قائمة الموقع

طبيب بـ"شهداء الأقصى" لـ"فلسطين أون لاين": استقبلنا آلاف الأطفال المُصابين بسوء التغذية

2024-12-03T12:55:00+02:00
فلسطين اون لاين

 

أفاد اختصاصي في طب الأطفال وحديثي الولادة بمستشفى شهداء الأقصى بتزايد مستمر لحالات الإصابة بسوء التغذية، مشيرًا إلى استقبال الآلاف منها على مدار الأشهر الماضية، مع انتهاج الاحتلال سياسة التجويع والتعطيش بحق الغزيين.

وقال الطبيب وائل شحادة لـ"فلسطين أون لاين"، إن "الإصابة بسوء التغذية هو ظاهرة في صفوف الأطفال، مضيفا: "هناك ازدياد كبير ويوميا نستقبل حالات".

وبين أن الفئة العمرية الأكثر شيوعا المتضررة من ذلك تتمثل في الأطفال الذين يبلغون ثلاثة أشهر حتى عام.

وتابع: بالطبع هناك أطفال يبلغون أكثر من عام مصابون أيضا بسوء التغذية.

وأرجع شحادة سوء التغذية إلى الوضع الاقتصادي الموصوف عالميا بالكارثي الذي خلفته حرب الإبادة الجماعية المستمرة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.

ويشمل ذلك شح المواد الغذائية اللازمة للأطفال كالحليب والسيريلاك وهو طعام خاص بالأطفال في عمر ستة أشهر.

وقال: إن كثيرًا من الأطفال المصابين بسوء التغذية في عمر ثلاثة أو أربعة أشهر الذين تستقبلهم المستشفى لا يتوفر لهم حليب مناسب لأعمارهم.

ووصف الظروف الحياتية والبيئية الحالية بأنها صعبة جدا، مشيرا إلى أن المواطن لا يستطيع شراء الحليب لإرضاع طفله، إذ تبلغ تكلفة العبوة الواحدة منه نحو 70 شيقلا في الأسواق حاليا، ما يعني أنه سيحتاج لتوفير 350 شيقلا شهريا لتغطية شراء الحليب.

وأضاف: نحاول المساعدة بما هو متوفر من حليب لكنه لا يغطي الاحتياجات، ومن يحتاج خمس عبوات حليب شهريا نعطيه عبوتين، بينما لا يتوفر لدينا السيريلاك.

وبحسب تقرير للأمم المتحدة في أغسطس/آب، يعاني آلاف الأطفال في غزة من خطر سوء التغذية الحاد، إذ كشف عن إصابة حوالي 15 ألف طفل بسوء التغذية، منهم 3,288 طفلا مصابا بسوء التغذية الحاد الوخيم، وذلك بعد فحص نحو 240 ألف طفل في القطاع منذ بداية العام الحالي.

وأوضح شحادة أن أبرز أعراض سوء التغذية على الأطفال هي الضعف والهزال والإسهال المزمن والدوار وارتخاء العضلات وترهل البطن وبروزه إلى الأمام نتيجة لذلك، وهي ليست دلالة على السمنة كما يعتقد البعض.

وعن تأثير الجوع، قال: الإنسان الذي يجوع يأكل من جسمه ويبدأ بالدهون ثم العضلات.

وأشار إلى وجود أطفال مبيتين في المستشفى يعانون من نقص البروتين في أجسامهم وهو ما يحدث انتفاخا فيها.

ولتجنب الإصابة بسوء التغذية، أكد حاجة الأطفال إلى الكربوهيدرات والبروتين والدهون واللحوم والأسماك والفيتامينات.

لكنه نبه إلى الأسعار التي وصفها بأنها خيالية للبضائع والمنتجات إن توفرت كالتفاح الذي يقدر ثمن الكيلوجرام الواحد منه بـ55 شيقلا والبرتقال بـ35 شيقلا.

وعن مدى توفر الأدوية، أوضح أن هناك نقصا في أصناف مختلفة لازمة لعلاج الأطفال المصابين بأمراض مزمنة، ضاربا المثل بحالة يتابعها تعاني من فرط في مادة الأنسولين ولا يتوفر علاجها دائما.

وبشأن انعكاسات سوء التغذية على الأطفال مستقبلا، أوضح شحادة أن ذلك يلقي بظلاله على النواحي النفسية والعقلية والجسدية، إذ إن بنية الجسم لن تكون في أحسن حالاتها.

وشرح طبيب الأطفال حاجتهم إلى "الأوميجا 3" المتوفر في أصناف كالسمك والفيتامينات المتعددة لتغذية الدماغ.

لكنه رأى أن التأثير الأساسي غير الجسدي هو النفسي، قائلا: أتابع حالات أعصاب يتعرضون للتشنج لديهم أوضاع نفسية فظيعة، وأجد أن تشخيصها نفسي أكثر من كونه عصبيا.

وتمم شحادة حديثه: هذه الأعراض باتت تظهر بكثرة على أطفالنا للأسف، وما رأيته في السنة الأخيرة لم أره على مدار 23 عاما من عملي في مجال طب الأطفال.

وفاقم الاحتلال الإسرائيلي لمعبر رفح من الجانب الفلسطيني منذ مايو/أيار وتلاعبه بحركة دخول البضائع والسلع والمساعدات للقطاع عبر حاجز كرم أبو سالم التجاري معاناة الغزيين المنهكين بحرب الإبادة.

وبحسب منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف" فإن كمية الإمدادات التجارية والإنسانية التي دخلت القطاع في سبتمبر/أيلول كانت الأدنى منذ مارس/آذار 2024 على الأقل، ولاحظت أن هذه الحالة يتوقع أن تشهد قدرا متزايدا من التدهور.

وكانت حاجة القطاع اليومية قبل الحرب تزيد على 500 شاحنة محملة ببضائع وسلع متنوعة كانت تدخل عبر "كرم أبو سالم".

وتفيد منظمات إغاثة ومذكرة داخلية للأمم المتحدة بأن هناك عصابات تسرق المساعدات بغزة وتعمل بحرية في مناطق وجود جيش الاحتلال الإسرائيلي وتستفيد من "تساهله أو حمايته"، حسبما نقلت صحيفة واشنطن بوست مؤخرا.

اخبار ذات صلة