًا من الأهالي الذين وجدوا فيه طوق نجاة لأبنائهم من حالة الفراغ والحرمان التعليمي، مشددةً على أن الطلاب بدورهم أظهروا شغفًا كبيرًا للعودة إلى الدراسة، وسط أجواء مليئة بالأمل والطموح.

قدس2.jpg

وأضافت، أن "عدد الطلبة في ازدياد كل يوم رغم عدم تواضع الإمكانيات التي بين أيدينا ولكننا لا نستطيع رفض طلب طفل او طفلة تطلب حقها في التعلم"، لافتةً إلى أن عدد الطلبة تجاوز 300 طالب وطالبة حتى الأن والعدد مرشح للازدياد كل يوم.

ونبهت الكاشف إلى أنها تحرص على تقديم أساسيات التعليم وليس الرزم التعليمية التي أعلنت عنها وزارة التربية والتعليم، فهي تركز على تقديم المعلومة والمعرفة الضرورية والأساسية للطالب والتي لا غنى له عنها بعد ذلك في التعليم.

وأشارت إلى أنها الأولوية لديها للأطفال في المرحلة التمهيدية والصف الأول الذين حرموا من التأسيس والالتحاق بالمدرسة بشكل طبيعي بسبب الحرب على غزة، فهذه الفئة إن حرمت من حقها في التأسيس يعني فقدان جيل كامل للمعرفة والعلم.

وذكرت أن المعلمات الخمس المشاركات في المبادرة تطوعن بشكل شخصي لرغبتهم في أن يصنعن جيل متعلم بعيد كل البعد عن الجهل والتخلف، وإيمانًا منهن أن مهنة المعلم أسمى وأرقى من أن تتأخر عن تقديم هذه الخدمة لأطفال الوطن.

دعم نفسي

وأوضحت الكاشف أن المبادرة على لا تقتصر على تقديم تعليم أساسيات المناهج الدراسية فحسب، بل تعمل أيضًا على توفير الدعم النفسي للأطفال والذي يكون لديه الأولوية في كثير من الأحيان على التعليم، وذلك لترغيب الأطفال في وجودهم في أجواء الدراسة واللعب والمرح في وقت واحد.

وأردفت:" كما أننا نعمل على تعيض الطلاب عن الفاقد التعليمي الذي امتد لأكثر من عام، وإعادة الأمل للأطفال وأسرهم من خلال توفير بيئة تعليمية آمنة، مؤكدة على ضرورة تعزيز الصمود المجتمعي عبر مشاكلة المجتمع الغزي في العملية التعليمية بشكل كبير.

تحديات كبيرة

أفادت الكاشف أنه على رغم النجاح الذي حققته المبادرة، إلا أن المبادرة تواجه تحديات كبيرة، أبرزها نقص الموارد والإمكانات المادية الأساسية التي جعلتهن يقتصرن في العمل على خيمة دراسية واحدة رغم توفر خيمة أخرى إلا أنهن يفتقدن للسبورة ولشيء يجلس عليه الطلاب.

وتطمح السيدات المؤسِسات للمبادر الحصول على دعم أكبر من المؤسسات المحلية والدولية لتوسيع نطاق عملها، وضمان استمرارية المشروع لتغطية المزيد من احتياجات الطلاب، فـ"خيمة القدس التعليمية" ليست مجرد مكان للتعليم، بل رمز للصمود والإصرار على بناء مستقبل مشرق لأطفال غزة، في ظل أصعب الظروف.

"خيمة القدس التعليمية" هي نموذج حي للإبداع والمثابرة وسط الأزمات، حيث تسعى غزة دائمًا إلى رسم أمل جديد رغم كل التحديات.

المصدر / فلسطين أون لاين