كشف الناشط والصحفي طارق الدقس، عن تفاصيل حرب الإبادة الجماعية التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي في مخيم جباليا بشمال قطاع غزة.
يقول الدقس، لـ "فلسطين أون لاين"، إنه منذ 54 يومًا وما زال، يتعرض مخيم جباليا لأبشع المجازر الدموية على مستوى التاريخ، من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي المدججًة بأعتى ترسانة عسكرية وبجميع أنواع الأقمار الاصطناعية والأجهزة التكنولوجية المتطورة على مستوى العالم.
ويضيف والدمع منهمر من عينيه: "رأيت بأم عيني عشرات الشهداء ملقاه جثامينهم الطاهرة على الأرض، تنهش الكلاب الضالة جثامينهم ولا أحد يستطيع أن يفعل شيئًا بسبب خروج المنظومة الصحية والدفاع المدني عن الخدمة، والاحتلال يمنع الوصول إليهم".
وأوضح الدقس، أن مخيم جباليا يتعرض لتطهير وتدمير كامل للحجر والبشر وكل شيء يتحرك بداخله، حيث القتل المتعمد للنساء والأطفال والشيوخ، ويتم استهداف المنازل بالطائرات الحربية، على من بداخلها دون سابق إنذار، مشيرًا إلى أن ما يجري في المخيم لا يوصف وأكبر من حرب إبادة.
وأشار، إلى أنه شاهد ما يجري على الحواجز أثناء نزوحه والأهالي قصرًا من جباليا، حيث يقوم الاحتلال بتعرية الشباب والأطفال وكبار السن وذوي الإعاقة الحركية على الحواجز العسكرية لساعات طويلة بطريقة وحشية وألفاظ بذيئة وسخرية واستهزاء مستمر حتى لحظة الإفراج عنهم، في ظل الجوع والبرد القارص، مؤكدًا أن الاحتلال مجردًا من الإنسانية والأخلاق.
تابع: "أعداد الشهداء والمفقودين تحت ركام المنازل يفوق ما تم حصره من وزارة الصحة بشكلٍ كبير جدًا"، مشيرًا إلى عدد كبير من الإصابات موجودة تحت الركام بحاجة لتدخل دولي عاجل لإسعافهم وانقاذهم.
ولفت، إلى "تعمد الاحتلال بمنع وصول الغذاء والطعام لمخيم جباليا، ويجري هذا في ظل الحصار المحكم والمشدد على المواطنين وبجانب استخدام طائرات "كواد كابتر" التي تطلق نداءات على المواطنين في الأحياء السكنية وتطالبهم بالخروج قصرًا من هذه المناطق، وإلا سيكون مصيرهم الموت".
ودعا الدقس، المنظمات الدولية والحقوقية للتدخل العاجل لوقف "حرب الإبادة" على قطاع غزة، ومحاكمة الاحتلال على جرائمه بحق الفلسطينيين.
وكشف الدقس، عن الدمار الكبير الذي تعرض له مخيم جباليا حيث قال: "لم يبقى حجر على حجر ولا مقومات للعيش والحياة، أينما تنظر تجد الدمار والخراب ورائحة الشهداء في كل مكان وانتشار واسع للأمراض والأوبئة في الشوارع والطرقات.. كأنك في سكرات الموت".
يتابع: "أثناء تغطيتي الصحفية عشت لحظات مرعبة كأنها من الخيال، فقد تحول المشهد إلى ظلام دامس مع أنني في وضح النهار، حيث ارتكب الاحتلال عدة مرات مجازر بشعة "مرعبة ومخيفة" لم أشهدها طوال فترة الحرب على قطاع غزة، بحق المواطنين من خلال نسف أحياء سكنية بأكملها من خلال وضع براميل متفجرة، وقصف الأبراج والعمارات، الأمر الذي يؤدى إلى سقوط أعداد كبيرة من الضحايا أغلبهم من الأطفال والنساء وكبار السن".
وأردف الدقس، أن منازل المواطنين تحولت إلى مقابر بسبب استمرار إلقاء القنابل على الحارات والمناطق في جباليا، حيث يتساقط الركام فوق رؤوسهم.
واستحضر الصحفي الفلسطيني، صمود الأهالي وتكاتفهم ووحدتهم رغم الدمار والخراب والشهداء والمجاعة، إلى أن معنوياتهم كانت عالية وايمناهم بربهم كبير، كما يقول.
وختم الناشط الدقس، حديثه بالقول: "خرجنا من مخيم جباليا قصرًا لكننا تركنا خلفنا مجاهدين أبطال لم يستسلموا ولن يرفعوا الرايات البيضاء، وأخبرونا بأنهم لن يخرجوا من مخيم جباليا إلا بالنصر أو الشهادة في سبيل الله".