توافد آلاف الأردنيين إلى مقبرة سحاب في الأردن، وفاء للشهـيدين "عامر قواس" و"حسام أبو غزالة"، منفذا عملية البحر الميت، بعد تسليم الاحتلال جثمانيهما ودفنهما بشكل مفاجئ بشروط وقيود الليلة الماضية.
واستنكرت الجماهير، عبر هتافات غاضبة، منع الأردنيين من تشييع جثامين الشهداء "كأبطال قاوموا الاحتلال الإسرائيلي".
سلَّمت سلطات الاحتلال، صباح الأربعاء، إلى الأردن، جثماني الشهيدين عامر قواس وحسام أبو غزالة، اللذين ارتقيا بعد تنفيذ عملية جنوب البحر الميت في 18 أكتوبر الماضي.
وقالت مصادر عائلية، إنّ "الحكومة الأردنية استدعت أهالي الشهيدين عامر قواس وحسام أبو غزالة عند الساعة الواحدة والنصف الليلة الماضية دون إعلامهم باستلام جثامين أبنائهم ثمّ تم توديعهم ودفنهم في مقبرة سحاب".
شباب الحراك الشعبي المناصر للمقاومة الفلسطينية في الأردن رد بكل بساطة على قرار السلطات الإدارية دفن جثماني شهيدي عملية البحر الميت بعد استلامهما رسميا سرا وبدون المراسم الاجتماعية المألوفة، كان أقرب إلى رسالة سياسية بامتياز عبر الدعوة للوقوف بعد صلاة العصر وقفة عز أمام قبري الشهيدين.
عمليا كان يمكن للسلطات الأردنية أن تتجاوز هذا المشهد بإدارة نمطية مختلفة لملف دفن الشهيدين في وطنهما.
لكن لأسباب لا تزال غامضة أو غير مفهومة أبلغت السلطات المختصة، بعد استلام وزارة الخارجية رسميا، عائلتي الشهيدين عامر قواس وحسام أبو غزالة بأن عملية الدفن سيتم الإشراف عليها.
وبناء على القرار الرسمي في السياق بعد استلام الجثمانين أخطر عدد محدود جدا من العائلتين بالحضور ودفنهما في مقبرة سحاب شرقي العاصمة عمان بدون صلاة جماعية عليهما وبعد صلاة الفجر.
ترتيبات السلطات واضحة الهدف وهي تجنب الإحراج الناتج سياسيا عن تشييع شعبي عارم في مراسم الدفن للجثمانين، تجاوزا لأي اعتراضات من الإسرائيليين أو غيرهما.
لكن عائلة الشهيدين أعلنت عما أجبرتا عليه بشكل خجول عبر منصات التواصل الاجتماعي.
رد الفعل كان حتى قبل صلاة عصر الأربعاء صارخا من جهة اللجان الشبابية الشعبية فقد وزعت دعوة سريعة عبر منصات التواصل تطالب الأردنيين بالتجمع في نفس المقبرة بعد صلاة العصر للصلاة على الشهيدين والوقوف أمام قبريهما.
وهو نفس الترتيب الذي حصل مع الشهيد الأردني الثالث ابن قبيلة الحويطات وبطل عملية “جسر اللنبي” ماهر الجازي الذي سقط برصاص إسرائيلي بعدما قتل 3 من جنود الاحتلال، فيما دفن لاحقا بطريقة الحد الأدنى وتجمع مئات الأردنيين بمناسبتين حول قبره الذي أصبح مزارا لا بل زرعت 500 شجرة حول القبر وفقا للناشط السياسي خالد الجهني.
لم تسمح الحكومة الأردنية بجنازة شعبية لأسباب تخصها، لكن القوى الشعبية تصرفت برأيها وفقا لمدلولها، فيما أعلن رئيس كتلة جبهة العمل الإسلامي البرلمانية صالح العرموطي استهجانه للطريقة التي استدعي فيها أهالي الشهيدين وللقرار الذي اتخذته الحكومة.
وصف القطب العرموطي قرار الحكومة بأنه غير مقبول وصرح بأنه كان ينبغي تسليم جثماني الشهيدين إلى ذويهما لإقامة مراسم التشييع.
وكان شقيق الشهيد أبو غزالة قد نشر فجر الأربعاء تغريده تحدث فيها عن ليلة عصيبة جدا تم أخذه فيها مع والده وأعمامه إلى موقع بعيد في مقبرة سحاب وتسليم الجثمان. وقال هيثم أبو غزالة لشقيقه الشهيد “كنت تستاهل جنازة أرقى يا حبيب قلبي لكن عند الله أفضل وأكرم”.
وفي 18 أكتوبر الماضي، أُصيب جنديان "إسرائيليان" في عملية إطلاق نار وقعت في مستوطنة "نيئوت هكيكار" جنوب البحر الميت قرب الحدود مع الأردن.
وأعلنت القناة 14 العبرية عن إصابة جنديين "إسرائيليين" بجروح متفاوتة في عملية إطلاق نار قرب البحر الميت، مؤكدًا نجاح ثلاثة مقاومين باختراق الجدار الحدودي مع الأردن.
وقالت يديعوت أحرونوت العبرية، إنّ المنفذين في عملية البحر الميت كانوا يرتدون زيًا عسكريًا أردنيًا.
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي في بيان تفاصيل عملية التسلل، وقال إن قواته رصدت عددا من المسلحين الذين “تسللوا من الأردن نحو الأراضي الإسرائيلية جنوب البحر الميت”.
ومن جهته، قال أبو عبيدة الناطق العسكري باسم كتائب الشهيد عز الدين القسّام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، إنّ قيادة القسام تلقت تقارير عملية البحر الميت اللافتة بفخرٍ بالغ، كعمليةٍ جريئة بطولية عززت من جديدٍ آفاق الجبهة الأردنية الواعدة.
وأكد أبو عبيدة أنّ الشهيدين حسام أبو غزالة وعامر قواس من أبطال "طوفان الأقصى" وسيظلان نموذجاً ملهماً لنشامى الأردن وعشائرها الحرة أصحاب المواقف المشهودة والبطولات الفذة.
ونشرتْ كتائب القسام صورًا التقطها الشهيدان حسام أبو غزالة وعامر قواس لمكان تنفيذ العملية جنوب البحر الميت خلال مرحلة الرصد والاستطلاع للموقع.