قال المحامي عوديد سابوراي، الذي يمثل المتهم المركزي في قضية تسريب الوثائق السرية من مكتب رئيس الحكومة، إليعزر فيلدشتاين، إن موكله سيتوقف عن التضحية بنفسه من أجل رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو.
وكشف محامي المتهم في قضية "تسريب وثائق أمنية"، في تصريحاتٍ للإذاعة العامة الإسرائيلية، أن نتنياهو كان على علم بأمر الوثائق ونية تسريبها، متهمًا إياه بـ"التنصل من المسؤولية عن حدث هو من تسبب فيه"، وأوضح أن موكله قرر عدم الصمت والتضحية بنفسه من أجل نتنياهو.
وتطرق سابوراي إلى إفادة فيلدشتاين التي جاء فيها أن نتنياهو كان على علم بتسريب الوثيقة السرية إلى صحيفة "بيلد" الألمانية، وقال إن "فيلدشتاين لم يقل إن نتنياهو أوعز بإخراج الوثيقة إلى وسائل إعلام أجنبية، وإنما هو علم بشأن الوثيقة وبشأن إخراجها إلى وسائل إعلام".
وأضاف سابوراي، في تلميح إلى سلوك نتنياهو، أنه "يجلس في مكتب رئيس الحكومة شخصا تعالت صورة له طوال سنين أنه لا يقول الحقيقة"، وشدد مجددا على أن نتنياهو علم بالنشر في "بيلد"، وقال إن "فيلدشتاين ساعد في إخراج المعلومات كي تدرك عائلات المخطوفين وجود مشكلة في المفاوضات" حول اتفاق تبادل أسرى بين إسرائيل وحركة حماس.
وفيما يتعلق بضلوع مستشار نتنياهو، يونتان أوريخ، في القضية، قال سابوراي إن "أوريخ هو شريك كامل في العلم والفعل، وتوجد أدلة قاطعة على ضلوعه. وأوريخ هو شريك فيلدشتاين وأعطاه نصائح. وبحسب إدراك فيلدشتاين، فإن أي شيء يقوله أوريخ هو باسم رئيس الحكومة ولذلك هو عمل بتكليف وصلاحية".
وحول نقل فيلدشتاين إلى زنزانة مراقبة لمنعه من الانتحار، قال سابوراي إن "فيلدشتاين لم يحاول الانتحار، وهذا هراء مطلق".
وكان مدع عام إسرائيلي وجه في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، اتهامات إلى فيلدشتاين وجندي إسرائيلي بتسريب وثائق سرية بقصد الإضرار بالمصالح الوطنية، في قضية هزت المجتمع الإسرائيلي.
واتُهم فيلدشتاين بالحصول على معلومات عسكرية حساسة بطرق غير قانونية وتسريبها للتأثير على الرأي العام، على أمل تخفيف الضغط الذي يتعرض له رئيس الوزراء لتقديم تنازلات كبيرة مقابل تحرير الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة.
كما اتهم جندي إسرائيلي بتسليم فيلدشتاين الوثائق، التي يقال إنها واردة من غزة وتشير إلى أن مقاتلي حركة المقاومة الإسلامية (حماس) يريدون بث الفتنة في المجتمع الإسرائيلي بحيث يستفيدون من ذلك من خلال إبرام صفقة جيدة بالنسبة لهم بشأن المحتجزين.
ولم يتم توجيه اتهامات إلى نتنياهو نفسه، لكن أنصاره يتهمون المدعين العامين بقيادة حملة شعواء ذات دوافع سياسية في غمرة حالة طوارئ في إسرائيل.
وجاء في نسخة من لائحة الاتهام أن المتهمين وضعا آلية لتمرير معلومات بما يخالف البروتوكولات المعمول بها في تبادل مثل هذه الوثائق.
وكشفت النسخة أن "المتهمين تصرفا بهدف الحصول على معلومات مصنفة بأنها سرية للغاية مع قبول المخاطرة الحقيقية بإلحاق ضرر جسيم بمصالح الأمن القومي ذات الأهمية البالغة".
وبدلا من تسريب المعلومات إلى وسائل الإعلام الإسرائيلية، اتُهم فيلدشتاين بتسليمها لمجلة بيلد الألمانية لتفادي الرقابة المحلية التي كانت ستحظر نشرها.
ونشرت المجلة مقالا في سبتمبر/أيلول الماضي نقلا عن الوثائق، التي يقال إن مسؤولا في حماس كتبها ودعا الحركة إلى ممارسة "ضغوط نفسية" على عائلات الأسرى في محاولة لانتزاع تنازلات من نتنياهو.
وأشار نتنياهو في وقت لاحق إلى المقال، وقال إنه يثبت صحة موقفه المتشدد من صفقة تبادل الأسرى.
المصدر : الجزيرة