قالت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية، إن المستوطنين اقتحموا المسجد الأقصى بمدينة القدس 20 مرة، فيما منع جيش الاحتلال الإسرائيلي رفع الأذان بالمسجد الإبراهيمي بمدينة الخليل 55 مرة خلال شهر تشرين الثاني/نوفمبر الماضي.
وأوضحت "الأوقاف"، أن جيش الاحتلال والمستوطنين "صعَّدوا من اعتداءاتهم على المسجد الأقصى، سواءً بعدد الاقتحامات أو بأعداد المقتحمين"، مشيرةً إلى أن الاقتحامات تضمَّنت أداء طقوس دينية تلمودية من قبل المستوطنين.
وأشارت إلى أنّ جيش الاحتلال "منع رفع الأذان 55 مرة خلال الشهر الماضي، كما أغلق المسجد أمام المسلمين في الوقت الذي اقتحمه وزير الأمن القومي الصهيوني المتطرف إيتمار بن غفير برفقة عشرات المستوطنين.
واعتبرت وزارة الأوقاف هذه الاعتداءات "تحديًا خطيرًا لمكانة المقدسات الإسلامية"، مطالبةً المجتمع الدولي بـ"التدخل الفوري لوقف هذه الانتهاكات وحماية حق المسلمين في أداء شعائرهم الدينية في الأماكن المقدسة".
ويواصل المستوطنون اقتحام المسجد الأقصى كل يوم عدا يومي الجمعة والسبت، بحماية شرطة الاحتلال، التي تعمل على تأمين اقتحام المستوطنين ومنع الفلسطينيين من دخول المسجد الأقصى والصلاة فيه.
وفي السياق ذاته، تتواصل الدعوات الفلسطينية لتكثيف الرباط والتواجد في الأقصى، من أجل حمايته من أطماع المستوطنين، ومحاولاتهم فرض وقائع جديدة على الأرض.
وشددت الدعوات على أهمية المحافظة على ديمومة الرباط، والتمسك بالحق التاريخي والديني في المسجد الأقصى، ردًا على مساعي الاحتلال والمستوطنين لفرض السيطرة الكاملة عليه.
ويشار إلى أن اعتداءات الاحتلال تصاعدت بشكل غير مسبوق في المسجد الأقصى منذ السابع من أكتوبر لعام 2023، تزامنا مع حرب الإبادة "الإسرائيلية" المستمرة في قطاع غزة منذ أكثر من عام.
وبما يتعلق بالمسجد الإبراهيمي، أشارت الوزارة إلى أن المسجد الإبراهيمي، الواقع في البلدة القديمة من مدينة الخليل التي يسيطر عليها جيش الاحتلال، قُسّم منذ عام 1994 عقب مذبحة ارتكبها مستوطن أسفرت عن استشهاد 29 مصليًا فلسطينيًا، حيث خصص الاحتلال 63 بالمئة من المسجد لليهود و37 بالمئة للمسلمين، وفي الجزء المخصص لليهود تقع غرفة الأذان.
والأسبوع الماضي، كشف تقريرٌ عبري، عن خطّة جديدة لوزراء وأعضاء كنيست في أحزاب الائتلاف لتغيير الوضع القائم في الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل المحتلة، ومصادرته، وتحويله كله إلى "موقع تراث قومي" يهودي.
ونشر موقع "زمان يسرائيل" العبري، تقريره بعد تحليلات للاحتفال الديني الذي نظّمه المستوطنون في الخليل، يوم السبت الماضي، في الحرم الإبراهيمي ومحيطه، وشارك فيه آلاف المستوطنين وبينهم وزراء وأعضاء كنيست، بينهم إيتمار بن غفير وأوريت ستروك وبتسلئيل سموتريتش وزئيف إلكين وغيلا غمليئيل، وكان تغيير الوضع القائم في الحرم الإبراهيمي "حديث الساعة بين السياسيين".
وأشار التقرير إلى أنه "بهذا الشكل، وتحت الرادار، وعلى خلفية الحرب في غزة ولبنان، وتحت غطاء الانتخابات المنتهية في الولايات المتحدة، نُسج واقع جديد ومليء بالمخاطر في أحد أكثر الأماكن المقدسة القابلة للاشتعال في الشرق الأوسط".
ونقل التقرير عن رئيس المجلس المحلي في مستوطنة "كريات أربع"، يسرائيل برمسون، قوله إن "الوزراء قالوا لنا إنه ستكون هناك مفاجآت كثيرة في الفترة القريبة. لقد تعهدوا بتطورات هامة.
وأوضح برمسون للجميع أن الوضع في الحرم الإبراهيمي متناقض. العربي يصلي في "قاعة إسحق" في المغارة. ويوجد سقف فوقه. لماذا لا يمكنني الصلاة هناك؟ لماذا أنا في الخارج تحت قبة السماء وهو في الداخل؟".
وأضاف، أن اللجنة التي تشكلت برئاسة رئيس المحكمة العليا الأسبق، القاضي مئير شمغار، للتحقيق في مجزرة الحرم الإبراهيمي التي نفذها السفاح باروخ غولدشتاين، في العام 1994، "قررت وضع ترتيبات بعد (مجزرة) غولدشتاين. وأرادوا محاسبة اليهود بعد كل ما حدث. لقد مرت 30 سنة. والعالم تغير".