قائمة الموقع

تحويل مرضى غزة للعلاج بالخارج يصطدم بأزمة مستشفيات القدس

2017-10-23T06:22:38+03:00
مرضى داخل إحدى مستشفيات القطاع (أ رشيف)

داخل أروقة مبنى التحويلات الطبية للعلاج بالخارج في مدينة غزة، يجلس المواطن أحمد الجمل يحمل بين يديه أوراقا طبية، منتظرًا الاستجابة لتسهيل مهمة تحويل طفله الذي لم يتجاوز عمره الخمسة أعوام لمستشفى المقاصد في مدينة القدس المحتلة.

لم يدم وقوف أحمد طويلاً، حتى فاجأه أحد الموظفين، بعد نصف ساعة بخروج تحويلة ابنه البكر الذي يعاني من مرض في الغدد الصماء، للعلاج بالخارج، والفرحة تغمره رغم ما يعانيه طفله.

يقول لصحيفة "فلسطين" وملامح الارتياح تبرز بين ثنايا وجهه؛ كونه حصل على طلب التحويلة في وقت قصير: إنه حصل على تحويلة لطفله للعلاج في مستشفى المقاصد بالقدس، بتغطية مالية كاملة من وزارة الصحة برام الله".

وأبدى الجمل ارتياحه لاستجابة دائرة العلاج بالخارج في غزة، للطلب، والتعامل معه بسرعة وسهولة، خاصة أنها باشرت بالتنسيق وتحديد آلية السفر فور استلامها التحويلة من رام الله.

وقدّم والد الطفل الشكر والثناء لما قدمته له دائرة العلاج وتيسير تحويل طفله للعلاج في مستشفى القدس خلال مدة قصيرة.

وأعرب عن أمله بأن يتحسن القطاع الصحي في غزة، خاصة بعد إتمام المصالحة الفلسطينية بين حركتي حماس وفتح مؤخراً، داعياً وزير الصحة في الحكومة إلى الاهتمام بالجانب الصحي والمستشفيات واكمال النقص العددي في الأطباء، إضافة إلى تسهيل تحويل المرضى للعلاج بالخارج.

والتقت صحيفة "فلسطين" خلال جولته التي أجراها داخل أروقة المبنى، بالمواطن رائد دردونة والد الطفل المريض أحمد ابن الخمسة عشر عاماً.

ويوضح دردونة أن طفله يعاني من مرض السرطان في الغدد الليمفاوية منذ ثماني سنوات تقريباً، حيث جرت زراعة نخاع له منذ عامين، لكنها تعرضت للتلف منذ فترة قريبة، وأدت إلى تلف الرئتين بشكل كامل.

ويشير إلى أنه أجرى عملية زراعة النخاع في مستشفى "ايخلوف" داخل الأراضي المحتلة، بعد التسهيلات التي قدمتها له دائرة العلاج بالخارج في غزة.

وبحسب دردونة، فإن ابنه بحاجة إلى زراعة رئتين بالكامل في الهند أو ألمانيا، لكنه بحاجة إلى عمل فحوصات طبية في مستشفى "بيلنسون" في الأراضي المحتلة قبل إجراء العملية.

ويناشد والد الطفل لضرورة الإسراع بتحويل ابنه للمستشفى، في ظل تردي حالته الصحية يوماً بعد يوم.

في زاوية أخرى يصطحب شاب في العشرينات من عمره، والده الذي ينتظر خروج تحويلة علاجه في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

لم يختلف حال الشاب أحمد- اكتفى بهذا الاسم- عن سابقه، حيث أبدى ارتياحه لإجراءات وتيسير دائرة العلاج بالخارج لسفر والده المريض، خلافاً للسنوات السابقة.

لكن ثمّة مشكلة واجهت العشريني أحمد، وهو عدم استقبال مستشفى المطّلع لمرضى قطاع غزة، نتيجة الديون المستحقة على وزارة الصحة الفلسطينية في رام الله.

