عاد جيش الاحتلال الإسرائيلي لاستهداف العاملين في مؤسسات الإغاثة العاجلة لقطاع غزة، ضمن خططه المستمرة لزيادة حدة المجاعة في مناطق مختلفة من القطاع، والتأثير على حسان السكان، ووضع العقبات أمام وصول الطعام لهم.
واستهدفت طائرات جيش الاحتلال، اليوم السبت، خمسة مواطنين بينهم ثلاثة من العاملين في المطبخ العالمي، خلال مهمة لهم في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، إضافة استهدافه الناشط محمود المدهون صاحب تكية الشمال في سوق مشروع بيت لاهيا.
ويعد استهداف جيش الاحتلال لعمال الإغاثة عمل ممنهج ضدهم، ضمن هدفه أيضا تعطيل تقديم المساعدات الضرورية لأهالي قطاع غزة، مما يزيد من معاناتهم ويعقد الوضع الإنساني المتدهور، والمجاعة الحاصلة، حيث أسرع المطبخ العالمي إلى تعليق عملياتها في قطاع غزة، بعد استشهاد عدد من موظفيه.
وسبق واتهم مؤسس منظمة المطبخ المركزي العالمي، خوسيه أندريس، جيش الاحتلال باستهداف عمال الإغاثة التابعين للمنظمة في غزة "بشكل ممنهج، وقصفت سيارة تلو الأخرى".
ويعكس استمرار القصف الإسرائيلي لعمال الإغاثة تجاهله للقوانين الدولية التي توفر الحماية لهم أثناء الحروب، حيث يبقى استهداف العاملين في المجال الإنساني جريمة لا يمكن تبريرها.
يشار إلى أن جيش الاحتلال سبق وقتل 7 من موظفي المطبخ العالمي في أبريل الماضي، أثناء مغادرتهم مستودعًا في دير البلح وسط قطاع غزة.
جريمة ممنهجة
رئيس الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني "حشد"، صلاح عبد العاطي، يؤكد أن استهداف جيش الاحتلال لفريق الإغاثة الدولي العاملين في المطبخ المركزي العالمي، يعد جريمة لأفراد المنظمة الذين يقدمون خدمات إنسانية للنازحين.
ويقول عبد العاطي في حديثه لـ"فلسطين أون لاين": "جاء استهداف العاملين في الإغاثة في ظل مجاعة حادة يعاني منها أهالي قطاع غزة جراء عرقلة الاحتلال دخول المساعدات الانسانية في جنوب القطاع ، ومنع دخول المساعدات الإنسانية".
ويوضح أن استهداف الاحتلال للعاملين في مجال الإغاثة يأتي ضمن سياسة القتل الممنهج، حيث وصلت حصيلة الشهداء من هذه الفئة 230 ضمن مساعيه لإرهاب العاملين فيها، لمنعهم من مواصلة مهامهم الإنسانية وفي إطار سياسات التجويع التي يواصلها الاحتلال بحق سكان غزة.
ويلفت إلى أن قتل العاملين في منظمات الإغاثة يكشف بوضوح تام نية الاحتلال بحرمان أهل القطاع المحاصر من الحصول على الغذاء والماء والدواء ودفعهم نحو اليأس من استمرار الحياة في قطاع غزة بفعل سياسات التطهير العرقي والقتل والتدمير والقمع والقهر والترويع الممنهج في إطار جعل القطاع منطقة غير صالحة للحياة واهلاك أكبر عدد من سكانه.
ويذكر أن القوانين والأعراف الدولية وقواعد القانون الدولي الانساني وفرت حماية خاصة للعاملين في المجال الإنساني.
وطالب المجتمع الدولي ومجلس الأمن بإدانة هذا الجريمة البشعة، وإجراء تحقيق عاجل وجدي ومحاسبة المسؤولين عن تلك الجرائم الدولية، وفرض العقوبات علي دولة الاحتلال الإسرائيلي.
يشار إلى أن برنامج الأغذية العالمي الغذاء يقدم لنحو 1.45 مليون نازح في غزة وجبات كل شهر، في حين توفر وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين (الأونروا) وجبات الطعام لأكثر من مليون شخص شهريا.