ويأمل أن تتحسن أوضاع مستشفى المطلع أكثر مما سبق، خاصة في ظل الأحاديث الإعلامية التي يستمع لها أحمد، والحديث عن أن الأزمة في طريقها للحل، مستدركاً "لكن الإجراءات في دائرة العلاج في غزة، تسير بطريقة سلسلة خلافاً للسنوات السابقة".

ومن الملاحظ هنا أن إجراءات التحويلات الطبية بدأت تتحسن رويداً رويداً في الفترة الأخيرة، لكن المعيق الآن أصبح عدم استقبال المستشفيات في القدس لمرضى قطاع غزة، مثل المقاصد والمطلع.

وكان د.وليد نمور المدير العام لمستشفى المطلع حذر من انهيار كامل في الخدمات التي يقدمها المستشفى لمرضى الكلى والسرطان من قطاع غزة والضفة الغربية، بسبب تفاقم تداعيات الأزمة المالية الناتجة عن تراكم الديون المستحقة على السلطة الفلسطينية، والبالغة 122 مليون شيكل، والذي يفوق قدرة المستشفى في تحمل احتياجاته المالية الأخرى كتغيير وصيانة الأجهزة.

وأكد نمور في تصريح صحفي، أن مرضى قطاع غزة لهم خصوصية لدى مستشفى المطلع لما يعانونه من صعوبات واجراءات الحصول على التصاريح للوصول الى المستشفى في القدس.

وبحسب نمور، يُعتبر مستشفى المطلع المستشفى الفلسطيني الوحيد الذي يقدم خدمات الإشعاع لمرضى السرطان، وخدمات أخرى متقدمة، وغسيل الكلى للأطفال، وتبلغ قيمة الخدمات التي يقدمها مستشفى المطلع لمرضى غزة والضفة حوالي 15 مليون شيكل شهرياً، منها 7 ملايين شيكل ثمناً للأدوية وعلاجات لمرضى السرطان.

ويبلغ عدد المرضى المحول لها نحو 1000 مريض شهرياً، 300 من غزة و700 من الضفة، وفق نمور.

من جانبه، أعرب المركز الفلسطيني لحقوق الانسان عن قلقه الشديد بسبب توقف مستشفى المطلع في مدينة القدس المحتلة عن استقبال مرضى القطاع المحولين للعلاج فيها، بسبب تراكم الديون المستحقة على وزارة الصحة الفلسطينية.

ودعا المركز في بيان صحفي له، وزارة الصحة إلى سرعة تسديد المستحقات المالية المتراكمة عليها لمستشفى المطلع، محذراً من مغبة انهيار مؤسسات فلسطينية أساسية في مدينة القدس المحتلة، جراء وقف دعمها وتمويل مستحقاتها المالية.

ووفقاً للمعلومات التي حصل عليها المركز، فوجئ مرضى قطاع غزة المحولون للعلاج في مستشفى المطلع باتصالات من إدارة المستشفى، تطالبهم بعدم القدوم في المواعيد المحددة لعلاجهم، والتي حُجزت بشكل مسبق.

بدوره، ناشد عصام يونس مدير مركز الميزان لحقوق الإنسان، رئيس السلطة محمود عباس لإصدار تعليماته لإنهاء هذا الوضع الخطير، وتعزيز وجود ما تبقى من مؤسساتنا الوطنية في مدينة القدس لا سيما وأنها حقوق متراكمة وليست مِنحا أو هبات.

وأوضح يونس في تصريح صحفي له، أن مستشفيات المطلع والمقاصد في القدس هي آخر ما تبقى من حطام مؤسساتنا الوطنية في القدس وهي أولى بالدعم بكل الاشكال وليس فقط الوفاء بدفع فاتورة علاج مستحقة قدمتها المستشفيات علاجا وأدوية كما هو متفق عليه مع وزارة الصحة.

وأشار إلى أن عدم قيام وزارة المالية بدفع الديون المتراكمة عليها لمستشفى المطلع والتي بلغت ١٢٢ مليون شيكل يهدد على نحو خطير قدرتها على الاستمرار في تقديم خدماتها التي لا غنى عنها لمرضى السرطان من الضفة وغزة.

اخبار ذات صلة